أحمد عبد العزيز الجارالله: الذبابة الفارسية والنسر الأميركي/ألفريد رياشي: منسوب الحرب يرتفع والمرحلة دقيقة

112

ألفريد رياشي: منسوب الحرب يرتفع والمرحلة دقيقة
السياسة/09 أيار/2019

الذبابة الفارسية والنسر الأميركي
أحمد عبد العزيز الجارالله/السياسة/09 أيار/2019
قال الله في كتابه العزيز: “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ” (البقرة269)، وأعتقد إذا كان نظام الملالي إسلاميا فعلا، لا بد أن يعمل قادته بالآية الكريمة، لكن الواقع أثبت طوال أربعة عقود أنهم أبعد ما يكونون عنه، والدليل تلك الصلافة التي يتدخلون بها في شؤون الدول المجاورة، ولغة الاستعلاء الدالة على انفصام عن الواقع، والعيش في خيالات مريضة أورثت الشعب الإيراني كل هذه المعاناة الآخذة بالاتساع مع التشدد في العقوبات الدولية.
تذكرت الآية الكريمة وأنا أقرأ رد المتحدث باسم وزارة خارجية طهران عباس موسوي على حديث وزير خارجية مملكة البحرين إلى إحدى الصحف العربية وقوله: “الحكماء الإیرانیون قالوا قبل قرون ماضیة: أَنَّى للذباب أن یسقط نسرا”.
قال ذلك متباهياً بما يعتبره قوة إيران العظمى في الإقليم، غير أن الواقع يحتم عليه، وعلى قادته، إدراك أن القوى تتغير وتختلف من دولة إلى أخرى، فإذا كانت إيران تسعى فعلا إلى إغلاق مضيق هرمز، أو تنفيذ تهديداتها الإرهابية، فنظامها بذلك يدخل رأسها أنشوطة المشنقة، لأن المواجهة لن تكون مع دول الخليج العربية فقط، بل ها هو النسر الأميركي دفع بقطعه البحرية وحاملات الطائرات إلى الخليج، مضافة إليها قواعده العسكرية في المنطقة، فهل تجرؤ الذبابة الإيرانية على التهويم باتجاه النسر الأميركي؟
من المهم جداً أن يتبصر صناع القرار الإيراني بواقعهم، ويتفكروا بتجارب الماضي، والتيقن أن زمن التهديدات والعنجهيات الإعلامية الموجهة للاستخدام الداخلي لم تعد تلقى آذانا صاغية حتى في الداخل، لا سيما بعد التحذيرات الأوروبية الأخيرة من الإقدام على أي خطوة انتحارية تقدم عليها طهران بانسحابها من الاتفاق النووي أو تقويض بنوده، عبر العودة إلى تنشيط الشق العسكري المحرم في الاتفاق، والخروج من المعاهدات الدولية في هذا الشأن، من دون أن تتقيد بالمطلوب منها دولياً، خصوصاً لجهة وقف التدخلات بشؤون الدول المجاورة، ورعاية الإرهاب.
منذ أوائل سبعينات القرن الماضي تتبع إيران سياسة التدخل بشؤون دول الجوار، مرة عبر زعم أن البحرين تابعة لها، ومرات الزعم بفارسية الخليج العربي، وفي هذا الشأن لم يختلف نظام الشاه عن بديله الملالوي، ورغم كل ذلك عملت دول الخليج العربية على امتصاص الصدمات الإيرانية، ليس خوفا منها، إنما سعي إلى إبعاد شعوب الإقليم عن مذبحة كبرى، حتى في عز الحرب العراقية- الإيرانية، بذلت دول الخليج العربية قصارى جهدها لإخماد شرارات تلك الحرب، لكن يبدو أن الجانب الإيراني لا يعرف غير لغة التهديدات والعنجهيات.
آن الأوان كي تترجم إيران تهديداتها التي درجت عليها منذ أربعة عقود في إقفال مضيق هرمز وجعل مياه الخليج مقبرة للقوات الأميركية، ساعتئذ يذوب الثلج ويبين المرج ويعرف العالم من الذبابة ومن النسر.
استشهدنا بداية بالآية الكريمة: “يؤتي الحكمة من يشاء”، فهل في قادة الملالي حكماء ليدركوا خطورة الوضع؟

ألفريد رياشي: منسوب الحرب يرتفع والمرحلة دقيقة
السياسة/09 أيار/2019/رأى أمين عام المؤتمر الدائم للفدرالية الدكتور ألفريد رياشي أن منسوب الحرب يعلو تدريجيا، وقد يكون وجود حاملة طائرات “ايبراهم لينكون” المتجهة الى المنطقة وبوارج حربية دليل كبير على ذلك.
ولفت رياشي في حديثه خلال برنامج “TALK SHOW السياسة” عبر موقع “السياسية”، الى أن “اليوم هو الظرف الافضل لـ”إسرائيل” اذا ما أرادت التصعيد في المنطقة”، عازيا الامر الى عدة أسباب “أولها الدعم العسكري والسياسي والمالي الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية الى “اسرائيل”، وثانيها تعاظم قوة حزب الله، الذي بات يملك اكثر من مئة ألف صاروخ قسم كبير منها دقيق وبعيد المدى ويصيب أماكن حسّاسة داخل “اسرائيل”، وبالتالي بات هناك خطر وجودي على كيانها “.
وأردف قائلا: “هذه الحرب إن حصلت سيكون لها مفاعيل تدميرية خطيرة وعدد مخيف من الضحايا، وارتدادات كبيرة قد تحتاج لسنين حتى ننتهي منها”، معتبرا ان “اسرائيل لن تبقى في المنطقة، قد تضعف او قد تختفي، ونحن نمر في مرحلة دقيقة جدا”.
أما فيما خص موضوع المطالبات بنزع سلاح حزب الله، فاعتبر رياشي أن هذا الامر لا يمر هكذا ” بالمونة”، مضيفا “حزب الله صاحب عقيدة ويرتبط عضويا بإيران، لذلك نزع السلاح يحتاج الى أحداث معينة تفتح باب المفاوضات لمناقشة هذه المسألة”. وتابع ” لكن برأيي في المدى القريب لن يفتح هذه الملف وأشك أصلا ان يحدث كون هذا السلاح له رمزية عقائدية ووجودية لدى حزب الله”.