زهير قصيباتي: السعودية والشرخ اللبناني/رندة تقي الدين: رئيس حكومة لبنان/عبدالعزيز السويد: أحياناً في معنى النأي بالنفس/زياد الدريس: كيف نقاوم طائفية إيران
السعودية والشرخ اللبناني
زهير قصيباتي/الحياة/24 شباط/16
ماراتون الساعات السبع لجلسة الحكومة اللبنانية التي انتهت إلى إجماع على التزام الإجماع العربي، هل يمهّد لتراجع المملكة العربية السعودية عن قرارها «مراجعة شاملة» للعلاقات مع لبنان ووقف الهبة الممنوحة لجيشه وقوى الأمن الداخلي؟ وهل تكفي جولة لرئيس الوزراء تمّام سلام على عواصم خليجية في مقدِّمها الرياض، لتبديد غضب السعودية مما آلت إليه الأمور، بعد تمادي أطراف لبنانيين في حملات تهجُّم على الخليج وسياسات دوله… لمجرّد إرضاء طهران؟ وإن كان أحد لا يشكك في نيات سلام وحرصه على علاقات لبنان مع الدول العربية والخليجية خصوصاً، فالأزمة أكبر بكثير من مجرد النيات الطيبة، فيما تكرّس شواهد عديدة وممارسات، انزلاق البلد بعيداً عن وجهه التعدُّدي العربي، وأن بعض أطرافه أباح لنفسه ما حرّمه على الغير… كل ذلك تحت لافتة حماية لبنان من الإرهاب و «التكفير». أكبر بكثير من بيان للحكومة، أن يصرّ بعضهم في فريق 8 آذار على أنه الطرف الوحيد الذي يحتكر الحرص على وحدة اللبنانيين وحماية وطنهم، ويبيح لنفسه تصنيف السياسات العربية والتدخُّل في شؤون دول عربية وفي قراراتها، لا لشيء إلا لأنها تتعارض مع رغبات إيران وأهدافها.
ومرة أخرى، يوجَّه السؤال إلى 8 آذار وتوابعه، عما إذا كانت سياسة الاستقواء بطهران ونفوذها، ومشروعها لتطبيع علاقاتها مع واشنطن التي كانت «شيطاناً أكبر»، تخدم لبنان وأمنه واقتصاده، أو تنسجم مع دستوره الذي يحدد هويته وانتماءه؟ ألم تكن الحملات المتمادية في التهجُّم على دول خليجية، الوجه الآخر لنهج إيران المدّعية احتكار الحرص على مصالح المسلمين وعلى أمن الخليج، و «رفاهية» اللبنانيين؟ «رفاهية» اللبنانيين لا تخفي نفسها وراء بكاء 8 آذار على «المظلومين في البحرين واليمن»، ولا تتوارى وراء «نعيم» العراقيين الذي صنعته الأصابع الإيرانية و «دهاء» قاسم سليماني. «نعيم» اللبنانيين صارخ، إذ تكتظ بلادهم بالسياح، ودورة الاقتصاد في أبهى حلّة، وفرص العمل متاحة لكل متخرّج، والفنادق عامرة بأفواج الأميركيين والروس الذين يأتون للتعلُّم من تجربة صمود دولة فاشلة! لكل لبناني أن يستعرض أي بقعة في العالم العربي وضعت إيران لقدمها موطئاً فيها، والمصير الذي آلت إليه، بدءاً من قطاع غزة، مروراً ببغداد «المختبئة» في المنطقة الخضراء، وانتهاء بصنعاء التي سقطت في قبضة حلفاء طهران، بعد خديعة. ما تطلبه إيران من حلفائها أن يكونوا مجرد أدوات، ودائماً تحت ستار مواجهة «الفتنة». ومرة أخرى السؤال هو عمّن افتعل الفتنة، ومَنْ ادّعى الترفُّع عن المذهبية فيما هو يؤجّجها؟ لكل لبناني ان يستعرض ما قدّمته دول الخليج، والسعودية خصوصاً، على مدى عقود، وهو يدرك أنها لم تطلب شيئاً في المقابل يمسّ مصالح لبنان، ولم تطلب ثمناً، ولا دخلت البلد إلا من أبواب الدولة وشرعيتها. معضلة بعضنا في لبنان أنه يتوهّم القدرة على النيل من أي دولة، وأي كان، بمجرد افتعال الصراخ لترديد نظريات صُنِعت على مقاس النفوذ «الإقليمي». ومعضلته أنه لا يميّز بين خلافات دول شقيقة، قد تستمر ثم تُطوى، ومصالح الغير خارج الإقليم، حيث الرابطة الأولى تتبدّل وفق الحاجة. بعد كل ما فعلته دول الخليج تضامناً مع لبنان في محنه، وما فعلته السعودية من دون تمييز بين طوائفه وقواه السياسية، هل يكفي بيان لمجلس الوزراء اللبناني يقر بضرورة «تصويب العلاقة» مع الأشقاء، و «إزالة أي شوائب قد تكون ظهرت أخيراً»؟ كم من الوقت إذاً تحتاج حكومة سلام لتتيقّن من ظهور هذه الشوائب؟ حسناً فعل سلام بالرد على وزير الخارجية جبران باسيل الذي ما إن غادر الجلسة حتى فضّل أولوية الوحدة الوطنية على الإجماع العربي. المشكلة في رأيه هي لدى الدول العربية، ولبنان في أحسن أحواله، حكومة منسجمة بحكم النأي عن النفس، رغم عجزها طويلاً أمام أزمات معيشية. في كل الأحوال، بيان الساعات السبع، جاء دون حجم الأزمة التي يواجهها لبنان للمرة الأولى في علاقاته مع السعودية ودول الخليج. ما ورد في البيان الرسمي السعودي عن «مصادرة ما يسمى حزب الله إرادة الدولة» يعكس مرارةً إزاء عزلة لبنان عربياً، وهي عزلة مفتعلة، خصوصاً بعد تدخُّل الحزب في القتال في سورية إلى جانب النظام وحلفائه الإيرانيين. وإن كان الحزب وحلفاؤه في 8 آذار يرددون ما هو صدى لرغبات طهران في الصراع الإقليمي، فالواقع أن تجويف الدولة اللبنانية يتسارع، ومعه يتّسع الشرخ بين اللبنانيين كلما طالت المغامرات، والرهان على قطف الثمن. لبنان عربي مع أشقائه، أم «إقليمي» مع محور طهران- موسكو؟ مع مصالحه أم عدوٌّ لنفسه؟
رئيس حكومة لبنان
رندة تقي الدين/الحياة/24 شباط/16
مشهد الساحة السياسية والاجتماعية في لبنان يجعل المراقب يقول كان الله في عون الشعب اللبناني، والله يساعد ويُصبّر رئيس حكومته تمام سلام. فلا يُحسد رئيس حكومة لبنان على مهمته. عندما تولى مهماته كرئيس حكومة كان يعرف الجميع أنه من عائلة سياسية بيروتية عريقة لكن لم يدرك أحد مدى قدرته على تحمل الانقسام السياسي في البلد وتحمل كل التعطيل داخل الحكومة. وهو يقوم بعمل دؤوب من أجل تجاوزه في التصدي للمواقف المعادية للبنان ولأشقائه العرب. إضافة إلى تحمل إدانات شعب لم يعد يحتمل الفساد المنتشر، واضعاً كل الطبقة السياسية في السلة ذاتها، في حين أن تمام سلام شخصية نزيهة ووفية لبلدها. ويعيش البلد اليوم وضعاً اقتصادياً مزرياً، مع بطالة متفشية وعبء اللاجئين وأوضاع سياسية متدهورة وتراشق كلامي قبيح من وكلاء بشار الأسد في لبنان. وها هو تمام سلام يناضل من أجل إصدار بيان جماعي يؤكد التزام لبنان بتأييد أشقائه العرب وإزالة الشوائب التي أدت إلى العقاب السعودي. إن لبنان يفتقد حالياً وحدة وطنية بسبب وجود حزب مسلح تابع لإيران أدخل أبناءه في الحرب السورية لحماية ديكتاتور سوري يقتل شعبه، ومستقبل رئاسته محكوم بأسياده الروس والإيرانيين. يلوم البعض الرئيس سلام على أن البيان الذي صدر عنه بالنسبة إلى السعودية غير كاف. ولكن هل هناك خيار آخر؟ فإما أن يستقيل سلام وتتحول حكومته إلى تصريف الأعمال مع تزايد فراغ جميع المؤسسات، ما يزيد الطين بلة في لبنان، الذي يفتقد إلى رئيس منذ أكثر من سنة ونصف، وإما أن يصمد مثلما يفعل ويحاول إقناع الأشقاء العرب، وفي طليعتهم السعودية، بأن معاقبة كل لبنان، وخصوصاً المؤسسات الأمنية فيه، بإيقاف الهبة التي كانت مقررة لها، ليس الحل، لأن انهيار لبنان ووضع يد إيران و «حزب ا»لله عليه كاملاً ليس لمصلحة أي دولة عربية، وخصوصاً السعودية. «حزب الله» منفذ سياسة إيران أينما كان، من لبنان إلى سورية إلى اليمن إلى البحرين والعراق. والغطرسة انتابت أمينه العام منذ فترة، مع شعور بالانتصار على المتبقين في البلد، ورغبة في الهيمنة الكلية حتى بالنسبة إلى القرار الرئاسي. فالحزب لا يريد رئيساً للجمهورية في لبنان، حيث ترى إيران أنه لا يمكن انتخاب رئيس في لبنان ما دامت لم تحل القضية السورية، وهذا ما قالته القيادة الإيرانية للفرنسيين. واليوم، مع معاقبة لبنان، ستزداد قبضة الحزب الطامح إلى أخذ كل لبنان رهينة، بمسيحييه ومسلميه. ورئيس الحكومة يبقى ويناضل ويكافح ويتحمل، ولكنه عاجز، مثله مثل جزء كبير من اللبنانيين، عن التقدم أو التحرك.وستزداد مهمته صعوبة الآن إثر معاقبة لبنان بقرار من أهم دولة عربية في المنطقة ودول الخليج الأخرى وأغناها، وستتعثر يوماً بعد يوم، فسلام صامد، وأثبت وفاء كبيراً لبلده وللشعب اللبناني ولعروبته ولطائفته ولزعيم السنة سعد الحريري. وما من شك في أنه يستحق المساعدة وكل الدعم، كي لا يسقط لبنان أمام التطرف وإرهاب طائفة تشعر بأنها متروكة. ويدفع القصف الروسي للمدن في سورية اليوم، وحرب إيران وحزب الله على الأرض السورية لحماية بشار الأسد، ملايين من اللاجئين السوريين إلى ترك بلدهم، و٩٠ في المئة منهم من أهل السنة، فهؤلاء لن يعودوا إلى سورية تحت نفوذ الأسد وإيران وحزب الله. وأكثر من مليون منهم أصبح في لبنان. وإذا بقى لبنان معاقباً سيتفاقم خطر الإرهاب والتطرف وانتشار الدواعش فيه وفي دول أخرى. فتمام سلام ولبنان السيد والمستقل الذي يعاني من هيمنة إيران وتخريبها في المنطقة، لا يستحق العقاب بل المساعدة. ورئيس الحكومة اللبناني يستحق الثناء والإشادة، والتاريخ سيشهد له ولصبره. والحق أنْ نطلب له وللبنان العون الإلهي.
أحياناً… في معنى «النأي بالنفس»!
عبدالعزيز السويد/الحياة/24 شباط/16
أخيراً وبعد «ممانعة» صارخة، دانت الحكومة اللبنانية الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية في طهران، واجتماع الحكومة اللبنانية الأخير وما تمخض عنه من بيان، يشير – في تقديري – إلى عدم استيعاب الساسة في لبنان مرتكزات الموقف السعودي، الذي ظهرت علاماته إلى السطح بقرار إيقاف المساعدات المالية. ينبغي العودة إلى قرار الحكومة اللبنانية الأصلي غير المعدل الذي عبر عن عدم الإدانة في وقته لفهم المسألة، ذلك القرار كان نتيجة لواقع لبناني مر ومؤسف بلغ ذروته، لا يسر الشقيق ولا الصديق، هذا الواقع مستمر وفي تطور سلبي، وهو ما يجب أن يعمل ساسة لبنان على تغييره، وحتى الاختباء وراء شعار «النأي بالنفس» لا يحقق نتيجة في تغيير هذا الواقع، فلا معنى للنأي بالنفس عن قضية أو قضايا إذا كانت هذه «النفس» منقسمة أو مقسمة يسيطر عليها جزء بتدخلات مسلحة لمصلحة إيران في تلك القضايا. موارد الدولة ومرافقها تحت سيطرته، ويشارك في إدارة الجزء الأهم من سياستها، وقوته العسكرية مجندة لعدم النأي بالنفس، بل وتتجاوز ذلك إلى إعلان العداء للعرب والعروبة، وتغذية أعدائهم في اليمن والعراق وسورية. ما تبقى من الإخوة في لبنان يجب أن يعلموا أن جنوداً سعوديين وخليجيين ومواطنين مدنيين يقتلون في جنوبنا، بإسهام مسلح من الحزب المسيطر على دولتكم. يحق للسياسي اللبناني زعيم حزب أو كتلة النأي بنفسه عن سياسات حزب شريك، لكنه وهو الشريك في إدارة الدولة المختطفة لن يستطيع النأي بنفسه إلا بموقف واضح يتعدى تصريحات إعلامية لم يعد لها طعم ولا لون ولا رائحة. وما يجب أن يطرح في لبنان هو هل هذا الحزب الذي اختطف لبنان الدولة… لبناني بالفعل ويعبر عن مصالح اللبنانيين أم أنه يستخدم لبنان الدولة والجغرافيا والسكان لأهداف بعيدة عن مصالحهم؟ الإجابة عن هذا السؤال تحدد مسافة النأي بالنفس وأساليب التعبير عنه.
في واقع الأمر يستخدم حزب الكبتاغون الدولة اللبنانية كغطاء كما استخدم «المقاومة»، وهذه الدولة أو ما تبقى منها من الضعف بمكان حتى أن جماركها لا تستطيع إيقاف سيل المخدرات الذي يقتحم حدود دول المنطقة، وكما تغطي الطماطم والخيار عبوات مخدرات الكبتاغون يتغطى حزبه بالدولة اللبنانية لتحقيق أهداف فارسية لا تتطابق مع أهداف كل اللبنانيين، هذه النتيجة توصل إليها كل عربي شريف يعتز بعروبته ولا يقبل المساومة عليها تحت أي شعار مزيف.
كيف نقاوم طائفية إيران؟
زياد الدريس/الحياة/24 شباط/16
تذبذبت تأويلاتنا وتسمياتنا للصراع مع إيران.
فتارة نسميهم الفرس، وإذا تصاعد الغضب قلنا: المجوس. وآخرون يفضّلون وصف ذلك بالعداء مع التشيّع، وإن أرادوا التلطيف قالوا: التشيّع الصفوي!
كيف تستطيع أن تقاوم (عدواً) لم تحدد من هو، وما هو؟!
أشرت في مقالة سابقة الى أن إيران تلعب في المنطقة ومع العالم بخمس ورقات متوازعة بين الحضارية والطائفية. وهي تراوح بين خطاباتها المتنوعة، والمتناقضة، بمهارة فائقة اكتسبتها من الحكمة والإرث الفلسفي العريق والعميق للحضارة الفارسية.
ونحن لا نستطيع، ولا ينبغي لنا، أن نستهلك جهدنا وصدقيتنا في محاولة تشويه الحضارة الفارسية أو النيل منها ومن إرثها التاريخي المعتبر، إذ ليس من الوارد إزالة أو طمس هذا العمق التاريخي / الجغرافي الممتد لخمسة آلاف عام بسبب تجاوزات ثورة معممة وقعت منذ أقل من ٤٠ عاماً، وتمادت في تمددها باسم الدين الطائفي المشرذِم.
لكننا أيضاً لا ينبغي أن ندخل معها في صراع طائفي (مكشوف)، إذ ستتساوى عندها الكفة غير المتساوية!
إذاً كيف سنقاوم عدائية إيران؟!
إن عاديت إيران بوصفهم فُرساً فأنت تعادي حضارة عمرها ٥٠٠٠ عام،
وإن عاديتهم بوصفهم شيعة فأنت تعادي مذهباً عمره ١٤٠٠ عام،
وإن عاديتهم بوصفهم صفويين فأنت تعادي نظاماً سياسياً عمره ٥٠٠ عام،
وإن عاديت إيران الراهنة بأطماعها التوسعية فأنت تعادي نظاماً ثورياً عمره أقل من ٤٠ عاماً فقط.
فأيُّ مسوغات العداء أسهل لنا وأدعى لتحجيم العدو وتوسيع دائرة المحايدين؟!
مرة أخرى، كيف سنقاوم عدائية إيران؟
يمكن أن يكون هذا عبر مستويين: خفي ومعلن.
أما الخفيّ، فهو سحب البساط من زعامتها الدينية المزعومة، ليس برفع الراية السنّية ضد رايتها الشيعية، ففي هذا تكافؤ مذهبي يؤدي إلى تصغير وتحجيم الطرف الأكبر، كما أنه سيخلق مناخاً ملائماً لصراع طائفي ينبغي الحذر من الوقوع في أوحاله البشعة والقاتلة. فأبشع صراعات البشر هي الصراعات الدينية، وأبشع الصراعات الدينية هي الصراعات الطائفية، إذ كلما اقترب أدعياء الحق (الأوحد) من بعضهما زادت فرص العنف والدموية. ولكن سحب البساط يتم بإلغاء قدرة إيران على المزايدة بالدين، عبر حجب رايتها الشيعية الطائفية براية الإسلام الكبرى، فإذا كانت إيران تدعو «دستورياً» إلى التشيع الضيق فنحن ندعو إلى الإسلام الواسع، وإذا كانت إيران تدافع عن الشيعة فقط فنحن نهتم بالمسلمين عامة. أما إذا كنا سنستجيب لتجاذبات الانغماس في دوائر دينية، مذهبية أو حزبية، أصغر فأصغر من الإسلام الكبير فنحن بذلك نكون قد ارتضينا المواجهة بالطائفية، ندّاً لندّ.وأما المستوى المعلن، فهو إشاعة خطاب سياسي دولي ينشغل بمواجهة الأطماع (الإيرانية) في المنطقة، من دون استدعاء الصراع التاريخي العربي / الفارسي، أو السني / الشيعي. بل هو صراع مع (إيران) الدولة الراهنة التي لم تتوقف منذ أربعة عقود عن استخدام كافة الوسائل والشعارات للتغلغل والتدخل في شؤون الدول المجاورة بالمنطقة. بمثل هذا الخطاب سنحيّد الأطياف الإيرانية المعارضة لمنهجية «الثورة» والمتضررة منها، وهي شرائح واسعة داخل إيران وفي المهجر. كما سنحيّد الأطياف الشيعية «غير الإيرانية»، ونوقظها من خديعة المظلة الإيرانية، المتحيزة حتى في نصرتها للشيعة. وبعد، إيران جارٌ لنا منذ آلاف السنين، وهذا قدَرنا. لكنها لم تكن عدواً لنا طوال هذه الآلاف من السنين. ما يعني أن الجيرة معها دائمة، والعداوة معها طارئة. من هنا، من ثنائية الدائم والطارئ، ينبغي أن نرسم علاقتنا مع إيران. آخذين في البال حدود الحزم معها، لكن غير غافلين أبداً عن الاحتفاظ بخطوط الرجعة.