هناك مشكلة! هذه من نوع آخر! إنه الخوف!
لسنوات طويلة، أقنع حزب الله اللبنانيين أنه قوي وقادر بقوة السلاح أن يردع إسرائيل، ويحتل بيروت، وأن يأتي بمن يريده لرئاسة الجمهورية، والأهم أنه قادر على قتل من يريد ولا أحد يحاسبه. ربما يكون كل هذا صحيحاً. فحزب الله تنظيم لديه جهازه الأمني والعسكري والمالي، ولا يخضع لسيطرة القرار الحكومي اللبناني، ولا يعترف بسيادة الدولة اللبنانية عليه. بل إنه يؤمن بولاية الفقيه ويتبع رجل دين يعيش في طهران.
سؤال: مع إفقار أميركا لخزينة إيران وحزب الله، ماذا يبقى من حزب الله غير مجموعة من الانتحاريين المفلسين؟
يقول حزب الله إنه قادر بقوة الصواريخ أن يردع إسرائيل، وهو يسوّق للبنانيين وغيرهم أن إسرائيل لا تجرؤ على مهاجمة لبنان لأن حزب الله لديه صواريخ كثيرة ودقيقة، حتى إن بعضهم سوّق أن هذه الصواريخ لديها نظام جي بي إس GPS.
أولاً: لا أحد يريد أن يقف ضد بلده،
وثانياً: لا أحد يريد أن يسلّم مصير وطنه لرجل دين لم ينتخبه ولا ينتمي إلى مذهبه أكان حسن نصرالله في بيروت، أو علي خامنئي في طهران.
أما بالنسبة إلى الصواريخ، فأفضل ما لدى إيران وأعطته لحزب الله هو صواريخ من تصميم قديم تصيب أهدافها بالصدفة.
أما نظام “جي بي إس” فهو نظام يملكه ويديره سلاح الجو الأميركي.
سؤال: هل يريد أحدكم أن يصدّق أن حزب الله سيستعمل نظام GPS الذي يديره سلاح الجو الأميركي لضرب إسرائيل؟
أقنع حزب الله اللبنانيين أنه قادر على احتلال بيروت في أي وقت.
ممكن؛ لأن أهل بيروت غير مسلّحين،
ولأن الجيش اللبناني لن يدافع عن أهل عاصمته.
سؤال: ماذا يحدث لو كرّر هجوم 2008؟
هل سيكون مصيره أفضل من النازيين في باريس؟
أو الإسرائيليين في غزة؟
يستطيع حزب الله أن يقول إنه جاء بالرئيس الذي أراده،
ويستطيع أن يضع قرب صورته،
صور كل الذين قتلهم من الصحافي جبران تويني إلى قريبي أنطوان غانم.
سؤال: فعل كل ذلك بالقهر والقتل.
هل يستطيع أن يقول إن اللبنانيين يؤيّدون حليفه أو وافقوا على قتل زملائهم الصحافيين أو أقاربهم من المحامين؟
سؤال أخير: يصل وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت بعد أيام، فهل سيقول له اللبنانيون إنهم يخافون؟
تخيّلوا مسؤولاً في الدولة اللبنانية يقول لوزير خارجية أميركا: “معالي الوزير، أنا بخاف”!.
أو مسؤولاً آخر في الدولة اللبنانية يقول: “معالي الوزير، حزب الله قوي وأنا ضعيف”!.
المشكلة اليوم أن حزب الله أقنع بعض اللبنانيين أنه قوّي وأرعب غالبية اللبنانيين.
تذكّروا فقط أن من ماتوا هم زملاؤنا وأقاربنا، فتنتهي مشكلة الخوف!