حزب الإتحاد السرياني أحيا ذكرى الإبادة الجماعية “سيفو” وكلمات اكدت ان لبنان حسب القوانين الدولية هو بلد عبور وليس بلد لجوء وطنية/22 نيسان/2024 أحيا حزب “الاتحاد السرياني”، الذكرى التاسعة بعد المئة للإبادة الجماعية – سيفو”، بعنوان “من جبال آرارات الى جبال بيث نهرين وجبل لبنان سيف واحد”، والتي إرتكبتها السلطنة العثمانية بحق الشعبين السرياني الآشوري الكلداني والأرمني ومسيحيي جبل لبنان والبونتيك اليونانيين، واقام احتفالا مركزيا على مسرح بلدية الجديدة، في حضور الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان ممثلين بالنائب الياس حنكش والمستشار الإعلامي بشارة خيرالله، المونسينيور شربل غصوب ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الاب آرام ابراهميان ممثلا بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك رافائيل ميناسيان، الأب دافيد ملكي ممثلا بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي يوسف الثالث يونان، النائب ملحم رياشي ممثلا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ، النائب رازي الحاج، رئيس الحزب ابراهيم مراد، المستشار البطريركي للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا، وممثلين للمطارنة بولس عبد الساتر، ميخائيل شمعون، دانيال كوريه، راعي كنيسة المشرق الآشورية في لبنان الأرشمندريت كيواركيس توما ورئيس المعهد الفني الأنطوني الأب شربل بو عبود. كما حضر رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل ممثلا بنائبه لشؤون العلاقات الخارجية ناجي حايك، رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل ممثلا بنائبه الأول الدكتور برنار جرباقة، رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب كميل شمعون ممثلا بمنسق الجبهة السيادية كميل جوزف شمعون ووفد حزبي، رئيس حزب “الحوار الوطني” النائب فؤاد مخزومي ممثلا بنائب الأمين العام الدكتور روجيه شويري، مدير عام جهاز أمن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالمقدم سركيس كراكوزيان، رئيس حزب “الهنشاك الإشتراكي الديموقراطي” فانيك داكسيان، ممثلون عن حزب “الرامغافار” وعن حراس الأرز ومحافظ بيروت ونقيب المحامين، الوزير السابق ريشار قيومجيان، النائب السابق شانت جنجنيان، نقيب المقاولين ورئيس تجمع “إتحاديون” المهندس مارون حلو، الأستاذة رجينا قنطرة ممثلة المجلس العالمي لثورة الأرز، ألامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور الفرد رياشي، إيلي تنوري ممثلا المجلس العام الماروني، رئيس الاتحاد الماروني أمين اسكندر وفاعليات. استهل الإحتفال بالنشيد الوطني ونشيد الإتحاد، ثم تحدثت الإعلامية رانيا زهرة شربل وقالت: “أن نحيي كل سنة ذكرى شهداء الإبادة يعني أننا لم ولن ننسى، إنه سيف عثماني واحد وإبادة جماعية لشعوب عدة، هدفها واحد، إفناء هذه الشعوب من الوجود وإلغاء هوياتها. رغم كل هذه المأساة وبعد 109 اعوام وحتى يومنا هذا لا مكان لليأس والاستسلام، ولن نبكي على الاطلال فوجودنا اليوم هنا متذكرين الإبادة التي تعرضنا لها هو بحد ذاته انتصار على الإبادة والإلغاء، انتصار على الموت لإننا أبناء القيامة في اليوم الثالث”. دكسيان ثم تحدث دكسيان وقال:”ما جمعه الماضي وجبله بالدم لا يفرقه المستقبل مهما طغى عليه الزمان. ما يجمع الشعب الأرمني والشعب الأشوري – السرياني – الكلداني، هو تاريخ يمتد الى عشرات القرون، تاريخ كتب بأقلام من فولاذ ونقش على شواهد من صخور، جذورها ضاربة في أعماق بلاد ما بين النهرين وارمينا التاريخية، أما ما جبل بالدم، هي مجازر سيفو، فكثير من ابنائنا لا يعرفون عنها ولا يدركون صلتها بمذابح الأرمن وتهجير اليونان البنطيين”. أضاف:”إذا أردنا ان نسير بالمنهج العلمي علينا أولا ان نسأل عن سبب ما حدث، وعن حتمية النتائج وكيفية متابعة النضال. المذابح التي طالت الشعوب المسيحية والاضطهاد العرقي والقومي ضد الشعوب المسلمة الذي مارسه الأتراك الجدد في الجغرافية التاريخية لهذه الشعوب، كانت نتيجة حتمية للنزعة العنصرية الطورانية لدى البورجوازية التركية الفتية المتمثلة بحزب الإتحاد والترقي، وسعي هؤلاء لبناء وطن قومي للأتراك على الأراضي التي احتلها أجدادهم قبل ستة قرون”. تابع: “في بدايات القرن العشرين مارس القوميون الأتراك الذين وصلوا الى الحكم سياسة التتريك والإضطهاد العنصري، ضد الشعوب المسلمة كالعرب والفرس والأكراد والشركس وغيرهم وذلك للقضاء على هويتهم القومية وصهرهم في البوتقة التركية والقضاء عليهم. أما مع الشعوب الغير المسلمة بشكل خاص المسيحيين منهم كانت المشكلة أصعب لسببين. أولا: استحواذ هذه الفئات على الإقتصاد وأغلب الصناعات، وثانيا: الإختلاف الديني وتعدد القوميات، من هنا كان لا بد من تهجيرهم والقضاء عليهم للتخلص منهم ومن أثارهم التاريخية على الأرض ومن ثم الإستيلاء على مقدراتهم الإقتصادية والمالية المتروكة في الدولة العثمانية، لإنشاء دولة قومية للترك على أرض الأرمن، والشعب الأشوري- السرياني -الكلداني، واليونان البنطيين والشعوب الأصيلةالأخرى”. واعتبر ان “اللامبالاة من قبل المجتمع الدولي والدول النافذة، وعدم فعالية ألاحكام الدولية وعدم قدرتها على الردع، أدى الى تكرار هذه الجرائم في بقاع كثيرة من العالم وآخرها في أيلول الماضي حيث هجرت السلطات الأذربيجانية قسريا اكثر من مئة ألف أرمني من أرتساخ المعروف بناغورني كاراباخ الى أرمينيا، وما يحدث اليوم في غزة من تدمير وتهجير وتجويع وقتل وحشي أمام أعين العالم ليس إلا فصل من فصول الإجرام العنصري ولامبالاة الأنظمة”. وقال: “تركيا اليوم بقيادة حزب العدالة والتنمية تمثل نموذجا للدولة الخارجة عن القانون، فهي متورطة في الصراع في سوريا تحتل قسما منها وحولتها الى قاعدة لتصدير المرتزقة الإرهابيين الى دول الجوار، إن تركيا رجب إردوغان بما يمثل من عقيدة طورانية توسعية هو مصدر قلق وعدم إستقرار في منطقتنا بدءا من جنوب القوقاز الى شمال العراق مرورا بسوريا حتى شمال أفريقيا”. وختم: “نؤمن ان العدالة مفهوم إلهي وهو مطلق، وان الشهادة للعدالة فعل قناعة وإيمان. ونحن مقتنعون أن النضال من أجل العدالة فعل شجاعة لا يقوى عليها شر الدهور ولا أشرار الارض ولا أشرار البحور. عاشت الأخوة التاريخية بين الشعب الأرمني والشعب الأشوري- السرياني -الكلداني، المجد والخلود لشهداء مجازر سيفو والإبادة الأرمنية”. اسكندر وتحدث رئيس الإتحاد الماروني أمين إسكندر فسلط الضوء على “تشابه الأحداث عند وقوع كفنو، أي المجاعة، وما نعيشه اليوم: لسنين رددنا، قبل العام 2019 ، أننا إن لم نقم بتنشئة أجيالنا وفقا لهويتنا، فندرسها اللغة السريانية ونلقنها التاريخ على حقيقته، ولاسيما في ما يخص كفنو، فإن وجودنا سيكون حتما بخطر، وما حصل أثبت حقيقة ما تخوفنا من حصوله”. وشرح أن “إبادة السريان والأرمن والكلدان والأشوريين تمت بالسيف لهذا سميت سيفو، أما نحن فتم تجويعنا لذلك سميت كفنو”، مشيرا إلى أن “هناك ما هو أعمق من الإقتصاد والسياسة ألا وهي الروحانية التي نجهلها، والأهم الجذور التي خسرناها”. وذكر ان “60% ماتوا والباقي هاجر”، واوضح أن “في بعض مناطق أرمينيا وبيت نهرين قدر من مات ما بين 75% و90%، إلى حين وصول الجيوش الفرنسية والبريطانية الذين بدؤا بتأسيس دولة لكننا وعن جهل رحلناهم”، وقال:”لقد تم ربط كفنو بالجراد، وفساد التجار اللبنانيين، وتم إخفاء الحقيقة”، لافتا إلى انه “تكرر كل ما حصل في الماضي من خلال ما نعيشه اليوم. حيث فرضت الرقابة، وطردت كل الإرساليات من لبنان، وتمت مصادرة الأديرة كي تنتفي العلاقات بين لبنان والخارج فتكون الرقابة كاملة”. تابع: “لقد جرى تدمير العملة الأجنبية وخفض قيمة العملة الوطنية عشرين مرة بهدف إفقار الشعب، كما جرى نقل مواكب غذاء وفيول وأدوية إلى الشام ومن هناك إلى الجيش على الجبهات”، واشار الى انه “تم إخراج الأطباء من لبنان كي يبقى الشعب دون غذاء ودواء وأطباء فريسة الأمراض، وإلى أن “الغداء الذي لم يتمكن الجنود الألمان من نقله بالقطار تم رميه في البحر”. وقال:”وجرى سادسا تعميم تطبيق عقوبة الإعدام على كل من يقدم أي نوع من المساعدات وسجن شارل قرم هو مثال واضح، وقد ضبطوه وهو يطعم أولادا”، مؤكدا أن “كل البراهين التي نملكها موثقة في وزارة الخارجية الفرنسية، ولدى الصليب الأحمر الأميركي، وفي واشنطن، ولدى الجامعة اليسوعية في بيروت، حيث تظهر في الرسائل التى ورد فيها أن المساعدة الفرنسية للبنانيين ينبغي أن تكون سرية، لأنه إن اطلع العثماني عليها فسيكون أكثر إجراما”. تابع:”هناك برهان يظهر في أن المساعدات كانت تتم ليلا فقط وبواسطة السباحة. فيتم تسليمها إلى بكركي كي تتمكن من تأمين ما يحتاجه الناس، كذلك فإن التاريخ الذي يقول إن الموت أتى بواسطة فرنسا ليبرئ العثماني هو تاريخ مغلوط، ونحن ندفع باهظا ثمن هذا الكذب اليوم “. وختم: ما جرى في الماضي لناحية تحديد السلطات العثمانية الخائن والعميل بين 1914 وسنة 1918 يتكرر في أيامنا هذه، تحت تسمية المحكمة العسكرية”. لطي كلمة حزب الإتحاد ألقتها نائبة الرئيس ليلى لطي وقالت: “لن أتحدث عن مجريات وتفاصيل الابادة الجماعية بحق مسيحيي الشرق، فقد قالوا فيها ما فيه كفاية، بل سأتطرق إلى العبرة والدرس والى نتائج هذه الإبادة: بعد 109 سنوات من سيفو استردينا كسريان قرى وأديرة وكنائس عدة، وحصلنا بعض الحقوق السياسية بفضل شبابنا الذين ناضلوا واستشهدوا من أجل القضية، لكننا خسرنا وجودنا في موطننا الأساسي جنوب شرق تركيا اليوم، وخسرنا في وطننا هويتنا وأصبحوا يعتبروننا أقليات دينية في تركيا، علما أن هذه الأرض هي أرضنا التاريخي، ومن مدينة الرها بالتحديد ولدت لغتنا القومية السريانية المسيحية، أي آرامية الرها”. أضافت: “أصبحنا لاجئين في دول الجوار وبقاع الأرض الواسعة، فما المانع من تكرار هذا السيناريو؟ فدعونا نستعرض الأسباب: كان هدف السلطنة العثمانية ومن بعدها الأتراك الذين كانوا وقتها ضد السلطان العثماني، تتريك الأرض والشعب وخلق هوية جديدة؛ وجرى تنفيذ هذا الأمر بخطة ما يسمى بالترحيل، ما نستطيع تسميته اليوم الهجرة الممنهجة”. تابعت: “لاحظوا ما يحصل اليوم لأسباب سياسية واقتصادية وايديولوجية أيضا في سائر دول الجوار (العراق وسوريا): إفراغها من الوجود المسيحي. والآن جاء دور الوجود المسيحي في لبنان ولكن بطريقة مختلفة، ألا وهي إضعاف الوجود المسيحي السياسي الفاعل كالتالي: من خلال ما يسمى حلف الأقليات، البدعة الكليشيه، وهذا شديد الخطورة. نحن نعلم أن الصيغة اللبنانية ليست صيغة عددية بل تنوعية، وهي ميزة الكيان اللبناني، فبدعة حلف الأقليات تسقط حتما لسبب بسيط جدا، عدم فصل الحالة المسيحية عن باقي مكونات الشعب اللبناني، كما حاول الأتراك مجددا أن يفعلوا، طالبين منا كسريان فصل قضيتنا عن قضية الأخوة الأرمن، ونحن بالتأكيد رفضنا هذا الأمر لأن قضيتنا واحدة”. أضافت: “من ناحية الوضع الاقتصادي مثلما خطط الأتراك لإنهاء الوجود الاقتصادي القوي والفعال للبرجوازيتين الأرمنية والسريانية بهدف السيطرة الإقتصادية، يتكرر السيناريو في لبنان بمحاولة السيطرة الإقتصادية والعزل الإقتصادي عن دول الجوار والعالم بهدف السيطرة على مفاصل الحياة الاقتصادية، وبالتالي التحكم بالوضع السياسي تلقائيا، ولكننا سنفشل هذا السيناريو حتما”. تابعت: “سفر برلك (روحة بلا رجعة) المنهجية العثمانية، التي اتبعوها بالسيفو يتبعها اليوم أعداء الوطن بتهجير أبنائه الى دول الغرب، كي تصبح الهجرة (روحة بلا رجعة)، نحن منتبهون وواعون لهذا الخطر الوجودي ونسعى لفرض استقرار إقتصادي وأمني في البلد للحد من خطر الهجرة”. وقالت: “التصدي الأكبر هو للوجود السوري المتزايد والخطر وليس النزوح السوري فقط، لبنان حسب القوانين الدولية هو بلد عبور وليس بلد لجوء بسبب مساحته الصغيرة، وما من قوة تجعلنا نرضخ أو نتخلى عن حقنا بتطبيق هذا القانون وبالتالي نطالب ونطلب بعودة آمنة للشعب السوري فورا دون أي تقاعس أو دراسة للموضوع، فهذا أمر مفرغ منه”. وشددت على أننا ” نعيش اليوم الصمت القاتل الذي مارسته القوى العظمى تجاه قضية الإبادة سيفو، بشكل أو بآخر، ولاسيما من خلال عدم تطبيق القرارات الدولية ومنها القرار 1559 الذي يخيم صمت رهيب في ما خص تطبيقه من قبل المجتمع الدولي والداخل البناني ونحن مصرون على تطبيق هذا القرار وعدم الإكتفاء بتطبيق القرار 1701، الأمر الذي يشكل قنبلة موقوتة متل القنبلة الموقوتة المتعلقة بالوجود السوري ولا تقل عنها خطورة”. وقالت: “لا نريد جوائز ترضية من هنا أو هناك، على حساب وجودنا، على حساب كياننا، على حساب هويتنا، بل نريد حلا جذريا، نريد نظاما يحمي وجودنا، يحمي استقلالنا السياسي والفكري والثقافي. نريد أن نعيش لبناننا المتنوع من دون تلفيق ملفات العمالة. نريد أن نعيش لبناننا المنفتح على الآخر وليس الخاضع والذائب في الآخر. نريد أن نعيش لبناننا ال cosmopolitan وليس ذات الهوية الواحدة. نريد نظاما لا يربطنا بمشاريع جهنمية، نظاما لا يستعملنا وقودا لتنفيذ مشاريع تخدم محاور خارجية لا تشبهنا”. وختمت:”نريد نظاما يحفظ كرامتنا فلا نكون لقمة سائغة بيد من يملك السلاح وكأن شريعتنا صارت شريعة غاب. نريد نظاما يحاسب ولا يخضع لأهواء السياسيين متل النظام المركزي الحالي الذي أثبت فشله على جميع الأصعدة. هنا نتحدث عن نظام فدرالي إتحادي معتمد في أهم وأرقى الدول، نظام يمكن تطبيقه حتما وليس كالذي يسوقون له بهدف التحكم الشامل والكامل لمفاصل الدولة بقوة السلاح، دون الخضوع لإرادة الشعب والمحاسبة. إن النظام الفدرالي يترجم ارادتنا، يترجم هويتنا، فهو نظام نتحكم به ولا يتحكم بنا”.