رضينا بالغبيّ، فتوهّم الغبيُّ أنّه “ابن سينا”! الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/17 حزيران/2023
ولم يكتفِ الغبي بأن ظنّ نفسه “ابن سينا”، بل اعتقد بأنّنا غنمًا ومن حقّه المتاجرة فينا، وسَوْقنا إلى الذبح مَتى شاء، والتضحية بنا!
ونحن إذا تقبّلنا أفعاله الغبيّة، وغضّينا الطرف عن سيّئات أخلاقه، فلأن لا أحد يجادل غبيّا، وكيف إذا كان الغبيّ ملبوسًا بالنرجسيّة يعشق ذاته.
أخًصُّ بالغباء والنرجسيّة هنا، ابن جرجي باسيل، جبران، الذي أطلّ علينا أخيرًا ليقول لنا، وهو بكامل وعيه، إنّه خدعنا أوّل مرّة، وثاني مرّة،….. وعاشِر مرّة، فلماذا نستنكر خديعته في المرّة الحادية عشرة!!؟
قال بالحرف: “نحنا دخلنا باتفاق رئاسة الجمهورية مع سعد الحريري وحزب الله بالعهد وبالحكومة. يعني السنيورة مقبول، والحريري مقبول، بس جهاد ازعور مرفوض؟”
وأضاف: “بخصوص الإبراء المستحيل وبأنّ ازعور ربيب السنيورة… طيّب ما نحنا وحزب الله دخلنا بحكومة برئاسة السنيورة سنة 2008، يعني بعد حرب تموز وبعد 7 ايّار. مندخل وبتدخلوا بحكومة برئاسة السنيورة، مَعليش! ولكن بيصير جهاد ازعور بالرئاسة هو الشيطان؟؟”
بوقاحة، يعترف ابن جرجي بأنّ مرشّحه جهاد أزعور هو أزعَر، ويلومُ منتقديه ممتعضًا، كيف أنّهم أنفسهم سكتوا في السابق عن تسوياته، وعن دخوله في حكومات الحريري والسنيورة، معلِّمَيّ أزعور في مادة “الزعرنة”، ولا يقبلون أن يتبنى اليوم ترشيح أزعور للرئاسة!! وكأنّ بابن جرجي يعتبر جمهوره، ونوابه الـ 16، قطيعًا من الغنم يُسيّره كما يشاء، ومتى يشاء، وإلى حيث يشاء، أو، إنّه يقول لهم “أنا أُخطئ أينما أريد، وأصوّب حيث أريد، وانتو لا تفكّروا، أنا بـفكّر عنكن”!
ومَن لديه الخبرة في تحليل النصوص والشخصيات، يُدرك تمام الإدراك أنّ ابن جرجي تخطّى عشق ذاته وبلغ به الأمر جنون العظمة والألوهة، إذ يتكلّم كآلهة فرعونية لها الحقّ في أن تضاجع مَن يروق لها، وأن تحمِل ممن ترغب بنسله، وحتى أن تمارس سفاح القربى مع أخيها الذي هو من لحمها ودمها، ووظيفة الشعب بالنسبة إليها هي فقط أن يقبل مشيئاتها، وأن يرضخ لإرادتها ونزواتها.
لكنّ الآلهة هي الأخرى تُخطئ، وابن جرجي يُخطئ. فلتبرير خطوته الناقصة في ترشيح أزعور، وقع في الخطأ، والخطأ جرّه إلى الكذب وإلى المزيد من الاستخفاف بعقول أزلامه وأتباعه. كتاب “الإبراء المُستحيل” هو المادة التي تتّهم أزعور وفؤاد السنيورة بالهدر والفساد، وعلى هذه المادة بنى التيّار الوطني الحرّ كلّ أمجاده ونضالاته منذ عودة العماد ميشال عون من منفاه، ومنها انبثق شعاره التغيير والإصلاح، وارتكازًا عليها صوّر العماد عون نفسه منقذًا للبنان. كيف يردّ ابن جرجي على الشعب الذي تفاجأ من ترشيح “الحرامي” أزعور إلى سدّة الرئاسة؟ ببساطة، يتّهمه بالجهل والخيانة وقلّة الإدراك: “مندخل وبتدخلوا بحكومة برئاسة السنيورة، مَعليش! ولكن بيصير جهاد ازعور بالرئاسة هو الشيطان؟؟”
لا يا ابن جرجي، لا.
أنت الجاهل، وأنت المنافق، وأنت الخائن، لا بل الشيطان نفسه الذي ليس بمقدور أزعور، ولا مَن هم أكبر من أزعور، امتطاء قناعه الأسود الحالك.
هذه معلومة للناس كَي لا يُضلّلوا وينجرّوا خلف أكاذيبك. يوم دخلت في حكومة السنيورة (2008) أنت وحليفك حزب الله، لم يكن هناك “الإبراء المستحيل” بعد. ويوم دخلتم في حكومة الحريري وهجّرتموه بـ one way ticket، ما كان هناك بعد “الإبراء المستحيل”. وضعتم “الإبراء المستحيل” بعد هاتين الحكومتين في العام 2013. فإذًا لا لَوم على الناس إذا اعتبروا يومها أنّكم كشفتم المستور. ولا لوم على الناس أيضًا إذا قبلوا تسويتك التجارية مع سعد الحريري بعد الفضائح التي أطلقتموها ضدّه، فهم أرادوا أن تسير البلاد إلى الأمام وأن تتوقّف نزاعاتكم المبنيّة كلّها على هرطقات ومصالح رخيصة. أمّا أن تهين عقول الناس بترشيحك أزعور، وتُريدهم أن يسكتوا، فهذه مبالغ فيها، وستتمّ محاسبتك أنت، وأزعور.
وللسياديين والتغييريين والكتل التي تقاطعت مع التيّار الوطني على اسم أزعور، كلمة بالمختصر المُفيد. تدّعون أنّكم تقاطعتم مع ابن جرجي ولم تتحالفوا. وكأنّكم تقولون لنا نحن معه عُراة في الفراش نفسه، لكنّنا لم نبلغ المجامعة، واكتفينا ببعض اللمس والقبل. وبالمناسبة، كلّ مَن تقاطع مع جبران اليوم، وقبله ساكَنَ المحتلّ تحت قبّة البرلمان، هو، أكيد أكيد اكيد، من “كلّن يعني كلّن”.
ولكلّ نائب في كتلة لبنان “القوي” بالعنتريّات، لم ينفصل بعد عن هذا الكتلة، هو عديم الكرامة وليس أهلًا بتمثيل اللبنانيين.
ولجهاد أزعور أقول، لو كان لديك شيء من عزّة النفس والشهامة، لما قبلت أن يكون ترشيحك خيارًا بين السيّء والأسوأ، ولما كنت قبلت أن يرشّحك جبران ابن جرجي.
ويا جبران،
“كتير مبهبطا عليك مقولِة الدفاع عن حقوق المسيحيين” وانت تبيع وتشتري مع مَن يُريد محي تاريخ المسيحيين في لبنان، والدفاع عن حقوق المسيحيين يعني التضحية في سبيلهم وليس التضحية بهم.
“روح انضب واحترم عقول اللي زعمّوك قبل ما تحترم عقولنا”. #صار_بدها_جبهة_لبنانية #systema_delendum_est