علي حماده/فجيعة الشرعية في لبنان…كان المفجع الطرش وما أعقبه من صمت القبور أمام كلام نصرالله الذي أطاح كل الشرعية اللبنانية من أعلى القيادة

146

فجيعة الشرعية في لبنان

كان المفجع “الطرش”، وما أعقبه من صمت القبور أمام كلام نصرالله الذي أطاح كل الشرعية اللبنانية من أعلى القيادة

علي حماده/النهار/12 أيلول/2019

على عكس الفكرة السائدة في البلد، فإن خطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله في ذكرى عاشوراء ما كان مفاجئا ولا جديدا، بإعلانه انتماءه الأيديولوجي والتنظيمي لمرجعية الولي الفقيه في إيران السيد علي خامنئي، ولا كان مفاجئا،

ولا جديدا ان يذهب نصرالله الى القول انه منخرط في المحور الذي تقوده إيران، او انه وتنظيمه سيدخلون أي حرب تنشب بين إيران وطرف آخر،

وبالطبع ما سمعنا جديدا من الأمين العام لـ”حزب الله” وهو يقسم يمين الولاء الاعمى لقائده في قم الإيرانية، ويغدق عليه أوصاف الأنبياء الى حدود كادت تلامس التأليه.

المفاجئ، لا بل المستغرب، وأكثر من ذلك، المفجع، هو هذا “الطرش” الذي أصاب القيادة العليا اللبنانية، او ما يسمى الشرعية اللبنانية التي غابت عن كلام الأمين العام لـ”حزب الله”، الذي وإن تحدث عن احترام القرار ١٧٠١، لم يقل كيف يتم احترام القرار، وفي منطقة عمليات “اليونيفيل” يتمركز آلاف المسلحين التابعين للحزب، ويتم منذ ٢٠٠٦ بناء قواعد عسكرية ومخازن سلاح في كل القرى والبلدات الجنوبية، بينما تترك للجيش اللبناني مهمة ادارة الحياة اليومية للناس، بمعنى آخر، لا يسمح للجيش بمهمات تتجاوز حفظ الامن الداخلي في المنطقة، فيما يكمل “حزب الله” بناء قواعدة تحت مساكن الناس وبينهم، ليتم استخدامهم في اللحظة المناسبة دروعا بشرية!

كان المفجع “الطرش”، وما أعقبه من صمت القبور أمام كلام نصرالله الذي أطاح كل الشرعية اللبنانية من أعلى القيادة، فما اكتفى بأن رسخ الانطباع الذي ساد منذ انتخاب الجنرال ميشال عون رئيسا، بأن الحكومة أشبه ما تكون بمجلس بلدي موسع، بل تمدد الانطباع ليشمل رئاسة الجمهورية “القوية” التي بدت، على الرغم من معرفتنا بانتماء عون الى المحور الذي يقوده “حزب الله” في لبنان، أقرب الى الرئاسات الصورية التي يغلب عليها الطابع البروتوكولي، اللهمّ باستثناء مراحل الحروب الشرسة التي تخاض في سبيل تجميع المكاسب البلدية والمادية التي لا تزعج المسار الذي تسير فيه البلاد الواقعة تحت سطوة قرار “حزب الله” في المسائل التي تهمه.

المفجع أن القيادة العليا اللبنانية التي يفترض أنها تمسك بالشرعية في لبنان، وبعدما عبدت الطريق أمام نصرالله، من خلال المواقف الطاعنة بالدستور والشرعية، إن على صعيد المواقع او على صعيد مجلس الدفاع الأعلى، أدارت ظهرها للجريمة التي ترتكب اليوم بحق الكيان والنظام، وتتصرف كمن يعيش في غربة تامة عما يجري. مفجع حقا ما يحصل اليوم في لبنان، ومفجعة رموز الشرعية التي تغيب بشكل مخيف عن الضرر الذي ينزل بلبنان جراء هذا الانسحاق التام أمام اللاشرعية المتورطة، ليس بدماء السوريين فحسب، بل، وهنا الأهمّ، المتورطة بدماء اللبنانيين، والآخذة بتحويل لبنان الى سجن ظلامي كبير!