من هم الإيزيديون؟ بي بي سي/08 آب/2014 أظهرت دراسة أن اسم “الإيزيدية” مشتق من الكلمة الفارسية “إيزيد” والتي تعني الملاك أو الإله
كان من بين العديد ممن وقعوا ضحايا جراء المكاسب التي حققها تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط مجموعة تتألف مما يقرب من 50 ألف إيزيدي حوصروا في الجبال الواقعة في الشمال الغربي من العراق دون غذاء أو ماء. وتحاول ديانا دارك أن تقدم بعض التوضيح لمن هم اتباع هذه الديانة. وكانت هذه الأزمة هي السبب في تسليط الضوء على الإيزيديين فجأة، لذا فإنهم لن يرحبوا بأن يكونوا في بؤرة الاهتمام الدولي. وبسبب معتقداتهم غير المألوفة، غالبا ما يشار إليهم بغير وجه حق أنهم “عبدة الشيطان”، وعمدوا إلى عزل أنفسهم في مجتمعات صغيرة انتشرت في مناطق متفرقة في شمال غربي العراق، وشمال غربي سوريا، والمناطق الواقعة جنوب غربي تركيا. ومن الصعب تقدير أعدادهم الحالية، التي تتراوح ما بين 70 ألفا و500 ألف. ومع ما يواجهونه من مخاوف واضطهاد وتشويه لصورتهم، فإنه ما من شك أن أعدادهم تناقصت بصورة كبيرة على مدار القرن الماضي. وكما هو الحال مع ديانات الأقليات الأخرى في المنطقة، كالدروز والعلويين، لا يعتنق ديانة الإيزيدية إلا من ولد بها، ولا يمكن اعتناقها دون ذلك. أما ما يواجهونه من اضطهاد مستمر في المنطقة التي يعيشون فيها في جبال سنجار غرب الموصل فيرجع في الأساس إلى الفهم المغلوط لحقيقة تسميتهم، حيث يعتقد المتشددون من السنة، أمثال تنظيم الدولة الإسلامية، أن هذا الاسم يرجع إلى يزيد بن معاوية، ثاني حكام الدولة الأموية (647-683 ميلادية). إلا أن دراسة حديثة أظهرت أن هذه التسمية لا علاقة لها بهذا الخليفة الأموي، أو حتى بمدينة يزد في فارس، بل هي مشتقة من الكلمة الفارسية “إيزيد” والتي تعني الملاك أو الإله. لذا فإن اسم الإيزيديين ببساطة يعني “عبدة الرب”، وهو ما يعمد الإيزيديون من خلاله إلى وصف أنفسهم. أما الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم فهو “الدواسين”، وهو اشتقاق من اسم “ديوسيس” -أو أبرشية- المأخوذ من المعتقد النسطوري الكنسي القديم في الشرق، حيث استنبط الكثير من معتقداتهم من الديانة المسيحية. كما أنهم يوقرون القرآن والإنجيل معا، بيد أن جزءا كبيرا من تراثهم يعتبر شفهيا. ونتيجة للسرية التي تكتنف معتقداتهم، فإن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة بأن معتقد الإيزيدية المعقد له ارتباط بالديانة الزرادشتية المجوسية، بل وحتى عبادة الشمس. إلا أن دراسة حديثة أظهرت أنه وبالرغم من أن أضرحتهم غالبا ما تزين برمز الشمس، وأن مقابرهم تشير إلى جهة الشرق في اتجاه الشمس، إلا أنهم يستقون بعض شعائرهم الدينية من المسيحية والإسلام أيضا. ويقوم البير، وهو مسمى يطلق على إحدى طبقات رجال الدين عند الإيزيديين، بتعميد الأطفال بمياه مباركة، كما أنه وفي مراسم الزواج يقسم رغيف خبز إلى نصفين يعطي أحدهما للعروس والآخر للعريس، وترتدي العروس فستانا أحمر وتزور الكنائس المسيحية. وفي شهر ديسمبر/ كانون الأول، يصوم الإيزيديون لثلاثة أيام قبل أن يشربوا الخمر مع البير. وفي الفترة ما بين الخامس عشر والعشرين من سبتمبر/ أيلول، يحج الإيزيديون إلى ضريح الشيخ عدي في لالش شمال مدينة الموصل، حيث يؤدون هناك بعض طقوس الاغتسال في النهر، وتقديم القرابين من الحيوانات، وعمليات الختان. ويعرف إلههم الأعظم باسم “ئيزدان”، ويحظى بمكانة عالية لديهم بحيث لا يمكن عبادته بشكل مباشر، ويعتبرونه صاحب قوة كامنة، فمع أنه هو خالق الكون إلا أنه ليس حارسه. وهناك سبعة أرواح أخرى تنبثق عن هذا الإله، أعظمها هو الملَك طاووس، المنفذ الفاعل للمشيئة المقدسة. وكان الطاووس في المسيحية القديمة يرمز إلى الخلود، لأن لحمه لا يفسد. ويعتبر الملك طاووس عند الإيزيديين تجسيدا لذات الإله ولا ينفصل عنه، لذا فإن هذه الديانة تعتبر من الديانات التوحيدية. ويصلي الإيزيديون إلى الملك طاووس خمس مرات يوميا، كما أن عندهم له تسمية أخرى هي “الشيطان”، لذا فإن ذلك ما جعلهم معروفين خطأً لدى الناس بأنهم “عبدة الشيطان”. ويعتقد الإيزيديون أن الأرواح تنتقل داخل أشكال جسدية متعاقبة، وأن التطهير التدريجي ممكن من خلال التوالد الجديد وتعاقب الأجيال. ويعتبر أسوأ ما يصيب معتنق الإيزيدية أن يُطرد من مجتمعه، حيث إن ذلك يعني أن روحه لا يمكن لها أن تتجدد. لذا فإن اعتناق ديانة جديدة يعد أمرا غير وارد. وفي المناطق النائية جنوب شرقي تركيا على الحدود مع العراق وسوريا، بدأت الحياة تدب من جديد في قراهم التي كانت مهجورة في السابق، وبدأت تشهد بناء منازل جديدة من قبل تلك المجتمعات أنفسهم. وعلى الرغم مما يواجهونه من تضييق واضطهاد لقرون، فإن الإيزيديين لم يتركوا دينهم أبدا، وهي شهادة لهم على إحساسهم المتميز بهويتهم وقوة شخصيتهم. وإذا ما طرد متطرفو تنظيم الدولة الإسلامية الإيزيديين من العراق وسوريا، فإن هناك احتمالية أكبر لأن يستقروا في مناطق جنوب غربي تركيا، حيث يمكنهم هناك أن يمارسوا معتقداتهم في سلام. https://www.bbc.com/arabic/middleeast/2014/08/140808_who_are_yazidis
ما هي الايزيدية؟ من هم الايزيديون؟ ثلاثية الايزيدية: أعداء للخس أصدقاء للأفعى لا يعادون الشيطان ايلاف/23 آب/2014
ما هي الايزيدية؟ من هم الايزيديون؟ هناك نظريات مختلفة عن طبيعتهم، لكن هناك اجماعاً على انهم أكراد، من سكان شمالي العراق المتداخل احياناً مع ايران، قريبون من الزرادشتية، اختاروا في دياناتهم عقائد من كل الاديان والمذاهب. نشرة (ايلاف) أجرت حواراً مع كاتب ايزيدي هو سليمان العدوي تحدث فيه عن هذه الديانة بالتفصيل:
الأيزيديون بقايا ديانة قديمة تمركزت شمال بلاد وادي الرافدين، أطلقت عليها تسميات عدة، خصوصاً بعد مجيء الشيخ عدي بن مسافر. ومن هذه التسميات الداسنية والهكارية والعدوية وغيرها. ويقدر تعداد اتباع الايزيدية في العالم اليوم بحوالى مليون شخص أو اكثر قليلاً. يعيش نصفهم تقريباً في العراق، أغلبهم قرب مدينة الموصل، في بلدات الشيخان وبعشيقة وبحزاني ومنطقة سنجار وفي دهوك ومناطق سميل وزمار والقوش. تعيش مجموعات صغيرة في ديار بكر وماردين بتركيا، وفي منطقة حلب وعفرين والقامشلي بسورية، وفي منطقة خوي بإيران، وفي الهند وجورجيا وأرمينيا. كما توجد أعداد كبيرة منهم في اوروبا، خصوصاً في المانيا والسويد والدانمارك, وكذلك في روسيا وفي أميركا. يرتدون زياً رجالياً في بعض المناطق قريباً من الزي العربـي، وتشبه ازياؤهم النسائية الازياء السريانية. ثمة من يقول ان اصولهم آشورية بسبب وجود تماثيل ورموز تشابه ما هو موجود في الديانة الآشورية القديمة، وبسبب تمركزهم حول نينوى، عاصمة الآشوريين الأثرية القديمة. اما لغتهم فهي الكردية، مع اتقان العربية، خصوصاً بين ساكني بعشيقة وبحزاني.
ما ديانة الايزيدي؟ التوحيد هو احد الاسس الثابتة في فلسفة الدين الايزيدي. والأيزيديون لا يعتقدون بوجود الارواح الشريرة والعفاريت والشياطين والابالسة، لأنهم يعتقدون أن الاقرار بوجود قوى أخرى تسيّر الإنسان تبرير لما يقوم به البشر من افعال، الإنسان في العقيدة الايزيدية هو المسؤول الاوحد عما يفعله، وليس الجن أو الارواح الشريرة. والايزيديون يعتقدون بـطاووس ملك، وهو رئيس الملائكة في الثنائية المتجسدة في وحدة الله الواحد الأحد، إضافة الى وجود تمثال لهذا الطاووس يتبركون به. ولهم كتابان مقدسان هما الجلوة ومصحف رش. تعددت القصص حول مصير هذين الكتابين على الرغم من أن الثابت انهما كانا في لالش، بمرقد الشيخ عدي بن مسافر، مكتبة ضخمة تضم مخطوطات وكتباً قديمة وقيمة، وقد تعرضت للتلف والتمزيق والحرق نتيجة الظروف القاسية التي مرت على الأيزيدية، جراء الحملات العسكرية وحملات الإبادة الجماعية المتعددة، والتي سميت بالفرمانات، والغزو والاستباحة والقتل والتدمير المتكرر.
القبلة لدى الايزيديين هي الشمس، باعتبارها اعظم ما خلقه الله في الكون، حيث يتوجه الايزيدي اليها لأداء دعائه عند الشروق والظهيرة والغروب بكل خشوع، حافي القدمين، رافعاً يديه إلى السماء، واقفاً في مكان نظيف بعد أن يغتسل جيداً بالماء.
يوم الاربعاء يوم مقدس عند الايزيدين، لا يجوز الزواج فيه. ولشهر نيسان/أبريل قدسية خاصة، فيه يتم إشعال البخور والقناديل، خصوصاً ليلة الاربعاء وفي الاعياد والمناسبات الدينية الاخرى.
مقدسات ومحرمات # هل لديكم اماكن ورموز مقدسة؟ – نعم. لدينا وادي لالش في العراق، يحج اليه الايزيديون من كل مكان في العالم. كما أن تعميد المولود الايزيدي واجب، يتم في ماء من منبع يسمى عين البيضاء، مع التبرك ببركات الشيخ عدي، وهي كرات صغيرة مصنوعة من تراب لالش مخلوطة بالحليب، وارتداء طوق خاص يسمى بطوق ايزي.
دفن الموتى عند الايزيدية يشبه دفن الموتى عند المسلمين، على أن يكون وجه المتوفى موجهاً للشمس. والمحبب أن تكون القبور غير ظاهرة وغير مبالغ ببنائها. أما طقوس الدفن فهي تراتيل خاصة وعزف ديني على آلات دينية خاصة يؤديها رجال الدين القوالون في دار المتوفى أو في المقبرة الخاصة بالعائلة، بالإضافة إلى قراءات دينية اثناء الدفن.
# ما هي الممارسات التي يختص بها الايزيديون دون غيرهم؟ – هي الابتعاد عن ذكر كلمات الشيطان والشط والنعل، والامتناع عن أكل الخس والملفوف وغيرهما، وعدم حلاقة الشاربين وارتداء الملابس البيضاء.
من أين أتت تسمية الايزيدي أو الايزيدية؟ ربما هي أشورية، فمقطع (إز) يعني أنا، و(إزدا) تعني الخالق أو الذي خلقني، ومن هنا أتت تسمية (الإزيدية) أي الذين خلقهم الله (خدا). إن (الإزيديين) لم يكونوا يوماً ما طرفاً في الصراع الفكري حول مأساة الامام الحسين بن علي (عليهما السلام)، ولم يُقحموا في هذه المعمعة إلا في العقود الأخيرة. (حيث يزعم انهم من أتباع يزيد بن معاوية الذي أمر بقتل الحسين، وهذا ما لم يثبت صحته أبداً).
ميزات الأيزيدية ما الذي تتميز به هذه الديانة ؟ الأيزيدية ديانة تأملية تمر بثلاث مراحل من خلال ما يمارسه أبناؤها من طقوس. المرحلة الأولى، تقديس مظاهر الطبيعة (خداناً) أي صاحباً، حيث للشمس (خدان والقمر، المطر، الهواء) حيث الاعتقاد إن لكل مظهر من مظاهر الطبيعة الولادة، والموت، وكل الظواهر الأخرى. المرحلة الثانية تتمثل بالاهتداء إلى الإله الواحد، وذلك في عهد أبي الأنبياء إبراهيم الخليل (ع)، فقد توصلوا إثر تأملهم إلى عقيدة مفادها أن الذي خلقني والذي خلق نفسه (خداً) كلاهما الخالق وهو الله، ومن هنا أتت تسميتهم بالإيزيدية أي الذين خلقهم الله،. أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة الانعطاف المهم الذي حصل بمجيء الشيخ عدي بن مسافر من بيت فار (بعلبك) في الشام إلى لالش. هذا العارف المشهور هو مجدد الإيزيدية، ألبسها لباس الخرقة والتصوف والعرفان وأوجد طريقة توفيقية فيها القديم والجديد. وهنا كان الالتباس في فهم هذه العقيدة وأضحى من الصعب فرز الجذور القديمة مما أضافه في الظاهر الشيخ عدي إلى الديانة الإيزيدية.
نسمع كثيراً عما يعتقده الايزيدي، فهل من نبذة عن هذا الاعتقاد؟ الأيزيديون يعتقدون بوجود سبعة ملائكة خلقوا من نور الله وأن (طاووس ملك) هو رئيس الملائكة وأمين الله، وان قصة الخلق وآدم وحواء وابراهيم الخليل ونوح وغيرها مشابهة لما هي عليه في بقية الاديان. لهم صلواتهم وهي باللغة الكردية. ويحجون إلى لالش (المثرائية) في عقيدتهم ومضمونها تأكيد لوحدانية الله، وقبلتهم الشمس (نور الله) وبهذا يماثلون المقدسة شمال الموصل، حيث فيها مراقد الكثير من أوليائهم، وتجري فيها أهم طقوسهم الدينية. يؤمنون بأن الخير والشر مصدرهما واحد ويتحكم بهما الله عز وجل، ولكنه خلق في ذات كل إنسان قوتين، قوة الخير (العقل) وقوة الشر (النفس)، وهو مخير، وفي الوقت نفسه يحاسبه الله يوم مماته على ما ارتكب من أخطاء وآثام. ومن الجدير بالذكر أن الديانة الأيزيدية ليست ديانة تبشيرية، فالإيزيدي هو الذي ولد من أب أيزيدي وأم أيزيدية. ينقسمون إلى طبقات دينية ثلاث، هي الشيخ والبير والمريد. لا يجوز التزاوج بين هذه الطبقات، ولا يجوز زواج الايزيدي من غير الأيزيدية. وأخيراً يؤمنون بالحلول والتناسخ، فالروح من نور الله خالدة أزلية تنتقل من بدن إلى بدن آخر وبإرادة إلهية عظيمة.
أعيادهم ولدى الايزيدية جملة أعياد، بعضها مرتبط بالظواهر الطبيعية وأخرى مرتبطة بالمناسبات الخاصة. ومن هذه الأعياد عيد صوم إيزي، منتصف كانون الأول/ديسمبر. ففي هذا الوقت من السنة، حين يكون اليوم أقصر أيام السنة، فإن الإزيديين يصومون إلى الله ثلاثة أيام متضرعين الى الباري أن يفرج عن الشمس ويكون اليوم الرابع يوم عيد. والعيد المهم الآخر هو عيد رأس السنة الإزيدية ويصادف أول أربعاء من شهر نيسان/ابريل الشرقي، حين تجري مراسيم وطقوس متعددة ويشاركون فيه الطبيعة بجمالها وخصوبتها. وتتبع هذا العيد الطوافات وهي اشبه بالمهرجانات والاحتفالات العامة، وتشمل كافة القرى الايزيدية وبالتتابع. ومن الأعياد الأخرى عيد مربعانية الصيف، وتجرى طقوسه في لالش، وعيد جه ما أي الجماعية، حين يجتمع الإزيديون في لالش أيضاً وتجري مراسيم وطقوس خاصة منها ذبح ثور وتقديمه قرباناً للإله، ومدته سبعة أيام.
خصوصيات وروابط هل تعتقد أن الدين الايزيدي يمتلك خصوصية لا يعرفها الآخرون عنه؟ ما من دين جهله الناس واختلفوا في شأنه وظهوره ومعرفة أصله كالدين الأيزيدي، وتُعزى أسباب ذلك الى كون الأيزيدية ديانة غير تبشيرية قليلة الاحتكاك بالعالم الخارجي، تمارس طقوسها الدينية بعيداً عن الآخرين. وهذا ما دفع البعض إلى أن ينسجوا حولها الأساطير والألغاز البعيدة عن الواقع. ويضاف إلى ذلك، عدم تسجيل نصوصها الدينية وطقوسها وأصولها وعدم إطلاع الغالبية العظمى من الكتاب على ماهية هذا الدين، وقلة التحريات والتنقيبات الأثرية في مناطق سكن الأيزيدية لمعرفة بعض جوانب تاريخهم المغيب، وغياب التسامح الديني بشكل عام والخوف من الاضطهاد.
هل للديانة الايزيدية علاقة بالأديان الآخرى، أي تتشابه معها في أشياء معينة؟ كون الديانة الايزيدية من بين الديانات القديمة في منطقة وادي الرافدين والهلال الخصيب، تطرح فرضية وجود قرائن وعلاقات متعددة الجوانب بين الديانات العراقية القديمة كالسومرية والبابلية والآشورية من جهة، وبين الديانة الأيزيدية من جهة أخرى. ويمكن حصر جوانب الصلة بين الأيزيدية والديانات المذكورة في بعض الطقوس والاحتفالات والأعياد وخصوصاً عيد رأس السنة الذي يصادف يوم الأربعاء الأول من شهر نيسان/أبريل، وكان يسمى بعيد (أكيتو) عند السومريين و(سرصال) عند البابليين والأيزيديين، وكذلك مهرجانات الربيع (إحتفالات آلهة المدن) ويسمى عند الايزيديين (الطوافات). ومثلما كان الحال عند البابليين، يحرم الأيزيديون الزواج والعمل وغسل الملابس والجسم وحلاقة الرأس وحرث الأرض يوم الأربعاء ويحرمون الزواج في شهر نيسان/أبريل، كما كان قبلهم السومريون إذ كان يحتفل بزواج الإله (ننجرسو) بالالهة (باو) في مدينة جرسو. وهناك التقارب الكبير بين الإله آنو السومري والإله نابو البابلي وطاؤوس ملك الأيزيدي في الإله الواحد الذي تتجسد فيه قوى الخير والشّر، وفي الإرتباط بقضايا التنجيم والفلك وفي اعتبار يوم الأربعاء رمزاً لطاؤوس ملك، ونابو، وآنو. كما تلعب الأفعى دوراً كبيراً في ميثولوجيا الأيزيدية وكذلك في ميثولوجيا الشعوب المختلفة وهي موجودة في معظم مراقدهم. وتحتوي الأحاديث التي تروي عن الحيّة تناقضات الحياة والموت، وترمز للخير والشّر في آن واحد وتعبر عن الحكمة والدهاء. أما التراتبية الدينية والالتزام بمبدأ الوراثة في المراكز الدينية فهي واحدة في الأيزيديين والبابليين. * نقلا عن الشراع