اهانة الروح القدس والثالث المقدس هي كفر وليس حرية الياس بجاني/28 تموز/2019
يتدخل الله لنجدتنا في مواجهة بعض عواصف وشدائد وصعاب الحياة ويؤمن لنا أطواق نجاة وملاجئ وسبل وطرق خلاص، فيما يتركنا في مناسبات أخرى لمواجهتها بمفردنا معتمدين على قدراتنا الذاتية الإيمانية وعلى نعمه وعطاياه وذلك لنتقرب منه أكثر ونزيد التصاقنا به ونثبت أقوالاً وأفعالاً عمق وأصالة إيماننا.
اللبناني المسيحي المؤمن هو اليوم على مفترق طرق، وهو متروك وحده في مواجهة موجات الكفر والتجذيف ليؤكد على عمق إيمانه وعلى جدية تدينه وعلى صدقية التزامه بربه وبإنجيله وبكنيسته.
إنجيلياً يُذكر مفهوم “التجديف على الروح القدس” في إنجيل القديس مرقس(03/28 و29) وفي إنجيل القديس متى/12/32) .
لا يجب أن يغيب عن فكرنا تحت أي ظرف ومهما كانت الصعاب بأن الضمير وكذلك الحياء أي الخجل هما نعم إلهية وفزيولوجية من الله أعطاهما فقط للإنسان لأنه ابنه وهو خلقه على صورته ومثاله.
من هنا فإن من يقتل الضمير، أي صوت الله، ويميت نعمة الخجل بداخله فهو عملياً وإنجيلياً يتخلى عن إنسانيته وعن الله، الأب الذي انعم عليه بهما.
باختصار، فإن سكوت وتجابن أصحاب شركات أحزابنا المسيحية وكذلك كثر من الإعلاميين والناشطين والمثقفين والمقتدرين مالياً ونفوذاً وسلطة بمواجهة هرطقات فرقة مشروع ليلي يبين أنهم غرباء ومغربين عن كل ما هو إنجيل وكنيسة ومسيح ومسيحية.
المسيحي الذي عن جهل أو إلحاد أو غباء يعتبر أن إهانةة الروح القدس تصرف يندرج تحت راية الحريات فهو لا مسيحي ولا يعرف ما هي المسيحية، بل عدواً لها.. وفي هذا الإطار يأتي جبن وغباء وذمية مواقف كل أصحاب شركات الأحزاب المسيحية ومعهم كثر من الإعلاميين المسيحيين الملحدين واليساريين الحاقدين على كل هو كنيسة وإيمان.
نقول بغضب وبحزن وأسى، ونعم بغضب، لأن من لا يغضب هو فاقد لأحاسيسه الإنسانية، بغضب نقول للجهلة والأغبياء والمارقين من أهلنا المسيحيين، أكانوا زعماء أو سياسيين أو ناشطين أو مواطنين أو صحافيين أو إعلاميين من الذين رأوا وفهموا بسطحية دينية وثقافية بأن اهانة الثالوث المقدس والروح القدس هو عمل يندرج تحت مسمى الحرية بواسطة الغناء والموسيقى والرسوم.
لهؤلاء نقول ودون تردد: انتم حقيقة اعداء الدين المسيحي بسبب جهلكم وعشقكم الترابي والسطحي للظهور ولركوب تقليعات الموضة في الإلحاد وفي تسخيف الأديان وقيم الإيمان والترابط العائلي والأخلاق والمعايير المجتمعية.
إنه وعلى خلفية الجهل وقلة الإيمان وخور الرجاء وثقافة الأبواب الواسعة بمفهومها الإنجيلي، للأسف فإن لبنان وطن القداسة والقديسين يمر حالياً بزمن مّحل وبؤس وضياع إيماني، وتحديداً على مستوى القيادات المسيحية الزمنية والدينية..انحطاط أخلاقي وقيمي وإيماني.
من المحزن والمخيف أن غالبية قادتنا السياسيين والحزبيين المسيحيين هم في غير عالم المسيحية والإيمان ومخافة الله ويوم حسابه الأخير، وقد قتلتهم غرائز المظاهر وعشق النفوذ والسلطة ووقعوا في تجارب إبليس وغرقوا فيها وكأننا في زمن فسق وفجور مدينتي سادوم وعامورة.
هذا إضافة إلى جهل مدقع إيماني وركوب غبي لموجات الموضة اليسارية الملحدة. هذا أمر في منتهى الخطورة وهو قد يطيح بالوطن وبأهله في زمن ليس ببعيد.
يبقى أن المسامحة في مفهوم الدين المسيحي لا تعني أبداً الجبن والخجل والاستسلام والذمية والتشاطر والتذاكي، بل تعني الصبر والتحمل والتضحية ولكن أيضاً المواجهة والشهادة للحق بقوة ودون خوف أو تردد.
والمسيح نفسه أعطانا الأمثولة في شجاعة وجرأة الشهادة للحق يوم قال للكتبة والفريسيين الذين طلبوا منه أن يسكت تلاميذه: “لو سكت هؤلاء لتكلمت الحجارة” (لوقا19/40).
كما أن رسول الأمم مار بولس قال: “لو أردت أن أساير مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح”.(من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية01/01-24)
*الكاتب ناشط لبناني اغترابي عنوان الكاتب الالكتروني [email protected] رابط موقع الكاتب الالكتروني على الإنترنت http://www.eliasbejjaninew.com