د. وليد فارس لموقع إيلاف: الإدارة الأميركية جادة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب والمطلوب فكفكته
جواد الصايغ/ايلاف/08 نيسان/19
إيلاف من نيويورك: بحال لم يحدث أي تغيير مفاجئ، سيُصنف الحرس الثوري الإيراني رسميا على لائحة الإرهاب الأميركية، في خطوة يعدها كثيرون بأنها غير مسبوقة لناحية التعامل مع جيش دولة أخرى.
وبانتظار الإعلان الرسمي الأميركي يوم غد الاثنين، تُطرح تساؤلات كبيرة حول جدوى التصنيف، وطريقة التعاطي الأميركية مع الحرس مستقبلا، ونظرة حلفاء واشنطن الأوروبيين الى هذه الخطوة، وما اذا كانت هناك خشية فعلا في واشنطن من حصول أي ردود فعل من قبل طهران بعد ارتفاع منسوب الضغط عليها.
تصعيد أكبر على النظام
في هذا الاطار، يقول وليد فارس، مستشار دونالد ترمب خلال الحملة الانتخابية، والخبير في شؤون السياسة الخارجية الأميركية “إن الإدارة جادة في تصنيف الحرس الثوري على لائحة الإرهاب، وبالأصل هناك اعتقاد سائد لدى الجميع بضرورة تصنيف هذا التنظيم على انه إرهابي”.
وأشار “إلى أن التصنيف يعني أمورا كثيرة، فهو سيسمح لأجهزة الاستخبارات والامن القومي والحلفاء بجمع معلومات اكثر، ويمكن أيضا الاستعانة بقرارات الرئيس التنفيذية اذا كانت هناك حاجة لها في موضوع مواجهة الحرس في دول عديدة، وباختصار هذا نوع من التصعيد يهدف لممارسة ضغط أكبر على النظام الإيراني”.
هل يُصبح كالقاعدة وداعش
هل يؤدي هذا التصنيف الى فتح المجال لواشنطن لتوجيه ضربات الى الحرس الثوري ومعاملته كالقاعدة وداعش؟ سؤال يرد عليه فارس بالقول: “ليس من الضروري ان يتم استخدام الاستراتيجية نفسها المتبعة ضد القاعدة وداعش مع الحرس الثوري، وللتذكير واشنطن سبق لها وان وضعت حزب الله على لائحة الإرهاب غير انه لم يتعرض لضربات اوتوماتيكية”.
تنظيم مطلوب تفكيكه
وتابع: “لكن هذا التصنيف يعني ان الحرس الثوري اصبح في خانة التنظيمات المطلوب تفكيكها وإزالة سلطتها في إيران والدول الأخرى، وعمليًا الضغط على نظام طهران لسحب قواته من المنطقة”. وفي موضوع اعتبار هذه الخطوة بأنها غير مسبوقة لناحية وضع جيش دولة على لائحة الإرهاب، يذكر فارس بوحدات إس إس أو شوتزشتافل وسيطرتها على الجيش الألماني خلال حكم ادولف هتلر، والنظرة المُعادية لها، ويردف “في ما يتعلق بالمؤسسات الإيرانية، فإن القرار لن يشمل الجيش الإيراني العادي، وهذه رسالة مهمة للجيش الإيراني، بل يشمل الحرس ومن خلاله فيلق القدس والتنظيمات الأخرى، مما يعني ان لا مواجهة عسكرية مباشرة بل فك ارتباط التنظيم –الحرس- بالمنطقة ثم بالمؤسسات الإيرانية الداخلية”.
الموقف الأوروبي الصعب
ماذا عن الموقف الأوروبي حيال هذا التصنيف؟ يعرب مستشار ترمب السابق في هذا السياق عن اعتقاده “بأن القرار الأميركي سيكون له وقع معقد على الأوروبيين، فانسحاب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي شيء يعارضه الاوروبيون، ولكن ان يضع الحرس على لائحة الإرهاب فكيف يمكن لهم ان يدافعوا عن موقفهم اذا قالوا لا ليس إرهابيا”… متابعا: “عليهم ان يختاروا تماما كما حدث يوم اعلان الانسحاب من الاتفاق النووي، اما الاقتصاد الاميركي او الإيراني، واما ان يتخذوا إجراءات شبيهة كتجميد أموال واصول للحرس الثوري، او ان يكونوا حلفاء له. نحن لا نعلم توجهاتهم حتى الآن، ولكن التصيف سيضع ضغوطا كبيرة على أوروبا”.
الإدارة الأميركية وإيران
ويبقى السؤال المطروح، هل ذهبت إدارة ترمب بعيدا في مواجهة طهران، وهل هناك خشية من ردود فعل؟، الخبير في شؤون السياسة الخارجية الأميركية، يعتبر “ان إدارة ترمب لم تذهب بعيدا وانما غيرت الاتجاه السياسي الاستراتيجي وعندما تغير هذا الاتجاه هناك خطوات منطقية تقوم بها، فاذا قالت إن النظام عدواني يجب اتخاذ إجراءات وفق هذا الاتجاه، وبصراحة هناك من يعتبر ان الإجراءات الحالية تأخرت، وبالتالي الإدارة بما هو منطقي، والسؤال الكبير، لماذا لم تتخذ إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مثل هذه الإجراءات”. وأضاف: “الإيرانيون لديهم مشاكل كثيرة في الداخل، وانهيار اقتصادي، وقبل الحديث عن ردة فعل عليهم سيقومون بتقييم أوضاع الرئيس ترمب، وباعتقادي هم قيّموا فعلا ترمب وفريقه المُحيط به الآن، واذا قرروا السير بعمل جنوني عسكري او امني سيحصدون عاصفة كبرى، وموقفهم لن يكون سهلاً على الاطلاق.