رسالتي إلى مُسلمي لبنان الكاتب والمخرج يوسف ي. الخوري/25 آذار/2023
ليس الوقت وقت معايدات وتمنّيات، إذ ما نفعُ التهاني بالعيد هذه السنة إذا حلّ رمضان العام المقبل وليس في لبنان صيام!!؟
إنّها فرصتكم اليوم لتُبرهنوا أنّكم وإيّانا، كمسيحيين، جديرون بالتكامل في المواطنة ونستحق وطن الأرز لبنان. نحن، أُرهقنا، لا بل استُنزفنا، في مساعينا للحفاظ على لبنان ورسالته.
لَمّا واجهنا الفلسطيني كنتم في صفّه ضدنا وضدّ لبنان! ويوم كنّا الأقوى وفكَّينا الارتباط بالإسرائيلي حبًّا بكم وبلبنان، تركتمونا ندفع الثمن وحيدين وتخلّيتم عنّا، حتّى أنّكم انبريتم، ولا زلتم، لا تتردّدون باتّهامنا بالتعامل والعمالة وتستقوون علينا! ويوم ناضلنا في وجه السوري، تفرّجتم علينا، ويوم أخرجناه، وقفتم في 8 آذار 2005 تشكرونه من ساحة رياض الصلح، وبعد أسبوع في 14 آذار وقفتم تقولون له “إلى اللقاء وليس وداعًا”!
وصلت الحال بلبنان إلى ما هي عليه، حتّى صار اللبنانيون منقسمين ومفتتتين، ولم يعد معروفًا مَن المسيحي ومَن المسلم، ولا “مين مع مين”!
نحن، المسيحيون، نعشق جَلد ذواتنا وقد يكون هذا من صلب عقيدتنا، فقد أخذتنا الأوهام والجهالة في الآونة الأخيرة إلى الاعتقاد بأنّ زعاماتنا هي سبب كلّ علّة، وبأنّ خلافاتهم وصراعاتهم على السلطة ستودي بلبنان، لكن مع قرار “الساعة” الصادر بتواطؤ برّي – الميقاتي، ممثّلَيكم على رأس السلطتين التشريعيّة والاجرائيّة، لا بدّ لنا أن نسأل مَن المُعرقل ومَن الأخطر على لبنان، صراعات الزعامات المسيحية أم غباء ولا وَعي الآخرين؟ وهنا بيت القصيد من رسالتي الحاضرة.
فلأنّنا كالعادة “بدَأتجيين”، كما يترجم سعيد عقل كلمة Pioneer، ووقفنا بوجه فوضى بري – الميقاتي الممنهجة بشأن التلاعب بالتوقيت الصيفي بحجّة صيام شهر رمضان، لاقانا منكم مَن يتّهمنا بالطائفية وبمحاولة “جر البلاد الى انقسام طائفي لتأجيج الصراعات”، كمّا صرّح ممثل أهل السنّة الميقاتي!!!
مَن يكون الطائفي برأيكم، النرجسي الذي بحجّة صيام المسلمين يستغبي اللبنانيين بقرار غير مسؤول، أم مَن قال له “لن نلتزم” بغوغائيّتك؟
يا أيّها المسلمون، سنّة، وشيعة، ودروز، وعلويّون؛
قفوا معنا رأفة بلبنان، لاقونا في وقفتنا في وجه الجهل الظالم وأثبتوا أنّكم لبنانيون.
كفانا وكفاكم استهتارًا بمصيرنا، اليوم الساعة وغدًا شيء أكبر وأخطر! لا العرب يُفيدوننا ولا الفرس، ولا يُفيدُكم أن ندفع الخراج ونأكل الكرباج حبًّا بلبنان، بينما أنتم مخدّرين بأغنية عمر الزعني:
“والطقس جميل
والهوا عليل
والليل طويل
نعمة كريم”
ورمضانكم يا أخوة كريم.
ystema_delendum_est
#أنا_لن_ألتزم