في التحليل المنطقي: حزب الله ونظام الأسد هما وراء مجزرة القاع
الياس بجاني/28 حزيران/16
بما أن كل الوقائع والأحداث والإثباتات تؤكد عملياً أن داعش والنصرة وأبو عدس وشاكر العبسي وغيرهم كثر من الأفراد والجماعات الإرهابية والأصولية والبربرية في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان وفي باقي ساحات الجهاد النفاق العربية والأوربية والإفريقية هي كلها من نتاج وتفقيس ورعاية وتمويل محور الشر السوري_الإيراني يمكننا الاستنتاج في نطاق التحليل الواقعي والمنطقي والميداني والعقلاني أن محور الشر السوري-الإيراني هو من يقف 100% وراء مجزرة القاع.
هنا ولربط الأحداث ببعضها البعض لا بد من العودة بالذاكرة إلى وقائع مشابهة في أهدافها وإخراجها ودمويتها ومموليها ومشغليها وحماتها والمسوّقين لها في مقدمها واقعة حرب مخيم نهر البارد سنة 2007 التي افتعلها بالكامل نظام الأسد بسلاحه ومخابراته وجماعاته من المرتزقة والطرواديين اللبنانيين والفلسطينيين والعرب …
ومن منا لا يتذكر رفض السيد حسن نصرالله وحزبه العلني في حينه مواجهة احتلال المخيم من قبل الجيش اللبناني ومجاهرته بأن المخيم خط أحمر.!!
وبالطبع لا بد من أخذ العبّر من كيفية إنهاء معارك المخيم هذا من خلال هرطقة ومسرحية إخراج المقاتلين منه وعدم اعتقال معظمهم.
كما لا بد من استذكار مسرحية أبو عدس الأسدية والملالوية الإستخبارتية السخيفة عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
كما لا يمكن لمن يتابع عن كثب مخططات ومؤامرات واغتيالات وحروب وأدوار حزب الله في لبنان وباقي الدول التي تسعي إيران لزعزعة أنظمتها والهيمنة عليها إلا أن يربط بين ما جرى أمس في القاع (الاثنين 27 حزيران 2016) وبين حزب الله الإرهابي خصوصاً وأن خسائره البشرية مؤخراً في سوريا هي غير مسبوقة وباتت تهدد بثورة فعلية ضده داخل بيئته الحاضنة.
وفي نفس السياق العقلاني يمكننا ربط طرح الرئيس نبيه بري “للسلة”، الذي هو عملياً طرح حزب الله بمجزرة القاع وذلك على خلفية ونتائج وثقافة غزوتي 7 و11 أيار لبيروت والجبل سنة 2008 التي نفذهما حزب الله وأجبر 14 آذار على أثرهما من الذهاب مستسلمة إلى الدوحة والتنازل له عن الدستور والدولة والقوانين والرضوخ لإملاءاته السلطوية والملالوية التي عطلت كل مؤسسات الدولة وجوفتها وجعلتها رهينة بيده.
وفي نفس الإطار هذا نفهم كلام أبواق حزب الله أمس واليوم من مثل النائب أميل رحمة وجبران باسيل وغيرهما من المرتزقة الملالويين المسيحيين تحديداً الداعين ومن القاع بالذات إلى الحفاظ على ثلاثية “العهر” الجيش والشعب والمقاومة..
كما تندرج في هذا السياق كل الدعوات المشبوهة للمسيحيين لحمل السلاح والعودة إلى زمن الميليشيات.
وأيضاً وأيضاً لا يمكننا إلا أن نربط بين مجزرة القاع، وبين سعي حزب الله الدؤوب والعلني لتهجير سكان عرسال السنة وتهجير سكان القاع المسيحيين وذلك بهدف جعل المنطقة تلك المحاذية للحدود السورية كلها من لون مذهبي واحد وتحت سيطرته العسكرية بالكامل.
في الخلاصة، يجب علينا نحن المسيحيين تحديداً أن نرفض العودة إلى زمن الميليشيات تحت أي ظرف، وأن نصر بقوة وعن قناعة تامة على أن الدولة الفاعلة والعادلة هي الوحيدة القادرة على حمايتنا وحماية كل اللبنانيين، وليس حزب الله ولا النظام السوري الكيماوي ولا ملالي إيران الإرهابيين.
كما يجب أن نستمر في مطالبتنا العلنية والدائمة بترسيم الحدود مع سوريا وتسليم مسؤولية حمايتها للجيش اللبناني فقط، وبتجريد حزب الله من سلاحه، وتفكيك دويلته واعادتها إلى كنف لبنان، وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية وبمساعدة القوات الدولية على كل الأراضي اللبنانية، وتنفيذ بنود كل القرارات الدولية الخاصة بلبنان والتي في مقدمها القرارين 1559 و1701.
كما علينا أن ننبذ ونعزل ونلعن ونعري ونفضح خزعبلات كل القيادات والأحزاب المسيحية الطروادية والرهينة لدى حزب الله من مثل الساقط في تجارب إبليس، ميشال عون وكل من هم من خامته وثقافته وجحودة وخور إيمانه.
ونختم بالصلاة من أجل راحة نفوس الضحايا الأبرياء الذين سقطوا في بلدة القاع، وبالدعاء لشفاء كل الجرحى والمصابين.