فتي الكتائب يتعاطف مع “فرقة مشروع ليلى” ويضرب مفهومي الله والعائلة من ثالوث أقانيمم حزب الكتائب الياس بجاني/27 تموز/2019
(وكالات الأنباء الوطنية وموقع الكتائب الالكتروني/26 تموز/2019: “ورداً على سؤال حول منع حفل “مشروع ليلى” وحول التخوّف على الحريات في لبنان قال النائب سامي الجميل لقناة الحرة: “هناك خطر على الحريات، ومنذ سنوات نرى إجراءات بوليسية تمنع أفلاماً، كتباً وتقمع أشخاصاً يعبّرون عن آرائهم على مواقع التواصل، ولذلك كنا نحذّر ونعبر عن قلقنا حيال الحريات”.أضاف: “كنا نتمنى في لبنان، هذا البلد الذي تكمن أهميته باعتداله وانفتاحه، ألّا نعطي بأي شكل من الأشكال إشارة إيجابية للمتطرفين تسمح لهم بالسيطرة على جميع اللبنانيين”، خاتمًا: “نحن نؤمن باحترام الأديان واحترام العقائد، وفي الوقت نفسه بالمحافظة على حريتنا المقدسة التي لا وجود للبنان من دونها”.)
منذ أن تأسس حزب الكتائب وهو قائم على مفهوم ثلاثة أقانيم هي “الله والوطن والعائلة”، وتاريخياً كان الحزب دائماً يروج قولاً وأفعالاً للتقيد والإلتزام بمبادئ الإيمان، والحفاظ على العائلة وعلى ترابطها وقيمها، لأنها هي حجر الزاوية في الحفاظ على المجتمع وعلى صحة تكوينه وعلى ممارساته وانضباطه الأخلاقي والقيمي.
من هنا فإن موقف رئيس حزب الكتائب،النائب سامي الجميل المتعاطف مع “فرقة مشروع ليلي”، (كما هو وارد في أعلى في كلامه لقناة الحرة)، أو على الأقل موقفه غير المستنكر بوضوح وبشكل لا يقبل الشك للسماح للفرقة بتقديم عروضها وهي التي تطاولت على أسس مفاهيم الدين والمسيحي وعلى السيدة العذراء، والتي تسوّق وإن متسترة للمثلية، فهو موقف مستغرب، وبنفس الوقت جريء ومتقدم، كونه يتعارض كلياً مع تاريخ حزب الكتائب، ويضرب مفهوم اقنومين من أقانيمه الثلاثة… مفهوم اقنوم الله، أي الإيمان والتقوى… ومفهوم العائلة، أي القيم والأخلاق والترابط.
مما لا شك فيه، فإن للنائب الجميل كما لغيره حرية الرأي والموقف، ولكن ولأن لا رأياً بشرياً للمؤمن المسيحي في ومن أسس الإيمان المسيحي، وفي ومن مفهوم ثالوثه المقدس، بل إيمان مطلق، فإن تعاطفه وعدم وضوح موقفه من الفرقة وهي تمثل ما تمثل، وتسوّق لما تسوق، وترمز إلى ما ترمز، يطرح تساؤلات كثيرة تتناول وضعية حزب الكتائب الإيمانية الحالية ومدى استمرارية التزام الحزب من عدمه بأقانيمه الثلاثة “الله والوطن والعائلة”.
يشار هنا إلى أن الاعتراض على مشاركة الفرقة في مهرجانات جبيل جاء أصلاً من الكنيسة المارونية (مطران جبيل والمركز الكاثوليكي للإعلام)… وموقف النائب الجميل عملياً أو لنقل اللاموقف هو متعارض مع موقف الكنيسة.
نسأل، هل الكتائب مع النائب سامي الجميل هي نفسها وذاتها، أم أنها كتائب جديدة ومتحررة من أقانيمها التي هي علة وجودها ومنطلق رسالتها؟
نحن نرى أن موقف الفتى هو موقف “اجر بالفلاحة وإجر بالبور”، وهو انجيلياً ودون مسايرة موقف شعبوي ومتسرع وغير مدروس وهو عملياً لا بارد ولا ساخن، بل فاتر.. وفي نفس الوقت هو موقف جداً مستغرب من الموقع الذي هو فيه ومن الحزب الذي يرأسه.
نذكر صاحب الموقف هذا وهو موقف اللاموقف بثلاث ايآت من الكتاب المقدس لعلى في الذكرى فائدة، وهي آيات تتناول المواقف الرمادية والفاترة والمتناقضة:
1-“لأنك لست ساخناً ولا بارداً، بل فاتراً سوف أبصقك من فمي”. (الرؤيا 03/15 و16)
2-“هَلْ أنا أستَعطِفُ النّاسَ؟ كلاَّ، بَلْ أستَعطِفُ اللهَ. أيكونُ أنِّي أطلُبُ رِضا النّاسِ فلَو كُنتُ إلى اليومِ أطلُبُ رِضا النّاسِ، لما كُنتُ عَبدًا لِلمَسيحِ” (من رسالة القدس بولس الرسول إلى غلاطية01/01-24)
3-“لا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ الشَّيَاطِين! ولا يُمْكِنُكُم أَنْ تَشْتَرِكُوا في مَائِدَةِ الرَّبِّ ومَائِدَةِ الشَّيَاطِين” (رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس10/من10حتى24)
وختاماً لكل السياسيين المنافقين والشعبويين من جماعة المواقف الفاترة بالمفهوم الإنجيلي والتي تبصق من الفم نقول بأن حريتنا المقدسة في لبنان هي ليست في أهانة المقدسات والقديسين.. وكفاكم ذمية ونفاق ودجل وتلون ولعب على الحبال.
* كلمة أقنوم Hypostasis باليونانية هى هيبوستاسيس، وهي مكونة من مقطعين: هيبو وهي تعنى تحت، وستاسيس وتعنى قائم أو واقف، وبهذا فإن كلمة هيبوستاسيس تعنى تحت القائم ولاهوتيا معناها ما يقوم عليه الجوهر أو ما يقوم فيه الجوهر أو الطبيعة. والأقنوم هو كائن حقيقي له شخصيته الخاصة به، وله إرادة، ولكنه واحد في الجوهر والطبيعة مع الأقنومين الآخرين بغير انفصال.
خطيئة التجديف على الروح القدس الياس بجاني/27 تموز/2019
إلى الجهلة والأغبياء والمارقين من أهلنا المسيحيين، أكانوا زعماء أو سياسيين أو ناشطين أو مواطنين أو صحافيين واعلاميين من الذين رأوا وفهموا بسطحية دينية وثقافية بأن اهانة الثالوث المقدس والروح القدس هو عمل يندرج تحت مسمى الحرية بواسطة الغناء والموسيقى والرسوم. انتم حقيقة اعداء الدين المسيحي بسبب جهلكم وحبكم للظهور ولركوب تقليعات الموضا في الإلحاد وتسخيف الأديان وقيم الإيمان والترابط العائلي والأخلاق والمعايير المجتمعية. للأسف فإن لبنان وطن القداسة والقديسين يمر حالياً بزمن مّحل وبؤس وضياع إيماني وتحديداً على مستوى القيادات المسيحية الزمنية والدينية..انحطاط أخلاقي وقيمي وإيماني ..غالبية قادتنا هم في غير عالم وقد قتلتهم غرائز المظاهر وعشق النفوذ والسلطة ووقعوا في تجارب إبليس وغرقوا فيها وكأننا في زمن فسق مدينتي سادوم وعامورة. هذا اضافة إلى جهل مدقع إيماني وركوب للموضات اليسارية الملحدة. أمر في منتهى الخطورة وهو قد يطيح بالوطن وبأهله في زمن ليس ببعيد.