الحلقة الثالثة من كتاب الكولونيل شربل بركات الجديد: “لبنان الذي نهوى”… عناوين حلقة اليوم: مرحلة عبد الناصر وتأثيرها على المنطقة/نتائج حرب 1967 على لبنان
مرحلة عبد الناصر وتأثيرها على المنطقة سنة 1952 قام اللواء محمد نجيب وبعض الضباط الآخرين ومنهم جمال عبد الناصر والذين أطلقوا على أنفسهم اسم “الضباط الأحرار” بانقلاب أطاح بالملك فاروق آخر سلالة محمد علي باشا، الذي كان جدد بناء مصر الحديثة وجعلها محترمة بين الأمم من خلال ما قام به من تنظيم وتجهيز، ومن ثم مشاريع حيوية استعمل فيها قدرات ومعارف أوروبية حديثة وفرت لمصر الرخاء والاستقرار؛ ومنها فتح قناة السويس التي ربطت المحيط الهندي بالبحر المتوسط فقصّرت المسافات، وأعطت مصر دورا استراتيجيا مهما، وموارد مالية من الرسوم المفروضة على البواخر التي تستعمل القناة، بالاضافة إلى ما يسمى القناطر الخيرية، وهي سدود على النيل في منطقة الدلتا، كما فتح قنوات جديدة زادت كثيرا امكانيات إستغلال الأراضي الزراعية في مصر وبالتالي ثروات البلاد. وكانت سوريا قد شهدت أربع انقلابات خلال سنتين، ثلاثة منها سنة 1949 وواحد سنة 1951. وبعد انقلاب الضباط الأحرار في 1952 والغاء الملكية في مصر تولى مجلس قيادة الثورة حكم البلاد ورئسه اللواء محمد نجيب مدة سنتين ثم جمال عبد الناصر ابتداء من سنة 1954. حاول عبد الناصر تأميم الشركات كما حصل في روسيا القيصرية بعد الثورة البلشفية، وفشل في اشباع الشعب، تماما كما حصل مع الشيوعيين هناك، خاصة وأن أغلب المتمولين قد فروا بأموالهم من مصر. وحاول أن يطلق مشروع السد العالي في اسوان الذي كان الأميركيون وعدوا محمد نجيب بتمويله ولكنه مال إلى الاتحاد السوفياتي ما جعل الأميركيون يوقفون دعمهم للمشروع. فقرر سنة 1956 تأميم القناة التي كانت فتحتها شركة فرنسية – بريطانية بدون دفع اي تعويض لهذه الشركة أو التفاهم مع انكلترا وفرنسا على ذلك، فما كان من انكلترا وفرنسا إلا تحضير هجوم لاحتلال قناة السويس. فقامت جيوشهما بالاتفاق مع اسرائيل بالهجوم عبر سيناء واحتلال القناة. وقد غضب الأميركيون على بريطانيا لعدم اعلامها مسبقا عن الهجوم، كما استغل خروتشيف الهجوم لفرض واقع جديد وأظهار الاتحاد السوفياتي كلاعب اساسي على مستوى الصراع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وهدد باطلاق صواريخ نووية على أوروبا، ما اضطر أميركا للتدخل والضغط على الجميع لتهدئة الوضع وانسحاب القوات التي احتلت بور سعيد وبور فؤاد والضفة الشرقية للقناة. هذا التطور جعل فرنسا وأنكلترا تقاطعان استعمال القناة فتحولت التجارة بين أوروبا والخليج إلى ميناء بيروت وبالتالي زيادة مداخيل لبنان من ما سمي بالترانزيت على كل البضائع التي تدخل ميناءه وتخرج عبر الحدود باتجاه دول الخليج، وكانت رسوم الترانزيت على البترول أيضا من مصفاة النفط في الزهراني وطرابلس تشكل مداخيل مهمة للدولة اللبنانية. هذا الوضع جعل عبد الناصر يقوم بالتفكير بهجوم جديد لقطع طريق لبنان على الأوروبيين أو الاستفادة من ضرائب العبور هذه، فكان رده اقامة الجهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا للسيطرة على هذا الطريق بين لبنان والعراق والأردن وبالتالي السيطرة على لبنان والعمل على ضمه إلى الجمهورية العربية المتحدة، والظهور بأنه من يتحكم بالأرض. وقد قام بارسال السلاح والأموال إلى بعض الزعماء اللبنانيين الذين سماهم الرئيس صائب سلام في مقابلة له مع تلفزيون ال بي سي، وهم بالاضافة اليه؛ رشيد كرامي وكمال جنبلاط وأحمد الأسعد، فقامت ثورة 1958 التي اضطر خلالها الأميركيون إلى انزال الاسطول السادس في بيروت لحسم تدخل عبد الناصر. وقد انتخب اللواء فؤاد شهاب، الذي لم يكن يعادي عبد الناصر، رئيسا للبنان فقام بتحييده وتنظيم الادارة وعمل المؤسسات فيه، ولملمة ذيول ما سمي بثورة 1958 بمباركة اميركية. في 28 ايلول 1961 انفصلت سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة بعد الانقلاب الذي جرى يومها وطلبت إلى الأمم المتحدة إعادة عضويتها كدولة مستقلة وألغت كل الترتيبات بين البلدين والتي كانت جمعت مجلس النواب والوزارت في البلدين وجعلت منهما بلدا واحد عاصمته القاهرة، وكانت الأسباب الحقيقية للانفصال كثيرة ومنها؛ تأميم البنوك والمصانع والشركات الكبرى السورية، وهجمة العمال المصريين واكتساحهم سوق العمل السوري، والغاء التعددية الحزبية القائمة في سوريا، والنفور الذي شعر به السوريون بفقدانهم المبادرة وحرية القرار. هذه الخطوة السورية استبدلت من قبل عبد الناصر بتدخله باليمن حيث قام المشير عبدالله السلال بانقلاب الغى فيه الملكية وطلب الانضمام إلى الجمهورية العربية المتحدة. وتدل هذه التحركات على أن عبد الناصر الذي كان يتمتع بكاريزما كبيرة تؤثر على الشعب، تشبه إلى حد ما طريقة هتلر والزعماء الفاشيين حيث تظهر من خلال تأثير خطاباته الرنانة عليه، كان يريد الهاء المصريين بمواضيع تنسيهم المشاكل المعيشية، والتي لم يتمكن النظام الجديد من حلها بعد، ويجب دوما خلق مشكلة أكبر لالهائهم وإلا فسوف يبدأون بالمقارنة بين زمن الملك والزمن الحالي. من هنا كانت خطة عبد الناصر تدور حول محاربة “الامبريالية والاستعمار” والعمل من أجل “الوحدة العربية”. وقد كلفته حرب اليمن أكثر من 10 آلاف قتيل من خيرة شباب مصر، بالاضافة إلى ما يترتب على الحرب من مصاريف للجيش، ومن الحقد الذي نشأ بينه وبين السعوديين، الذين كانوا يدعمون الملكية في اليمن متخوفين على مستقبل السعودية من مطامع عبد الناصر التي لا يمكن اشباعها، ما جعل اليمن يشبه بالنسبة لمصر مستنقع فيتنام للأميركيين أو أفغانستان للروس لاحقا. من هنا كان عبد الناصر يريد طريقة للخروج من هذا المستنقع، ولم يجد أفضل من محاربة اسرائيل وتحرير فلسطين سببا لذلك، فإذا به يغلق مضائق تيران على البحر الأحمر ويطرد القوات الدولية من سيناء، وهي كانت من ضمن الشروط التي وضعت لانسحاب الاسرائيليين من الضفة الشرقية للقناة بعد حرب 1956. وقد شكل هذا التصرف إعلان حرب على اسرائيل، وبدأ الجيش المصري بارسال تعزيزات إلى سيناء، وأخذ عبد الناصر يطلق تهدياته ويتوعد بالقاء اليهود بالبحر وتحرير فلسطين. ولكن في صبيحة السادس من حزيران 1967 قامت القوات الاسرائيلية بالهجوم على كل المطارات المصرية وقصفها دفعة واحدة، ومن ثم تقدم الجيش الاسرائيلي نحو القناة وسيطر على كامل سيناء والضفة الشرقية للقناة في ثلاثة ايام كان الملك حسين والسوريون خلالها يحاولون التقدم على جبهات الجولان والقدس بدون نجاح. وبعد الانتهاء من سيناء هاجم الاسرائيليون القوات الأردنية واحتلوا القدس الشرقية وما تبعها من الضفة الغربية حتى نهر الاردن، وتفرغوا في اليوم السادس للجولان السوري الذي كان يعتبر منطقة جبلية مجهزة بمدافع لا تقهر، فإذا بها تسقط بدون قتال. وخلال الأيام الستة هذه كانت اسرائيل تحتل كامل سيناء حتى القناة وكامل الضفة حتى النهر وكامل الجولان، وتشرف على دمشق العاصمة السورية. ولولا التزام لبنان بالهدنة لكان خسر ايضا الجنوب منذ تلك الحرب. الأمثولة التي كان يجب أن يتعلمها الجميع من مشاريع عبد الناصر وخطاباته الشعبوية هي بأن الواقع على الأرض يختلف تماما عن التصورات والمشاريع والطموحات التي تنسج في المخيلة، وأن الجغرافية والتاريخ وتطلعات الشعوب وحاجاتها ليست أمورا بسيطة يمكن تجاوزها بخطاب محبوك يبعث على التصفيق، أو بالكاريزما التي يملكها اي زعيم. من هنا وجب أن يحفظ اللبنانيون الدرس من تجارب الآخرين ويفهموا بأن مشاريع التوسع، أكانت عروبية أو شيوعية أو سورية وما إلى هنالك من مشاريع تدفعنا خارج الحدود، يجب أن نلجمها ونصب جهودنا على تنظيم مجتمعنا وزيادة الانتاجية فيه والاسواق له والقدرات الذاتية، فهي كفيلة بأن تجعل مستوى معيشتنا لائقا بين الشعوب لا بل نحسد عليه، وعندنا الكثير مما تتمناه شعوب الجوار لكي نتباهى به ونحميه من العيون الفارغة.
نتائج حرب 1967 على لبنان بعد حرب سنة 1967 التي فقدت فيها الدول المحيطة باسرائيل أراضي مهمة ومن ثم بليت بخسائر بالأرواح والعتاد لم تكن سهلة ابدا، تغيرت الخطط والأحلام خاصة لأن لبنان، الذي طلب منذ البدء عدم زجه في حرب وعدم قدرته على الغاء مفاعيل الهدنة، وقد قبل الجميع بذلك، لم يخسر أرضه ولا جنوده أو عتادهم ولم يتأثر اي من مواطنيه من جراء تلك الحرب، سوى عندما دخلت طائرتان سوريتان أجواءه باتجاه حيفا واسقطتا فقامت الطائرات الأسرائيلية باختراق الأجواء اللبنانية كإشارة بأن من يسمح للسوريين بالعبور في أجوائه لضربنا يجب أن ينتظر منا ايضا اختراق أجوائه. منذ تلك النكسة العربية، التي أدت إلى تقديم عبد الناصر استقالته بسبب فشله بالحرب وقامت المظاهرات تطالبه بالرجوع عن الاستقالة، تحولت مشاريع النضال نحو “العمل الفدائي” أي أعمال التخريب التي تقوم بها عناصر قليلة العدد داخل خطوط العدو. وقامت الدول العربية كلها بتأييد هذا المشروع ومن ثم تنظيم العمل به وتحضير العناصر وتدريبها. وهكذا قامت سوريا، التي كان يحكمها حزب البعث منذ انقلاب الثامن من آذار 1963 بالمزايدة على بقية الدول العربية، وخاصة لتغطية فشل قيادة هذا الحزب في حرب 1967 وخسارته للجولان، بانشاء فصيل سمي الصاعقة والحق بالجيش السوري تشكّل من فلسطينيين يسكنون مخيمات في سوريا ويشرف عليهم ضباط من الجيش السوري. وقد اختارت قيادة هذه الفرقة الحدود اللبنانية لتكون مجال عملها لسببين: الأول والمعلن هو أفضلية الأرض اللبنانية لاعمال الكومندوس أو Guerilla أو التخريب، وقرب مراكز السكن اليهودية التي تشكل أهداف هذه المنظمات للحدود اللبنانية، كما هي القرى اللبنانية بالنسبة للحدود الاسرائيلية. أما في الجولان مثلا فقد كانت أقرب القرى التعاونية الاسرائيلية تقع في سهل الحولة بعيدة جدا عن الحدود الجديدة بين سوريا واسرائيل لأن الاسرائيليين لم يكونوا قد بدأوا بعد بانشاء مستعمرات في الجولان المحتل. أما السبب الثاني والغير معلن فكان معاقبة اللبنانيين الذين لم يشاركوا فعليا بالحرب ولا خسروا أراضيهم وبالتالي بقيت الهدنة سارية المفعول، ولذا كان هناك حقدا يزداد على لبنان كونه لم يخسر أراض في تلك الحرب، سيما وأن هناك الكثير من التساؤلات حول خسارة الجولان بدون قتال، والكل لهج بالبلاغ رقم 60 والذي صدر عن وزارة الدفاع السورية يومها بحسب الرئيس أمين الحافظ، والذي اعلن سقوط الجولان وطلب من الجيش السوري الانسحاب قبل بدء الهجوم الاسرائيلي. ولذا كان يجب أن يوجه انتقاد الجماهير وغضبها باتجاه آخر هو لبنان، حيث يسكن كل معارض للنظام في دمشق، والذي كان رفض المشاركة بالحرب ويجب أن يدفع الثمن. من جهة أخرى كان حزب البعث وغيره من الاحزاب الشمولية والتي ترفض الكيان اللبناني لها نظرة عابرة للحدود وتعتبر سقوط لبنان نصرا لها، وبالتالي تحاول هدم هذا الصرح الذي قام على نوع من الديقراطية المختلفة عن نظريات الاحزاب التوتاليتارية تلك. ركزت الخطة السورية في نفس الوقت على زرع أعدادا من الموالين لها تحت شعارات حزب البعث الذي نشرته في المناطق الفقيرة والنائية في لبنان، وذلك من ضمن الخطة الشاملة لاسقاط الحكم كمقدمة للسيطرة عليه وضمه إلى حلم البعث. وكانت المخابرات التي عملت زمن عبد الناصر لا تزال تحافظ على بعض العلاقات مع زعماء وصحف تدّعي المعارضة. وقد استغلت حرية الصحافة، فتم شراء بعض الصحافيين والمؤسسات الاعلامية للترويج لهذه الأهداف، كما استغل الشعور بالفرق في الانماء بين المناطق اللبنانية، وهو أمر طبيعي في كل البلدان ويعود إلى الاختلاف في الامكانيات والأرض وهمة السكان ونوعية الاقتصاد وما إلى هنالك (فليس من يسكن حلب الغنية كمن يسكن تدمر القاحلة مثلا أو حتى الغوطة أو حوران الخصبة)، فعملوا على اذكاء روح التفرقة واعطاء ذلك التنوع لونا من الغبن والاجحاف، بينما إذا ما قسناه على المناطق السورية كما اشرنا أو غيرها من البلدان، وحتى المتطورة والغنية منها، فإننا نجد هكذا اختلاف بمستوى التقدم أو الانتاج بين منطقة وأخرى موجود بكثرة في كل البلدان، وقد نسبوه هنا إلى امتيازات طائفية لاثارة الضغائن وتجنيد العملاء لقلب النظام الذي لم يكن اي من اللبنانيين مقتنع بوجود أفضل منه في الجوار. في 1968 بدأت أفواج من المقاتلين تدخل من سوريا إلى لبنان وتتركز في المخيمات الفلسطينية حيث يجند الشباب ويرسلون للتدريب في سوريا ثم العودة بكامل الأسلحة، وقد تصدى الجيش اللبناني لمجموعات كانت تعبر الحدود السورية اللبنانية واشتبك مع الجيش السوري نفسه ولقنه درسا في أحداث راشيا ما أدى إلى اغلاق الحدود ومنع عبور البضائع باتجاه دول الخليج كالعادة عند وقوع اي مشكل، وقد أصبحت هذه الحدود نقطة ضعف لا بل مجال للابتزاز يستعملها السوريون للضغط على لبنان خاصة وأن اغلاق قناة السويس حول كامل التجارة في البحر المتوسط إلى ميناء بيروت التي اتسعت فيها المؤسسات التجارية والمالية وتعددت البنوك وفتحت فيها فروع لشركات عالمية وبنوك ما زاد من علامات الاستقرار والازدهار. خلال سنوات 1968 و1969 حصلت تعديات عبر الحدود جرّت ردود فعل إسرائيلية عنيفة أحيانا، وقد قامت المنظمات العسكرية الفلسطينية بجعل المخيمات الفلسطينية حول المدن اللبنانية مراكز انطلاق، ليس فقط لأعمال عبر الحدود، وإنما أيضا لأعمال في دول العالم ومطاراته، إذ أعتمدت هذه المنظمات على نوع جديد من الهجمات على مصالح أسرائيلية وغربية حول العالم، إنطلاقا من لبنان. ما أستجلب ايضا ردود عنيفة من قبل اسرائيل كانت عملية تدمير الطائرات المدنية في مطار بيروت أبرزها. وقد أدت هذه الأعمال في النهاية إلى اشتباكات بين المنظمات والجيش اللبناني الذي حاول ضبطها، وكان نتيجة تلك الاشتباكات ما عرف “باتفاق القاهرة” الذي وقّع باشراف عبد الناصر والذي كان اعلانا لسقوط مفاعيل الهدنة بين لبنان وإسرائيل، وهي التي كانت صمدت لعشرين سنة منذ توقيعها سنة 1949 في رودوس. اعتبرت الاحزاب اليسارية والتي تدور بفلكها بأنها انتصرت باجبار الدولة على الرضوخ لضغوط السوريين ومحاولة تنظيم العمل الفلسطيني المسلح، ولكنها لم تدرك بأنها اسقطت أهم ما كان يحمي لبنان عبر الحدود. وقد بدأت المناوشات ومن ثم التجاوزات الفلسطينية لأحكام الاتفاق. وكانت الصحف المأجورة في البدء، ثم الخائفة لاحقا، تفسر كل تجاوز للصلاحيات ولأحكام الاتفاق بأنها من حق الثورة، ما جعل أيام وليالي اللبنانيين في الجنوب تتحول إلى كوابيس تجعل الجنوبيين عرضة لتلقي الهجمات المضادة على كل تحرك فلسطيني. من جهة أخرى بدأت المنظمات التحضير لعملية الاستيلاء على الارض وكانت تتلقى المساعدات المالية من دول الخليج والمساعدات العسكرية من الكتلة الشرقية، بالاضافة إلى بعض ما تقدمه دول عربية أخرى، وصار عرفات هو السيد المطلق اليد في لبنان.