بيان صادر عن قيادة الإعلام في حزب حرّاس الأرز-حركة القوميّة اللبنانيّة…أوقفوا هذا النّزيف 10 أيار/2021
أوقفوا هذا النّزيف
منذ فجر التّاريخ، عشق اللّبنانيون البحر وخاضوا غماره وأبحروا في مراكب الأمل والطّموح ليحلّوا ضيوف شرفٍ ورُسل حضارةٍ ومعرفةٍ أينما وصلوا مجسّدين من خلال سلوكهم المفعم بالحياة والمثقل بالعطاء رسالة سلامٍ وازدهار للإنسانية جمعاء. هذا المسار التّاريخي تحوّل عبر الحقبات الزمنيّة إلى الإنتشار اللّبناني الكوني الّذي لعب دورا” رائدا” في تفعيل الحضارة العالمية في كافة الأمم التي حلّ فيها.
نعم إنّ حبّ المغامرة وشغف اكتشاف المجهول والسّعي الدّائم للتلاقح الحضاري مع شعوب الأرض هي سمات بارزة تميّز بها الشّعب اللبناني منذ كينونته. ولكن شتّان ما بين الماضي المجيد والحاضر المزري حيث اغتيل الطّموح وانطفأ الأمل واعتُقلت الحرية واغتُصبت الارادة وسُرق الحلم وتحوّل لبنان من وطن يعشق الحرّية الى سجنٍ يحكمه سجّانون من طينة الأبالسة .
إنّ هذا الواقع الدّرامي قد دفع بالشّباب اللبناني إلى اليأس والبحث عن مخرج للهروب من هذه الجمهوريّة البائسة، مستخدمين شتّى الوسائل للعثور على وطنٍ بديلٍ يحقّقون فيه عيشا” كريما” ومستقبلا” زاهرا” وحُلما” ضاع في وطن الأحلام.
ان لبنان اليوم يعاني نزفاً بشرياً غير مسبوق تجسّد في هجرةٍ شبابيّةٍ فرديّةٍ وجماعيّةٍ من خلال مكاتب مخصّصة تعمل على تقديم الحوافز للّبنانييّن لدفعهم للهجرة في هذه المرحلة المصيرية من تاريخنا وكأنّ مخططات التهجير التي قاومناها في الأمس عادت اليوم وبزخمٍ أقوى لمتابعة دورها الجهنّمي في إفراغ لبنان من شعبه دون رادع من ضمير أو حس انساني.
نحن في حزب حرّاس الأرز-حركة القوميّة اللبنانيّة نتوجّه الى أبناء امّتنا اللبنانية بنداءٍ مفعمٍ بالمحبة طالبين منهم مواجهة هذه الظروف المعيشيّة والاقتصاديّة البالغة القساوة، بمزيد من الصّبر والتمسّك بالإيمان والتشبث بالأرض، من أجل التصدّي لهذه المخططات الشيطانيّة الهادفة الى النّيل من وجود لبنان وديمومته. فيا أبناء امّتنا العظيمة، اطردوا اليأس من نفوسكم والقنوط من عقولكم، واعلموا أن قوى الشر بدأت تتهالك يوماً بعد يوم، وانتصار لبنان بات وشيكاً.