شارل الياس شرتوني: لقمان سليم والوداع الحاسم … لقد أكدت هذه الاحتفالية أنه لا مناطق محظورة ولا آفاق ممنوعة ولا قيود بعد اليوم تفرض على اللبنانيين بقوة الترهيب، حصانة كل لبناني مصدرها اللبناني الآخر، وقيم الانفتاح والتواصل والحوار الراقي فيما بينهم
لقمان سليم والوداع الحاسم …لقد أكدت هذه الاحتفالية أنه لا مناطق محظورة ولا آفاق ممنوعة ولا قيود بعد اليوم تفرض على اللبنانيين بقوة الترهيب، حصانة كل لبناني مصدرها اللبناني الآخر، وقيم الانفتاح والتواصل والحوار الراقي فيما بينهم. شارل الياس شرتوني/الجمعة 12 شباط 2021
لقاء الوداع للقمان سليم كان الرد المباشر على اغتياله وعلى المناخات التي رافقت هذا البلد المنكوب ومحطات آلامه اللامتناهية.
اللبنانيون وممثلو الدول الكبرى عبروا عن حق وارادة هذا البلد بالسلام والحياة الطبيعية والخيارات الديموقراطية التي اعتمدها اللبنانيون سبيلا من أجل حل مشاكلهم المتراكمة، ورفض سياسات الترهيب والاقفالات المطبقة التي فرضتها الفاشيات الشيعية والاوليغارشيات عليهم.
ان رمزية لقاء الوداع المسكوني هو التعبير الصريح عما اختاره اللبنانيون لانفسهم من قيم انسانية وروحية وأخلاقية معلنة، وهم بانتظار الجواب.
ان الفاشية الشيعية هي في حالة مواجهة مباشرة مع مجتمع وطني حسم خياراته الانسانية والديموقراطية وأكد انه مع “المجتمع المنفتح” وفي حالة مواجهة مع اعدائه، ولن تثنيه سياسات الترهيب والقتل والقمع التي اتخذتها هذه الحركات السياسية نهجا وسبيلا من أجل السيطرة.
هذا التحدي الذي طرحه لقاء الوداع هو مفترق يجب البناء عليه من اجل التأسيس لمرحلة جديدة تبلور هذا المعين القيمي والاخلاقي والليبرالي الذي يعتمل داخل المجتمع الوطني اللبناني، والذي عبرت عنه الحراكات والمبادرات والمقاومة المدنية لكل هذا الارث السيء من التسلط والفساد والعنف الذي يختصر مسيرة الفاشية الشيعية واصنائها داخل الاوليغارشيات التي وضعت يدها على هذه البلاد بالتكافل مع سياسات النفوذ الاقليمية.
لقد أكدت هذه الاحتفالية أنه لا مناطق محظورة ولا آفاق ممنوعة ولا قيود بعد اليوم تفرض على اللبنانيين بقوة الترهيب، حصانة كل لبناني مصدرها اللبناني الآخر، وقيم الانفتاح والتواصل والحوار الراقي فيما بينهم.
على حزب الله وأمل وحلفائهم في الاوساط الاوليغارشية الوعي ان زمن التسلط وانعدام المحاسبة والدوس على حقوق اللبنانيين وارادتهم قد انتهى، فما عليهم الا الاختيار، اما طريق الحوار واما العنف العبثي من خلال مسلسل الاغتيالات المتعاقبة، وتدمير مؤسسات دولة القانون وأخلاقياتها، والدفع بديناميكيات العنف في كل الاتجاهات.
لا تعايش بعد اليوم مع هذه الاداءات بحجة الخوف على السلم الاهلي، أو محاذرة الارهاب المتنقل، الزمن هو زمن المواجهة مع هذا النهج المطبع وتردداته على الحياة الوطنية، وهذا ما أكدته هذه الاحتفالية الراقية وما تبنته الديموقراطيات الكبرى التي شاركت فيها.
ان النبل والرفعة الروحية التي عبرت عنها عائلة سليم من خلال لقاء المرافقة للقمان، وما صدر عنها من مواقف تصدرتها هذه الايقونة الروحية التي اسمها سلوى مرشاق سليم، قد اصبحوا جزءا من الثقافة المدنية اللبنانية. العمل من اجل تحرير الارادة اللبنانية والخوض في مرحلة جديدة من حياة الحراكات المدنية والاصلاحية قد ابتدأت مع ثقافة الحياة التي تقول لا لثقافة الموت .