هرطقة ظاهرة الأعراس احتفالاً بمن تم تعينهم في مواقع مؤثرة في الدولة
الياس بجاني/10 آذار/17
مما لا شك فيه أن ممارسات التبجيل والتأليه والذمية التي تهيمن على عقول كثر من أهلنا هي عاهات سرطانية قاتلة ومذلة.
هي للأسف ممارسات تعود بنا إلى أزمنة العبودية وهي نتاج ثقافة عثمانية بالية يسوّق لها ويعممها ويمولها الحكام والنافذين وأصحاب الأحزاب المافياوية والتجارية في لبنان.
هذه الممارسات الإستعرضية والتزلفية تتعارض كلياً مع مفاهيم الحرية الديمقراطية، كما أنها مهينة لكرامة الإنسان كون الموظف أو النائب أو رئيس الجمهورية أو قائد الجيش أو غيرهم من الذين يمارسون عملاً سياسياً أو رسمياً ويتبؤون مواقع ووظائف ما في حقل الشأن العام هم خدام للناس وليس العكس.
هؤلاء ليس آلهة ولا قديسيين!!
والأخطر أن نفس هذه الهرطقات التزلفية من أعراس الاحتفالات ورفع الصور واليافطات والمبالغات في تقديم وتقبل التهاني لمن يتولون مناصب حكومية أو حزبية قد طاولت أيضاً وبفجور فاقع كبار رجال الدين حيث يخصص هؤلاء عدة أيام لتقبل التهاني عقب توليهم المناصب، علماً أن رجل الدين من المفترض أن يكون صاحب رسالة إنسانية من أهم مقوماتها التجرد والشفافية والصدق والتواضع والابتعاد عن مغريات وموبؤات عشق السلطة.
أن من نراه اليوم من صور ضخمة معلقة في الشوارع للذين تم تعيننهم قبل أيام، وما تتحفنا به وسائل الإعلام من معلقات تبجيل مقززة لهؤلاء هي مهينة لعقولنا ولكراماتنا.
المطلوب من بعض أهلنا التحرر من عقلية وثقافة العبودية والتحرر من الخوف والشهادة للحق ومعه وليس ضده.