الكولونيل شربل بركات/هل هي سذاجة بعض اللبنانيين.. أم الشعور بالخوف.. أو فقط التذاكي؟

167

هل هي سذاجة بعض اللبنانيين.. أم الشعور بالخوف.. أو فقط التذاكي؟
الكولونيل شربل بركات/02 تشرين الثاني/2023

لدخول صفحة الكولونيل شربل بركات وللإطلاع على كل ما هو منشور له على موقعنا اضغط هنا

يتناسى اللبنانيون ما فعله القتلة المأجورين ببلدهم وما يخططون للقيام به اليوم لكي يتسنى لمن يجلس على الكراسي في طهران أن يناور ويفاوض ويتصدر المجالس بدماء أبناء غزة واللبنانيين.

يتعرض لبنان اليوم لوضع مصيري لا بد أن يؤثر على مستقبله وعلاقاته الإقليمية والدولية، لا بل العلاقات بين أبنائه لأن هناك من صادر قرارهم وجعلهم رهائن يعيشون حالة من الخوف على المصير القاتم الذي خلقه المرتزقة المسيطرين بقوة سلاحهم على البلد والناس والذين فرضوا الرضوخ والصمت على من تبقى من قادة الرأي كي لا نقول زعامة البلد بأكمله.

فهم اغتالوا الرؤساء والنواب والصحافيين والضباط وكل من خالفهم الرأي من رفيق الحريري إلى بيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم وجورج حاوي وجبران تويني وسمير قصير ولقمان سليم وغيرهم كثر. ثم صادروا القرار السياسي ومنعوا الديمقراطية، بالتهديد والوعيد وبفرض القوانين التي تناسبهم والمرشحين الذين يقبلون بسيطرتهم، ومنعوا انتخاب الرئيس أكثر من مرة ليتم لهم تعيين من أرادوا.

ومن ثم قتلوا اللبنانيين في حروبهم المزاجية؛ إن في الغزوات الداخلية “المجيدة” أو الحروب الخارجية مع “العدو الغاشم” في 2006 حيث قتلوا ودمروا البنى التحتية والفوقية وكل البيوت وسكانها وهجروا الآلاف، والحروب الخارجية في البلاد “الشقيقة”، بدئا من سوريا، حيث قتلوا أكثر من ثلاثة آلاف من الشيعة اللبنانيين، عدى عن من قُتل وتهجر من السوريين على أيديهم “الطاهرة”. وتدخلوا في خلق حروب ومشاكل في بلدان العرب الذين تربطهم بلبنان مصالح مشتركة، عدى عن علاقات الصداقة لا بل الأخوة في أحيان كثيرة.

وهم قتلوا اللبنانيين في انفجار المرفأ ودمروا بيروت مجددا ومنعوا التحقيق بكل وقاحة، واليوم يريدون إقحام البلد برمته في حرب تدميرية لا ناقة له فيها ولا جمل. لا بل يتشدقون على العالم بأنهم من سيفرض الحلول ويهجّر اليهود في رحلة عودة من حيث أتوا. وهم يعلمون لا بل يرون بأم العين مصير من يتطاول أو يهدد أمن الدولة العبرية، فكيف إذا ما اعتدى عليها أو حاول التدخل في حياة سكانها الآمنين وفي عقر دارهم.

في ظل كل هذا يتناسى اللبنانيون ما فعله القتلة المأجورين ببلدهم وما يخططون للقيام به اليوم لكي يتسنى لمن يجلس على الكراسي في طهران أن يناور ويفاوض ويتصدر المجالس بدماء أبناء غزة واللبنانيين، لا بل هناك من يحاولون تفسير التجابن فيتسترون خلف مقولة “الوحدة الوطنية عند الخطر” وكأن الأخطار تنبت كالشوك في البراري وتقع على لبنان عرضا ولا أحد بقادر على الوقوف والاعتراض على أمر “مقدّر”.

أيها السادة الميامين إن لبنان يمر بأوقات مصيرية لا بد لمن يدعي الريادة فيها (ولا أقول القيادة لأننا نفتقر إلى القادة الحقيقيين)، أن يبادر إلى الوقوف بكل جرأة ضد ما يجري ويُفهم العالم بأن اللبنانيين واقعين تحت احتلال مهين لا يقبلون بأي من قراراته ولا يتحملون وزر أعماله. وهم لا يعارضون فقط ما تقوم به العصابات المسلحة، إنما يطالبون العالم بتنفيذ قراراته وأهمها 1559 (الذي يطلب تسليم سلاحها وكل سلاح آخر) اليوم قبل الغد لتخليص البلد من شرور القتلة هؤلاء ومنع أي احتمال لفتح جبهة جديدة من أراضيه في الجنوب أو أي مكان آخر.

إن صواريخ هذا التنظيم هي اليوم ما يهدد لبنان بالدخول في جهنم الحرب الدائرة، وسلاح حزب إيران هو ما يمنع الوحدة الوطنية والسير بحسب مبادئ الديمقراطية، ومن هنا فإن سلاح هؤلاء وصواريخهم هي مشكلة اللبنانيين، ونحن لا نريد ردعا منهم ولا نريد اعتداء على أحد ومن يريد ذلك فليذهب إلى الجولان السوري الذي حرره وليمارس محبته لفلسطين من هناك أو من داخل فلسطين لا من لبنان المجروح والمعذب.

إن سذاجة البعض أو محاولة التذاكي لن تحمي لبنان من المقدّر وسيدمر بلدنا ونحن نتفرج عليه، كما تفرجنا على من دمر اقتصادنا ومؤسساتنا وهجر أولادنا ومنعهم من التعبير عن رأيهم. فهل من يبادر إلى الاعتراض أو أننا ننتظر الأسواء لنبكي مع الباكين ونقف أمام أبواب الدول نشحد الكرامة ولقمة العيش بعد أن خسرنا بسبب عهر هؤلاء بلدا بنيناه بالدم والعرق؟…