“الاسباب الحقيقية لاعلان ترامب سحب القوات الاميركية من سوريا”
د. الفرد رياشي/الامين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية/28 كانون الأول/18
قد يتسائل العديد عن القرار المفاجىء الذي اعلنه الرئيس الاميركي دونالد ترامب والمتعلق بسحب الوحدات العسكرية الاميركية والتي متمركزة في الشمال السوري؟
اولاً: اصّر الرئيس الاميركي مراراً على طلب دخول قوات عربية الى الشمال السوري، الا ان مطلبه لم يلقى اي تجاوب من هذه الدول كالاردن ومصر وبعض دول الخليج.
ثانياً: من المعروف عن الرئيس ترامب وفائه بوعوده، وقد كان للفريق الذي دفع بترشيحه ودعمه ليصبح رئيساً للولايات المتحدة الاميركية، برنامجاً وخطة مفصلة عن كيفية تنفيذ هذه الوعود، حيث ان واحداً منها كان الانسحاب من سوريا وافغانستان…
ثالثاً: لدى الولايات المتحدة قدرات عسكرية هائلة من قواعد قريبة وحاملات للطائرات كما لديها العديد من الحلفاء، ناهيك عن الامكانات الاستخبارية، لذلك فأن وجود ما يناهز الالفين جندي، لم يكّونّوا العامل المؤثر بمراكز النفوذ والقرارات الاستراتيجية الكبرى، علماً ايضاً بان هذه القوة لم يكن لها اي فاعلية قتالية (باستثناء الفاعلية الرمزية-الوجستية)، كما ولم تقم باي احتكاك عسكري يذكر في خلال فترة وجودها والتي الى الان لم يتم اي تحديد لاي جدول زمني لانسحابها… اما فيما خص موضوع الاكراد، فأنه من المتوقع ان يستمر تامين الدعم الوجيستي والسياسي ضمن خطة بديلة تاخذ في الحسبان عوامل التهديد، ولكن ذلك قد لا يمنع حدوث بعض عمليات الكر والفر والتي ستبقى ضمن اطار محدود بينها وبين قوات الجيش التركي.
رابعاً: فيما خص استقالة وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس والذي قدم استقالته فور اعلان الرئيس الاميركي ترامب عن قراره بالانسحاب، فلقد كان من المعلوم بان الجنرال ماتيس لم يكن يسبر كما يجب بالخطوات الاستراتيجية المتفق عليها، بالتالي اصبح منذ مدة يمثل عبىء على تطبيق هذه القرارات، لذلك فان رحيله اصبح مطلباً كما لبعض الرموز الاخرى كبراد مكغورك والذي كان يحظى بتغطية ودعم ماتيس، حيث كان هنالك دور اساسي لوزير الخارجية مايك بومبيو في الدفع بهذا الاتجاه.
في المحصلة، فان نفوذ الولايات المتحدة باقيٍ كما هو كما سيتم تعزيز العمل على تنفيذ جميع الوعود حيث ممكن في هذه الفترة ان نشهد بعض الخلط للاوراق من اجل تامين المناخ الملائم لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة…