رابط فيديو تعليق سياسي للصحافي علي حمادة من موقع النهار عنوانه/اكبر قوة بحرية ضد الحوثي وإسرائيل اطاحت بقواعد الاشتباك مع حزب الله.
حرب غزة في اخطر مراحلها.
ترقب وقلق في المنطقة للخطوة الحوثية المقبلة وللرد الاميركي. من يضغط على الزناد اولا.
جبهة لبنان تقترب من الحرب الشاملة.
إسرائيل تقفل مدارس الشمال والحزب يفعل منظومات الصواريخ البعيدة المدى.
القصف الاسرائيلي للبنان وصل الى ٤٠ كلم في العمق
22 كانون الأول/2023
لبنان… العيش المشترك ضحيّة مناوشات “حزب الله” الحدوديّة
علي حمادة/النهار العربي/22 كانون الأول/2023
إيران تنتقل إلى الهجوم من اليمن
علي حمادة/النهار العربي/20 كانون الأول/2023
في أسفل نص آخر مقالين للصحافي علي حمادة نشرا في النهار العربي
لبنان… العيش المشترك ضحيّة مناوشات “حزب الله” الحدوديّة
علي حمادة/النهار العربي/22 كانون الأول/2023
شيئاً فشيئاً ينزلق لبنان إلى حرب مع إسرائيل. وعلى الرغم من أن المسؤولين اللبنانيين يكررون على مسامع موفدي الدول الغربية الذين يزورون لبنان باستمرار في محاولة لمنع تمدد حزب غزة بين حماس وإسرائيل، فإن لبنان، وبالتحديد “حزب الله”، غير معني بإشعال حرب شاملة مع إسرائيل، ويزداد الموقف خطورة يوماً بعد يوم، مع ارتفاع مستوى التصعيد العسكري، بعدما انتقل من مناوشات محدودة عند الحدود، إلى مواجهات تمددت في لبنان إلى مناطق بعيدة من الحدود. فبعد عودة القتال إثر انتهاء هدنة الأيام السبعة التي تمت بين الجولتين الأولى والثانية في حرب غزة، ارتفع مستوى الأسلحة المستخدمة في المناوشات. كما ازدادت كثافة التراشق إلى حد بات فيه الوضع الميداني مقلقاً إلى حد بعيد. لم يعد الحديث عن مناوشات ضمن قواعد اشتباك محدثة ومضبوطة من كلا الطرفين. بات الحديث عن مواجهات قابلة للتوسع، ولارتكاب الأخطاء القاتلة التي تؤدي إلى حرب قد لا تكون في الحسبان. من هنا أتت تحذيرات فرنسية وأميركية وغربية أبلغت إلى المستوى السياسي اللبناني لكي يقوم بدوره بإبلاغها لإلى “حزب الله”. لكن من الواضح تماماً أن الحزب المذكور لا يلتفت إلى مناشدات الخارج وتحذيراته من مغبة الانزلاق إلى حرب، ولا إلى مناشدات اللبنانيين الذين يدعونه إلى عدم تعريض لبنان للخطر، ووقف القتال والالتزام بالقرار 1701 الذي ينص على منع وجود أي سلاح أو مسلحين في منطقة الجنوب على عمق 40 كيلومتراً حتى نهر الليطاني. لكن المشكلة أن “حزب الله” مستمر في تصعيد المواجهات، وفيما يواصل الجيش الإسرائيلي التصعيد من خلال استهداف المنازل في القرى والبلدات الحدودية. والأخطر أن القصف الإسرائيلي بلغ مؤخراً حدود مدينتي النبطية وصيدا البعيدتين نسبياً من الحدود. وفي الأيام القليلة الماضية تكررت الضربات الإسرائيلية أبعد من نطاق 5 إلى 10 كيلومترات عن الحدود. فيما ارتفعت حصيلة قتلى “حزب الله” في المواجهات إلى قرابة 110 عناصر.
التهديدات الإسرائيلية مستمرة. فوزير الدفاع الإسرائيلي يقول يوم أميس إن “صبر إسرائيل قد نفد”. ومعلومات تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي أمر المدارس في مناطق الحدود الشمالية بإنهاء الدراسة فوراً وإجلاء الطلاب! وكل المؤشرات تدل إلى أن الوضع سيتدهور بين “حزب الله” وإسرائيل، وخصوصاً أن الأخيرة تبدو مستعدة لرفع التحدي بمواجهة الذراع الإيرانية في لبنان. وربما كان الرهان الإسرائيلي يقوم على دفع الأمور إلى تصعيد كبير حتى حافة الهاوية، في محاولة لتغيير قواعد اللعبة عند الحدود الشمالية. في خضم هذه الأزمة، نذكر بأن الدولة اللبنانية هي الغائب الأكبر. البعض يصفها بـ”ساعي البريد”. وكبار المسؤولين يتعاملون مع الحالة الخطيرة وكأنهم رهائن لسياسة “حزب الله” في الاستئثار بالقرار السيادي في الحرب والسلم. إن لبنان يترنح على حافة حرب ترفضها الأغلبية الساحقة من الشعب. وحدها فئة محددة ومحدودة من نواة شعبية صلبة حاضنة للحزب المذكور منساقة انسياقاً أعمى خلف طبول الحرب التي يقرعها فوق الدستور والإجماع الوطني. من هنا فإن اختبار المناوشات على هامش حرب غزة سيشكل بنداً انقسامياً جديداً في بلد صار العيش المشترك فيه صعباً للغاية، إن لم نقل إنه تحول إلى ضحية.
إيران تنتقل إلى الهجوم من اليمن
علي حمادة/النهار العربي/20 كانون الأول/2023
لم يعد بالإمكان القول إن هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب متصلة حصراً بالمصالح الإسرائيلية ومساندة “حماس” في غزة. لقد تحولت إلى هجمات تهدد أمن البحار والممرات المائية والتجارة العالمية. أكثر من ذلك، هي تهدد مصالح عشرات الدول المتقاطعة في ملكية السفن، أو الحمولات، أو الشحن. إنها قضية معقدة لا يمكن استهدافها بالبساطة التي يعتمدها الحوثيون. وبالتالي فإن الاستهداف سرعان ما تحوّل من مواجهة مصالح إسرائيل إلى قضية دولية، لأن تحكم ميليشيات الحوثي بشريان استراتيجي مثل باب المندب والبحر الحمر الذي ينتهي شمالاً بقناة السويس، شأن خطير للغاية.
ولو افترضنا أن حرب غزة انتهت، فكيف يمكن ترك هذه المنطقة الشديدة الأهمية للاقتصاد العالمي (14 في المئة من التجارة الدولية، و7 في المئة من إمدادات النفط) لمزاجية طرف مثل الحوثيين ومصالحه، إذ يمكنه أن يعطل الحركة بقرار منفرد أو موحى به من إيران؟
إذاً المشكلة كبيرة مع استمرار حرب غزة، وستظل كبيرة بعد انتهاء حرب غزة. فالطرف المعني أي الحوثيون، طرف غير مسؤول ومتهور، ولا يمكن المراهنة عليه ليتصرف بمسؤولية في منطقة حساسة. لكن هنا يجب أن نذكر أنه عندما قام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة الفاعلة، كان الغرب عموماً، وأميركا وبريطانيا خصوصاً، يميل إلى عرقلة حملة تحرير اليمن من الحوثيين، واستطراداً من النفوذ الإيراني. وكذلك مسارعة إدارة الرئيس جو بايدن غداة تسلمها السلطة في البيت الأبيض إلى رفع الحوثيين عن لوائح الإرهاب الأميركية ومحاصرة المجهود العسكري للتحالف العربي في اليمن، والضغط على السعودية سياسياً من أجل إفشال حملة التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن. والحقيقة أن سياسة واشنطن في اليمن هي التي مكّنت ميليشيا الحوثي من التحكم بمناطق واسعة من البلاد، ومنعت سقوط ميناء الحديدة وربما وصول قوات التحالف إلى مشارف صنعاء.
اليوم تكتشف إدارة الرئيس بايدن حجم الخطأ الذي ارتُكب قبل ثلاثة أعوام، وأتى تتمة لسياسات الرئيس الأسبق باراك أوباما تجاه إيران التي فتحت أمامها خزائن المال بالمليارات، وجرى تعبيد طريقها لكي تمد نفوذها إلى أربع دول عربية.
اليوم تنتقل إيران إلى الهجوم من الأراضي اليمنية. فالحوثيون لا يملكون هوامش تمكنهم من اتخاذ قرار بخطورة استهداف الممرات البحرية الاستراتيجية مثل باب المندب. هذا قرار كبير تتخذه قوة إقليمية بحجم إيران. أما الفكرة التي يتم الترويج لها ومفادها أن الحوثيين تجرأوا منفردين على اتخاذ قرار خطير إلى هذا الحد، فمن الصعب تقبلها. من هنا سيكون من المهم بمكان مراقبة الرد الأميركي مع الحلفاء على عمليات الحوثيين ضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. فكيف ستتصرف القوة البحرية المتعددة الجنسية التي أعلن عن تشكيلها وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن؟
إنه تحد كبير للولايات المتحدة. فالصين تراقب عن كثب سلوكها، وعينها على جزيرة تايوان، والممر البحري الذي يفصلها عنها، وعلى تعهدات واشنطن لتايبيه بحمايتها من غزو عسكري صيني. كما أن دول منطقة الخليج وشرق أفريقيا تراقب بدقة ما ستفعله أميركا لمواجهة ميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران. إنها ساعة الحقيقة للولايات المتحدة.