الاحتلال الخبيث
جان ماري كسّاب/09 أيلول/2021
إيران تحتلّ لبنان. لبنان يحتلّه الإيرانيون. بالباع والذراع يبسط الإيرانيون سيادتهم على لبنان. أضحى لبنان محافظة إيرانيّة.
كررت القول نفسه، أعلاه، وبصياغات مختلفة سعيًا مني في إيصال كلامي إلى السذج، وإلى المتناسين، وإلى أولئك الذين يأبَون أن يسمعوا.
قصدّتُ أيضًا إيصال كلامي إلى أولئك الذين يعتقدون، لا بل، وهذا اصوب، يتعامون عن الاحتلال الإيراني بحجّة أنّ لا وجود لجنود إيرانيين على أرض لبنان لتكون إيران محتلّة. لكنّ الاحتلال الإيراني هنا، وهو شرير ومتستر بعشرات الآلاف من المقاتلين المجهّزين بعتاد حربي عتي، والمنخرطين تحت لواء ما يُسمّى بحزب الله الذي لا يتدخّل فعليًّا، بالشؤون اللبنانية، إلا في الأمور المصيريّة الكبرى التي من أخطرها إيصال أعوانه إلى رأس السلطة الحاكمة.
لا يملك أحد كرة بلورية ليجزم ما إذا كانت الانتخابات النيابيّة ستُجرى في موعد استحقاقها أم لا، لكن يبقى السؤال: “هل سيبقى لبنان من الآن حتّى موعّد حصولها بعد ثمانية أشهر؟”
لنفترض أن الشعب صمد حتى ذلك الحين، فهل ستتمّ الانتخابات بحرية، وهل ستكون النفوس حرّة وغير معرّضة للرشوة؟ في الانتخابات السابقة بلغ سعر الصوت الواحد ما بين 100 و 200 دولار أميركي، ويُتوقّع أن ينخفض في الانتخابات المقبلة حتى الربع وبالعملة المحليّة، ومع ذلك سيقبل الناس بالرشوة الرخيصة بسب الأزمة المعيشيّة التي تطالهم. فتهانينا سلفًا للزمرة الحاكمة إذ سيكون البرلمان الجديد نسخة طبق الأصل عن البرلمان الحالي إن لم يكن أسوأ. وللذين يُراهنون على إشراف دولي على الانتخابات، أقول لهم أنّ الإشراف على انتخابات نيابيّة في ظلّ “الستاتيوكو” اللعين القائم حاليًّا في البلاد، يتطلّب أقلّه إرسال 100,000 جندي من الأمم المتحدة لهذا الغرض، ولن يتغيّر شيء من دون الإقدام على إجراءات حاسمة تسبق الانتخابات: SOS SOS SOS.
لبنان واقع تحت الاحتلال الإيراني.