ريفي: عون وفرنجية ليسا توافقيين ومن رشحهما أخطأ وأفاخر بأنني خرجت وحيدا من الحكومة

301

 ريفي: عون وفرنجية ليسا توافقيين ومن رشحهما أخطأ وأفاخر بأنني خرجت وحيدا من الحكومة

الأحد 13 آذار 2016 وطنية

 أكد الوزير المستقيل اللواء أشرف ريفي، أنه “خرج من الحكومة بكل قناعة ووحيدا”، وقال: “أفاخر بأنني خرجت وحيدا”.

كلام ريفي جاء في مقابلة تلفزيونية، تحدث فيها عن الوضع في سوريا ولبنان والمنطقة، معتبرا أن الشعب اللبناني، يدفع الثمن مثل الشعب السوري، وقال: “ندفع الثمن سويا، مع الشعب السوري من خلال الاغتيالات في لبنان والبراميل المتفجرة في سوريا”، كاشفا أنه “تبلغ معلومات عن محاولة لاغتياله والنائب أحمد فتفت”، مضيفا “عندما نخاف من القاتل سيستمر في قتله وسيمعن في إجرامه. يجب أن نقول للقاتل أنت قاتل”، واصفا قرار استقالته بأنه “قرار مستقل واتخذته بكل قناعة”، مشيرا إلى أن “عون وفرنجية ليسا توافقيين ومن رشحهما أخطأ، فلا يمكننا بعد نضال عشر سنوات، أن نأتي بشخصية مستنسخة عن الأسد للرئاسة، ولا أرى أن هناك قرارا إيرانيا بتسهيل انتخابات الرئاسة”، مؤكدا أنه “لا يزال مقتنعا بسقوط النظام السوري، فأي نظام إرهابي لا يمكن أن يستمر”.

وقال: “إن الانضمام للحكومة، أو نيل مقعد وزاري ليس غاية لدي، بل هو وسيلة لخدمة القضية التي احملها، وعندما يصبح وجودي في الحكومة لا يخدم القضية، فيجب ان اخرج منها، وهذا ما تم”.

أضاف “هناك شبه عجز في معالجة قضايا الناس الحياتية، وبشكل خاص موضوع النفايات. والعالم كله يعرف ان حكومتنا منذ سبعة اشهر، تحاول ايجاد حل، لكنها تدور في حلقة مفرغة. وهناك موضوع الكهرباء، الذي لم يكن عنوانا مطروحا، بل شكل واقعا مأساويا على مستوى الوطن”.

وأكد أنه “بالاضافة الى ذلك، طرح موضوع سماحة، الذي يخص امننا المباشر، وهي قضية مشتركة بيننا وبين الشعب السوري. حيث يرسل نظام مجرم وارهابي اربعا وعشرين عبوة ناسفة كبيرة، لاحداث تفجيرات كبرى، وعشرين عبوة قد تصلح لاغتيال عشرين شخصية في لبنان”، معلنا “أقول بكل جرأة وشجاعة، أنا والشهيد وسام الحسن أوقفنا سماحة، ونحن نعلم مدى خطورة وانعكاسات قضية بهذا الحجم. نعم بكل جرأة وشجاعة ووطنية، اوقفنا ميشال سماحة، واعتبر ان هذا الملف على مستوى الادلة الجنائية واضح وضوح الشمس، فهناك اعترافات بالصوت والصورة، وهناك مضبوطات كاملة، ومتفجرات واجهزة التفجير، والاموال التي كانت ستدفع لمن سيقوم بالتفجيرات. الملف لا لبس فيه، ولكن بكل اسف نحن نعيش ونعمل ضمن المنظومة القضائية الاستثنائية في لبنان، التي يهيمن عليها حزب الله، كأمر واقع، لم نستطع ان نأخذ حكما عادلا، ولو بحد ادنى من العدالة. لقد اقترحت إثر صدور قرار المحكمة العسكرية، بأن تحال القضية على المجلس العدلي لمرتين متتاليتين، المرة الاولى كانت منذ خمسة اشهر، ولم توضع على جدول الاعمال، وبضغط سياسي وشعبي من الشعب اللبناني الحر، الذي يشبه الشعب السوري، الذي يناضل لتحرير بلاده، ووضعت على جدول الاعمال، ولم نستطع مناقشتها لثلاثة اسابيع متتالية”.

وقال: “انسحبت من الحكومة كإنذار اول، ثم جاء الملف الثالث، وهو ملف العلاقات ما بين حزب الله والدول العربية، من خلال ما يقوله حسن نصر الله، باتجاه السعودية ودول الخليج، وبالطبع لم يكن مقبولا، ان نسكت عن تخريب العلاقة اللبنانية العربية، وخروج لبنان في سابقة غير معروفة في تاريخ السياسة الخارجية اللبنانية. بكل اسف اصبحت الية اتخاذ القرارات وقواعد اللعبة تغطي الحزب، فقررت ان اخرج لاعتبارات داخلية واعتبارات عربية، وخرجت دون استئذان من احد، ومن دون التشاور مع احد، وكان القرار مقنعا لي. ورأيت انه كان يجب ان اقوم بما قمت به”.

وردا على سؤال حول التداول بالاستقالة داخل “تيار المستقبل” قبل اعلانها، أجاب: “للأمانة، الاستقالة لم تكن مطروحة، وحينما كنا عند الشيخ سعد الحريري في الرياض، كنا تسعة اشخاص، وطرح وزير الداخلية، انسحابي انا وهو من الحكومة، وان نوقف العمل بطاولة الحوار الثنائي مع حزب الله، وكان من المفترض، ان انسحب انا والوزير نهاد المشنوق، وكان للحوار في حينه، ان يتوقف. وصبرت ثلاثة اسابيع، وخرجت مقتنعا ووحيدا، وافاخر بأنني خرجت وحيدا”.

وعن معلومات تلقاها من مخابرات غربية، اتصلت به لتحذيره من محاولة اغتيال بتخطيط سوري- ايراني، أكد ريفي “الخبر صحيح انا احمل خلفية امنية، وخدمت اربعين سنة في قوى الامن الداخلي وقدت قوى الامن كمدير عام لمدة ثماني سنوات، وحكما لدي علاقات مع كافة الأجهزة الامنية العربية والاجنبية الصديقة، ومازال التواصل موجودا وقائما. نعم أبلغت بالأمر، وأنا بقراءتي وبمعلوماتي، اعرف انني قد اكون شخصية مستهدفة، وفي الايام الاخيرة جاءني اتصال من شخصية، عقدت اجتماعا مع احد ممثليها، واعلمني انتبه فهناك بمعلومات عن وجود تكليف لاربعة اشخاص في احد المخيمات الفلسطينية في شمال لبنان، وظاهر الامر انهم من ينتمون لتنظيم داعش المنظمة الارهابية، وباطن الامر هو عمل مخابراتي سوري ايراني لاغتيال اما اشرف ريفي او احمد فتفت بسيارة مفخخة او بدراجة مفخخة، ويفضل القائمون بهذا العمل، ان يكون في شمال لبنان في منطقة سنية لابعاد التهمة عن المجرم والارهابي الحقيقي”.

وعن التخوف من عودة مسلسل الاغتيالات والتفجيرات، قال: “الشق الاول في اللعبة المخابراتية كشف المخطط، الذي قد يلغي التفجير او يربك القائم به، او يؤخره، لكن طبعا لا ضمان للعدول عن التنفيذ. المدرسة السورية- الايرانية للاسف، امتهنت الغاء الاخر جسديا، وهذا دليل افلاسها واجرامها، اننا ندفع الثمن سوية مع الشعب السوري من خلال الاغتيالات في لبنان، او من خلال البراميل المتفجرة والعمليات العسكرية في سوريا”.

أضاف “عودة مسلسل التفجيرات احتمال وارد، انما لا اخشى من تفجير الساحة اللبنانية كاملة. اقول للبنانيين، ولمن يعنيهم الامر، ان هناك غطاء دولي اقليمي للامن في لبنان وللنقد في لبنان، ونحن جزء من معادلة دولية. وهناك اجراءات لحماية العملة اللبنانية، وحماية الامن اللبناني تفاديا للتفجير الشامل، انما هذا لا يمنع امكانية اغتيال شخصية من هنا، او شخصية في مكان اخر والاحتمال يبقى واردا”.

وعن احتمال تعرضه للخطر بسبب استقالته، قال: “قد يكون الاستهداف الامني، موجها ضد الصوت العالي، ولا علاقة له بالخروج من الحكومة، ولا علاقة له بالموقع الحكومي ويجب ان نضع الامور في نصابها. فكفانا خوفا وتخاذلا وانبطاحا وترددا، يجب ان نبدأ من مكان ما، وأن نضع الاصبع على الجرح، وان نقول للقاتل انت قاتل وللمجرم انت مجرم. نحن نبغي العدالة، فعندما نخاف من القاتل سيستمر في قتله، وسيمعن المجرم في اجرامه يجب ان يبدا شخص ما بوضع النقاط على الحروف، وانا من خلال موقعي الامني وتجربتي الامنية مقتنع تماما، بانه يجب ان نضع النقاط على الحروف، ونقول هذا الامر ونحن لا نبغي الانتقام بل نبغي العدالة، واذا لم نقم العدالة نورث اولادنا الثأر والانتقام”.

عن نتائج الاستقالة، أشار “لا شك ان الاستقالة اتت في وقتها، وحتى جمهورنا كان مرحبا جدا بها، والجو العربي ايضا، نتيجة ما حصل من تطاول حسن نصرالله اتجاه المملكة العربية السعودية، واتجاه بعض الدول العربية، كان لا يمكن ان تمر هذه الحادثة، وهي تؤذي لبنان كثيرا، وتؤذي هويتنا العربية، كان لا بد من موقف يتناسب مع هذا الاثم الكبير، وقد اتت استقالتي ضمن هذا الاطار، ولذلك كان هناك ترحيب ايجابي من الجمهور السني في لبنان، من اللبنانيين الحريصين على وطنهم، ومن الراي العام العربي. الواقع العربي هو شأن عربي، لكن ما حصل كان تطاولا واعتداء من قبل حزب الله اتجاه المملكة وبعض الدول العربية، وهو كان سببا اضافيا لاقدامي على الاستقالة، بالاضافة الى الاسباب الداخلية من ازمات معيشية وامنية”.

وعن تشاوره مع اية جهة قبل الاستقالة، أكد “قرار استقالتي هو قرار مستقل حر، يعود لأشرف ريفي، واتخذته بكل استقلالية، وبكل قناعة، واقدمت عليه دون اي اعتبارات اخرى للعبة السياسية الداخلية”.

وعن الترشيحات الرئاسية، قال: “كنت ضد ترشيح عون وفرنجية، الذي اتى من قوى الرابع عشر من اذار، وكان لي مواقف واضحة بهذا الاتجاه. الشخصيتان ليستا توافقيتين نهائيا، واعتبر ان من رشح الاول اخطأ، ومن رشح الثاني اخطأ، وادعو في حال تمت مواجهة بين المشروعين، ان نرشح شخصية من قوى الرابع عشر من اذار، ويرشحون هم شخصية من قوى الثامن من آذار”، آسفا أنه “بعد نضال عشر سنوات، ان نرشح شخصية من قوى الثامن من اذار، وكأنه مرشح قوى الرابع عشر من اذار، وهذا الامر ادى الى ارباك لدى جمهورنا وحالة من الغضب لديه”، مششيرا أنه “يجب ان يكون خيارنا خارج اطار الواقع السوري. وفي حال بقاء الاسد، لا يعني أن نأتي بأسد آخر في لبنان، ولا يمكن ان نكون قد ناضلنا عشر سنوات، ونأتي بشخصية مستنسخة عن بشار الاسد الى لبنان. ونعم رفضناها وجمهورنا رفضها بغضب”.

أضاف “قلت للمعنيين، ان قراءتي ومعلوماتي ان الايرانيين لغاية هذه اللحظة لا يريدون انتخابات رئاسية، ومن اجتهد لمحاولة ايصال شخصية، قد تقبل بها قوى 8 اذار، هو اجتهد في المكان الخطأ، وباتجاه خاطئ، وسندفع الثمن بسلبيات لا تحصى، ولن نخرج من الفراغ، فالايراني يتحكم باللعبة اللبنانية، من خلال حزب الله، ولا ارى ان هناك قرارا ايرانيا لتسهيل عملية انتخاب رئيس للجمهورية”.

وردا على سؤال، عن تسليم لبنان لايران، كتعويض عن النفوذ الروسي في سوريا، أجاب “لبنان ليس جائزة ترضية لأحد، لا لايران ولا حتى لبشار الاسد، ومرشحنا الرئاسي يجب ان يكون لبنانيا صرفا. للأسف ايران تتحكم ببعض المفاصل في لبنان، ولن نستسلم وسنقارع السلاح غير الشرعي بمواقف واضحة وبحركة جماهيرية، وبالاستمرار بالمواجهة السياسية السلمية الحضارية فلسنا من دعاة حمل السلاح غير الشرعي لمواجهة السلاح غير الشرعي، ورهاننا على الدولة فقط لا غير، وسنكون واعين ونصر على مواجهة مشروع الدويلة الذي هو مشروع ايران”.

وعن الذكرى الخامسة للثورة السورية، اعتبر أن “كل تجارب الدول التي نالت استقلالها وتحررت من قبضة غير وطنية، تقول انه وفي النهاية ارادة الشعوب هي التي تنتصر، لقد تحمل الشعب السوري ما تحمله، وتعرض لاكبر جريمة، وخاض اكبر ثورة في العصر الحديث هي ثورة الشعب السوري، والحتمية التاريخية تقول بانه سينتصر”، مؤكدا “ما زلت مقتنعا بسقوط سريع للنظام السوري. في عمر الدول لا يعني ذلك اياما او اسابيع او اشهرا والشعب دائما هو من ينتصر في النهاية، واي نظام توتاليتاري مجرم او ارهابي دموي لا يمكن ان يستمر، وكلما ازدادت دماء الشهداء كلما تسارعت احتمالات سقوط النظام”.

وإذ أعرب عن سروره “عندما شاهدت عودة التظاهرات السورية، وللامانة انها احيت الروح من جديد. ونحن واكبنا كما يعلم الجميع انطلاقة الثورة السورية، عندما عمت كافة القرى والمدن، وهذا ما اعطانا الامل بسقوط النظام، الذي يقمع ويقتل شعبه من اطفال ونساء عزل، وكما تقول الادبيات الشيعية فالدم سينتصر على السيف”، أكد أن “النظام أجبر الثورة السورية على ان تذهب نحو العمل العسكري، وكلنا يعلم انها كانت لاشهر طويلة سلمية، وغير جاهزة للعبة العسكرية، واليوم في ظل الهدنة الهشة عاد الشعب السوري متالقا من خلال التظاهرات، ولا يمكن لاحد ان يخمد هذه الثورة”.

وأكد أن “الشعب السوري هو شعب موحد، وكل ما قيل عن اتحادات فدرالية، او تقسيم ليس تعبيرا عن رغبة الشعب السوري، وهناك قواسم عديدة بينا شعبنا وبينه، وهو ليس طائفيا ولا مذهبيا، بل وحدوي عربي، وأي توجه آخر سيكون خارج اطار الرغبة السورية”.

وعن الدور الروسي في سوريا، رأى أن “النظام السوري عجز بمفرده عن السيطرة على الوضع الميداني، فاستعان بايران وبحزب الله، وبادوات ايران وبميليشيات عراقية وافغانية شيعية، وهي التي أخرت سقوطه، وحين بدا سقوط النظام حتميا تدخلت روسيا ومنعت واخرت سقوطه للمرة الثانية”، آسفا أن تكون “روسيا قد أمنت الغطاء الجوي فوق المناطق التابعة للثوار، واقامت سيطرة على ما سمي بسوريا المفيدة، وهذا تعبير مؤسف. فسوريا كلها مفيدة، انما هو نوع من الفرز على الارض، وهناك رغبة في ان يعيش الشعب السوري بكل فئاته سوية”.

وعن احتمال التقسيم والفدرالية، قال: “الخريطة العراقية اوجدت فرزا طائفيا في ثلاث مناطق، فالجنوب بات شيعيا بغالبية مناطقه، والوسط بغالبية سنية، والشمال بغالبية كردية. وفي سوريا حالات فرز للاسف قد تكون مشابهة، وآمل الا تكرَّس كواقع لفترة زمنية طويلة. هذا واقع خطير جدا، ونحن كعرب لم نصل لمرحلة تقرير مصيرنا على الارض بالمعنى الكامل، فهناك مصالح لاسرائيل وللغرب ولروسيا، كقوة عسكرية تؤثر على واقعنا، وتمنياتنا ان تبقى سوريا موحدة، وبان يعيش الشعب السوري موحدا متعايشا كما نعهده لكن كل الاحتمالات واردة”.

وعن انشاء جمهورية فدرالية، والموقف الروسي من المعارضة، قال: “أنصح السوريين ان يتفقوا على طائف سوري، شرط ان يكون تطبيقه كاملا اي ان تكون السلطة مشاركَة بين كافة المكونات، اي طائف كامل، لأن في الطائف اللبناني، هناك بندان اساسيان لم يطبقا: البند الاول ان يكون مجلس النواب عبارة عن غرفتين: مجلس نواب ومجلس شيوخ، حيث يشكل هذا الاخير ضمانة للعائلات اللبنانية، بمذاهبها لضمان عدم اقرار اي قانون يمس مصالح هذا الكيان، ويكون مجلس النواب غير طائفي. والبند الثاني: الذي لم ينفذ أيضا هو: اللامركزية الادارية الموسعة، التي تعطي لهذه الكيانات نوع من الحرية لإنماء مناطقها”، معتبرا ان “القرار السوري، ليس بيد السوريين حاليا، فالنظام السوري تم دعمه بقوى غير سورية، كحزب الله وميليشيات عراقية ويمنية بدعم من الحرس الثوري الايراني، وحاليا تدخل عامل اخر وهو العامل الروسي”.

واعتبر أن “الايرانيين لا يعرفون قراءة التاريخ والجغرافيا، ولا حتى الديموغرافيا والنظام الاسلامي لديهم كان شأنا داخليا لا شأن لنا به، الى ان وصلنا الى مرحلة تصدير الثورة، التي شكلت امتدادا من ايران للعراق لسوريا فلبنان، ومشروع ايران يهدف الى اسقاط بغداد- دمشق- بيروت- صنعاء وهم اعلنوها، قد يستطيعون التحكم ببعض مفاصل هذه الدول لفترة زمنية محددة لكن ليس للابد”، مشيرا أنه قد “خرج جزء كبير من العراق وسوريا من الهيمنة الايرانية، ولحظة دخول الروسي الى سوريا كانت دليلا على فشل المشروع الايراني ودوره بات ثانويا”.

وعن دور “حزب الله”في سوريا، قال: “حزب الله ذهب الى سوريا، دون ان يحصل على اجماع لبناني، واستعمل سلاحه هناك، ولم يستأذن الحكومة اللبنانية ولا من شركائه، وفرض بقوة السلاح وجوده هناك، ودفع ثمنا كبيرا من دماء الشباب اللبنانيين، تحت عدة عناوين اولها حماية المقدسات الدينية، التي ومنذ مئات السنين لم يمسها احد باي سوء، ثم تحت عنوان حماية نظام حليف، وادعاء انها حرب استباقية لصد القوى التكفيرية. لكن حزب الله عندما دخل الى سوريا لم تكن داعش قد وجدت اصلا، وهذا دليل على ان الحزب كان اداة ايرانية، وهو يكابر اليوم، وفاق قدرة جمهوره على التحمل وتغيير العناوين، التي حملها لتبرير قتاله في سوريا لحماية الاقليات، ما هو الا دليل على فشل مشروعه”.

وقال: “نحن نعتبر أن اي تدخل اجنبي في اي دولة عربية له سلبيات كبيرة، وتدخل روسيا شهد سلبيات اهمها قصف المدنيين، ولا يمكننا تبريره، وهو لا يستطيع اطالة امد وجوده، والمعارك العسكرية على الارض فكلفتها الاقتصادية باهظة جدا وقد تنعكس احتقانا اسلاميا ضد روسيا. الروسي قد يكون اعتبر ان ما يقوم به هو حرب استباقية ضد التطرف الاسلامي. وروسيا سعت دوما لوجود عسكري لها في المياه الدافئة ولديها قاعدة بحرية في اللاذقية، والروسي يطمح عندما تنتهي المعارك في سوريا الى ترجمة ثمن هذا الدور بوجود بحري او عسكري في الساحل السوري”.

وعن دور الأكراد، قال: “الاكراد يتوزعون على اربعة مناطق العراق وتركيا وايران وسوريا، واتمنى الا يعادوا شعوب المنطقة، واعلم انه يحبون الاستقلال، لكن هم احبوا ابراز هويتهم والعيش بسلام مع محيطهم، وروسيا تدعم مشروعهم، ونخشى ان تكون الفدرالية جزءا من مشر وع في المنطقة، وهذا سيؤدي الى تقسيم المنطقة، وفرزها الى كيانات مذهبية وطائفية”.

ودعا الى “وضع حد للاحتقان المذهبي”، وقال: “للاسف جررنا جرا كالنعاج الى حروب مذهبية لا يستفيد منها الا العدو الاسرائيلي، يجب ان نضع حدا للاحتقان بين الاكراد والعرب ولاقامة الدويلات القومية سواء للاكراد او المذهبية للسنة او الشيعة او العلويين او للدروز”.

وقال: “إن آخر ما تبحث عنه الانظمة التوتاليتارية هوالحفاظ على الحس الوطني، فهمها الاول الحفاظ على نفسها، ولو كبدت بلادها الاثمان الغالية، وهناك مئات الالاف من الشهداء في سوريا، ودمار شبه شامل في كافة المدن والقرى”، سائلا “فهل يستحق ان استمر في الحكم كل هذا الثمن التدميري والاجرامي للبلد؟”.

وأشار إلى أنه “في الخطة الف، كانت اولوية النظام البقاء على رأس السلطة، وان يحكم سوريا كاملة، مهما كلف الامر والخطة باء كان التقسيم. النظام السوري ليس لديه اهداف وطنية، والنواة الاولى لداعش خرجت من النظام السوري، ومن سجون نوري المالكي وهما حليفان ومسؤولان عنها. فالارهاب حينما يكبر، يصبح شركة مساهمة، تشترك فيها كل اجهزة المخابرات، وتقوم بأدوار متناقضة. النظام السوري يضع الغرب اما احتمالين فاما ان تحافظوا على وجودي، واما ان ينمو هذا الضبع الارهابي.

وعن الهدنة في سوريا، قال: “محاولات وقف اطلاق النار، قد تفشل جزئيا، وكذلك الامر بالنسبة للمفاوضات، لكن المسار العام هو خروج سوريا من اللعبة العسكرية الامنية الى المسار السياسي، والذي يتطلب وقتا طويلا، ولدي معلومات عن انشاء لجنة عسكرية للاشراف على الوضع السوري، ثم الذهاب على اثرها الى انتخابات واقامة السلطة السياسية”.

وختم مخاطبا الشعب السوري: “أتوجه للشعب السوري بالقول: حافظوا على وحدتكم، وعلى عيشكم المشترك، كما نحن نفاخر به في لبنان، الذي يشكل قيمة مضافة، من المعيب ونحن في القرن الواحد والعشرين ان نفرز، اما مذهبيا او طائفيا او قوميا. ديننا الاسلامي هو دين تسامح وعيش مشترك، ويدعونا لان نتقبل الاخر بخصوصيته. الشعب السوري عبر التاريخ لم يكن طائفيا، ولا مذهبيا، والحق الطبيعي له، هو ان يسقط النظام التوتاليتاري، الذي كان وصمة عار في المنطقة، بعد سقوط فلسطين، وهذه الانظمة لن تحرر الاراضي المحتلة، ولم تعط لشعوبها الامن والرخاء، ولهذا سقطت، وهي لجأت الى خيار الثورة”، آملا “بناء سوريا ما بعد الاسد، كجارة متصالحة مع لبنان، وليس كنظام عينه على لبنان، ولنا مصلحة في قيام نظام ليبرالي سوري حر، يعمل على حسن الجوار مع الدول الصديقة: العراق وتركيا، ونتطلع واياكم لقيام علاقة جديدة تختلف عما فرضه علينا حزب البعث”.