أبو أرز/كفى مزايدات ـ لا دخل للبنان في الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي
17 كانون الأول/17
صدر عن حزب حرَّاس الأرز ـ حركة القوميّة اللبنانية، البيان التالي:
كفى مزايدات ـ لا دخل للبنان في الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي
ـ في العام ١٩٧٠ كانت المنظمات الفلسطينية تملك فائضاً من القوّة في المملكة الهاشمية الأردنية، فقرّرت الإنقلاب على الملك والإستيلاء على السُلطة وإقامة وطنٍ بديلٍ لها على أرض الأردن تحت شعار طريق فلسطين تمرّ في عمّان؛ غير أن الجيش الأردني تصدّى لها وهزمها وطردها خارج البلاد، فلجأت إلى لبنان مع كوادرها وعلى رأسها ياسر عرفات.
ولم يمضِ وقت طويل حتى أعاد الفلسطينيون في لبنان تنظيم صفوفهم، واسترجعوا قوّتهم العسكرية، فقرّروا الإنقلاب على الدولة اللبنانية وبناء وطنهم البديل على أرضها وفقاً لشعار “طريق فلسطين تمرّ في جونية” مستفيدين من الدعم الإقليمي والدولي لهم، ومن إنفراط عقد الجيش يومذاك؛ غير ان المقاومة اللبنانية ارتجلت جيشاً من أبنائها، وتصدّت لهم ودحرت منظماتهم في حرب السنتين ١٩٧٥ ـ ١٩٧٦، إلى أن جاء الإجتياح الإسرائيلي عام ١٩٨٢ وقضى على ما تبقى من تلك المنظمات، وطرد كوادرها إلى تونس وعلى رأسها ياسر عرفات.
ـ في العام ١٩٩٠ إجتاح صدّام حسين الكويت فسارع الفلسطينيون إلى تأييده والوقوف إلى جانبه معتبرين ان طريق فلسطين تمرّ هذه المرّة في الكويت؛ ولكن، وبعد تحرير الكويت قرّرت السلطات الكويتية طرد الجالية الفلسطينية خارج البلاد.
ـ في العام ٢٠٠٧ انتفض فلسطينيو مخيّم نهر البارد محاولين إنشاء إمارة “إسلامية” في شمال لبنان، فهاجمت فصائلهم المسلحة الجيش اللبناني وأردت عدداً من أفراده، إلّا ان هذا الأخير قام بهجومٍ مضاد، فاحتل المخيّم المذكور وقضى على حلمهم في العودة إلى فلسطين عن طريق نهر البارد.
ـ ومنذ أيام دعا الفلسطينيون في لبنان وحلفاؤهم من الأحزاب اليسارية والعروبية وجماعة “الممانعة” إلى تظاهرة أمام السفارة الأميركية في عوكر إحتجاجاً على قرار الرئيس ترامب القاضي بنقل سفارته إلى القدس، فصبّوا جامَ غضبهم على القوى الأمنية أولاً، ثم على المباني السكنية المجاورة للسفارة والمحال التجارية والممتلكات العامة، وأمعنوا فيها حرقاً وتدميراً وتكسيراً، وحتى شجرة الميلاد لم تسلم من حقدهم، وكأن طريق فلسطين عادت لتمُرّ هذه المرّة من عوكر.
هذه عيّنة من “مآثر” هؤلاء اللاجئين تجاه الدول التي استضافتهم كل هذه السنوات.
وفي هذا السياق اعتمدت الدولة سياسة المبالغة في تأييد الفلسطينيين في مسألة القدس وراحت تزايد عليهم بشكل أثار سخرية العرب، حتى ان بعض المرجعيات الدينية والسياسية ارتأت أن تلبس الكوفية الفلسطينية في اجتماعٍ عقدته في أحد المقار المسيحية تضامناً معهم، متناسية كل الكوارث التي حلّت بلبنان على يد هؤلاء اللاجئين.
أولاً، إذا نسي العالم كله جرائم الفلسطينيين في لبنان، فنحن لن ننسى شهداءَنا الأبرار الذين سقطوا برصاص غدرهم، وبخاصةٍ أهلنا الذين ذبحتهم خناجرهم الحاقدة في الدامور وشكا والعيشية وبيت ملّات وغيرها وغيرها، إضافةً إلى شهداء الجيش الذين قضوا في نهر البارد نحراً في فراشهم.
ثانياً، إنّ مأساة لبنان الكبرى تكمن في جوقته السياسية المفصومة الولاء، أي ان نصفها مرتمٍ في أحضان العروبة، والنصف الآخر في أحضان “الممانعة”، وكلاهما يؤدّي بلبنان إلى الهلاك.
ثالثاً، لا حلّ لمشاكل هذا البلد التعيس إلّا بتحييده عن كل الصراعات الإقليمية، وبخاصة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، والفلسطيني ـ الإسرائيلي الذي عمره آلاف السنين، وبإعلان حياد لبنان التام بحسب النموذج السويسري، وإلّا فنحن ذاهبون إلى مزيد من الدمار والدماء والدموع.
لبَّـيك لبـنان
اتيان صقر ـ أبو أرز