تسوية فرنجية متعثّرة لانها تستدعي زيارتين الى الرياض ودمشق/منير الربيع: حتّى الآن فرنجية لن يمرّ/نادين مهروسة: المسيحيون يجمّدون تسوية ترئيس فرنجية بنزع ميثاقيتها

325

حتّى الآن.. فرنجية لن يمرّ
منير الربيع/المدن/الجمعة 27/11/2015
لا يتحمل البلد في وضعه الراهن المبادرات، هي جملة تستخدمها كل الطبقة السياسية في لبنان في هذه المرحلة، وخصوصاً في التعاطي مع ما أصبح يعرف بـ”تسوية فرنجية”. في الشكل قد يشبه انتخاب فرنجية رئيساً لا سيما بعد ترشيحه من الرئيس سعد الحريري، مشهد الرئيس رفيق الحريري بيده المكسورة بعد التمديد لإميل لحود في العام 2004، لكن السياسة أخذ ورد. لكن ما بين فرنجية وبعبدا، حواجز كثيرة يصعب تخطيها، موجودة لدى الحلفاء والخصوم، وعلى ضفة فريقي الصراع، فأولاً يؤكد النائب ميشال عون في مجالسه الخاصة وفق ما تشير مصادر موثوقة لـ”المدن” أن فرنجية خائن وهو لا يمثل المسيحيين، ينسجم عون في توصيفه لفرنجية مع ما قاله الوزير جبران باسيل بأنه لا يمكن استبدال الحقيقي بالمزيف والوكيل بالأصيل. ومن هذا الموقف، فلا يستطيع حزب الله السير في أي تسوية لا يريدها عون، لأن الحزب لا يريد كسب رئاسة الجمهورية وخسارة عون، على الرغم من أن فرنجية يمثل بالنسبة اليه بمثابة الحلم.
على الجهة المقابلة، فليس هناك ما يشير إلى إمكانية قبول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بهذه التسوية، بالإضافة إلى كل مستقلي قوى 14 آذار. وهناك حالة مسيحية جديدة قد تكتلت، تضم التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وقد انضم إليها حزب الكتائب بعد إثارته لما اعتبره تطمينات، وهذه الحالة تعود بالمشهد السياسي إلى العام 1988 حين تكتل كل المسيحيين ضد ترشيح سليمان فرنجية الجد. ولكن لا يزال فرنجية مرشحاً جدياً، والإتصالات جارية من أجل التوصل إلى تفاهم معين، لا سيما من خلال سلة متكاملة تتجاوز قانون الإنتخاب والحكومة، لتصل إلى إعلان بعبدا، والـ 1701، والعلاقة مع سوريا وما إلى هنالك. وهذا الأمر أثاره النائب سامي الجميل مع الوزير وائل أبو فاعور بالأمس، ما اعتبر تراجعاً عن ما تقدم به في باريس، وقد شكل هذا الأمر وفق ما تؤكد مصادر “المدن” مفاجأة لدى الجميع.
ووفق ما تشير مصادر شاركت في لقاءات باريس والرياض لـ”المدن” فإن الحريري طرح على فرنجية جملة من الأسئلة، وكان اللقاء أشبه بمقابلة معه، وطالب المستقبل بأجوبة حول سوريا، وسلاح حزب الله، وفي وقت تشير مصادر إلى ليونة لدى فرنجية إزاء هذا الأمر ربطاً بالتطورات السورية، تعتبر مصادر أخرى أن فرنجية قال للحريري أنه مستعد لكل شيء، باستثناء الإلتزام بخط المقاومة والموضوع السوري، وطالبه بعدم الحديث حول هذا الموضوع. تؤكد المصادر أن عقبة فرنجية تتمثل في إقناع الطرف المسيحي، أما بالنسبة للمستقبل، فتجيب مصادره لـ”المدن” رداً على سؤال علاقة فرنجية بالأسد، قائلة:” على صعيد العلاقة بين فرنجية وسوريا، أو بوصفه صديق بشار، فإن بشار سيكون بحكم المغادر في المستقبل القريب.” وتؤكد شخصية سياسية بارزة لـ”المدن” أن جثة الأسد موجودة على طاولة فيينا، وبالتالي لا بد لحزب الله من الحصول على ضمانة، ولا يمكن للمستقبل الكسب من دون تقديم تنازل أو ضمانات، وما يشكل ضمانة للحزب هو إنتخاب فرنجية، مقابل حكومة وحدة وطنية من دون ثلث ضامن أو معطل كي لا يتكرر ما جرى مع حكومة الرئيس سعد الحريري، لكن حتى الآن دون هذه التسوية عقبات على الرغم من استمرار الإتصالات. وعلى الرغم من غضب الأفرقاء المسيحيين، وخصوصاً القوات اللبنانية من ما قام به الحليف، إلا أن ثمة إطمئناناً لدى القوات، بأن التسوية لن تمرّ بأي ثمن، وأن كل ما يجري هو لتنحية الزعماء الأربعة والذهاب إلى إنتخاب رئيس توافقي. واللافت أكثر من ذلك، هو ما قاله جعجع لكوادره ومحازبيه عبر كلمة داخلية، علمت “المدن” بفحواها، ويقول فيها جعجع:” لن أحفظ خط الرجعة مع أحد، إذا كانت تتنافى مع مبادئنا، فقد سقط معنا 7 آلاف شهيد، وتريدون حفظ خطّ الرجعة؟ ماذا أقول لهم بعد كل هذه التضحيات، وبعد هذه الدماء التي سفكت، ساهمتُ وقبلت إنتخاب رجل سوري لرئاسة الجمهورية؟ يللي بيعتقد إنو في رئيس بيجي بلا ما نكون موافقين عليه بيكون نعسان…”

 

المسيحيون “يجمّدون” التسوية (عن ترئيس فرنجية) بنزع ميثاقيتها!
نادين مهروسة/المدن/الجمعة 27/11/2015
تراجع حزب الكتائب خطوة إلى الوراء، بعيد إبداء موافقة مبدئية على السير بتبني ترشيح النائب سليمان فرنجية، عاد حزب “الله والوطن والعائلة” إلى البحث عن ضمانات ووضع شروط من شأنها عرقلة التسوية، وسحب الغطاء المسيحي عنها. لم يستطع حزب الكتائب المضي بموقفه بمعزل عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ولذلك تمهّل باندفاعته، لا سيما عندما لم يتضح له ماهيّة هذه التسوية وما يمكن تحقيقه من مكاسب نتيجة السير بها. في الخطوة المتراجعة لدى الكتائب، تقدّم حزب “الجمهورية” خطوة إلى الأمام باتجاه “القوات” والتيار”. وفق ما تؤكد مصادر “المدن” فعند بدء البحث في تفاصيل إنجاز التسوية مع حزب الكتائب، طرح النائب سامي الجميل أسئلة عديدة، مطالباً بالإجابة عنها من قبل فرنجية، وتتمحور هذه الأسئلة، حول “النأي بالنفس، والموقف من حزب الله وتدخله في سوريا، إعلان بعبدا، وقانون الإنتخاب، والحكومة المقبلة.” وتشير المصادر، إلى أن فرنجية ليس مستعداً للتنازل عن التزاماته خصوصاً في موضوع المقاومة، وقد طالب عدم إثارة هذه المواضيع الشائكة معه، ويعتبر هذا أحد أسباب التراجع الكتائبي، بالإضافة إلى قانون الإنتخاب، إذ اتضح لدى الجميّل أنه قد يكون هناك اتفاق ما بين فرنجية والمستقبل والإشتراكي وحركة أمل حول الاحتفاظ بالقانون الأكثري، الأمر الذي لا يمكن للكتائب القبول به إنطلاقاً من حسابات مسيحية. ولذلك فقد قرر الكتائب تعزيز التواصل مع النائب ميشال عون والدكتور سمير جعجع لتنسيق المواقف واتخاذ موقف موحد، وفي هذا الإطار تحرك وفد كتائبي إلى الرابية حيث التقى عون، وقد أشار الوزير السابق سليم الصايغ بعد اللقاء مع عون إلى أنه تم الإتفاق بين المجتمعين على العمل مع التيار الوطني الحر بشأن قانون الإنتخاب وأكد أنه يجب أن تكون هناك مقاربات مشتركة في ما بينهم. فيما سيتوجه وفد الكتائب إلى معراب السبت للقاء جعجع وتنسيق المواقف. وفق ما تؤكد مصادر “المدن” فإن الكتائب رضخت للضغط المسيحي والتصعيد ضد فرنجية، ولم يعد بالإمكان السير بعكس التيار المسيحي، وبالتالي ترى المصادر أن هناك حلفاً ثلاثياً جديداً يولد مكوناته “القوات، والتيار والكتائب”، وهذا من شأنه إسقاط التسوية وسحب أي غطاء مسيحي لها، وبالتالي إفقادها الميثاقية.” وتشير مصادر مطلعة لـ”المدن” إلى أنه لم يصدر أي موقف رسمي من قبل الأفرقاء المسيحيين يؤكد أن طرح ترشح فرنجية للرئاسة جدي ورسمي، ولكن لا شك أن هناك صدمة كبيرة عند المعنيين ومنهم التيار الوطني والقوات اللبنانية، وتؤكد المصادر أن الأمور غير ناضجة حتى اللحظة، خصوصاً أن أول المعارضين لهذا الموضوع هو العماد عون مما سيؤدي عملياً إلى تأجيل الأمور بعض الشيء إلى أن تنضج التسوية. وعليه تقول المصادر إن الكتائب لن تقف أمام وصول فرنجية للرئاسة بحال كان الطرح جدياً ولكن ضمن الشروط التي تتحدث عنها، وذلك لأن لا مصلحة لها في وصول غيره للرئاسة في ظل عدم وجود التوافق حول إمكانية وصول مرشحها. ويرى مستشار رئيس حزب القوات وهبي قاطيشا لـ”المدن” أن الكتائب اللبنانية كما يبدو تنتظر موقف فرنجية من الضمانات التي وضعتها من أجل دعمه للوصول إلى الرئاسة ولا شيء واضحاً حتى الساعة. في المقابل يعتبر النائب ايلي ماروني لـ”المدن” أن “الاعلام يستعجل موضوع ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية اكثر من الواقع، لان هناك عقبات كثيرة امام هذا الترشيح تبدأ ضمن الصف الواحد”.وقال إنه “لم يعلم بعد بموقف حزب الله والنائب ميشال عون من هذا الموضوع، إضافة الى مواقف وأسئلة سياسية تتعلق بالاصطفافات وبقناعات فرنجية التي تحتاج الى توضيح وشرح وإقناع الآخرين بها”. ولفت إلى أن”الاجتماعات مستمرة لقراءة ومتابعة موضوع ترشيح فرنجية للرئاسة”، مشيراً الى أن “الحركة الكتائبية لم تتوقف وهي مفتوحة في كل الاتجاهات والمشاورات ويمكن أن تحصل مع الجميع وفي أي وقت”.
وتعتبر مصادر “المدن” أن تراجع الكتائب هو الذي عرقل التسوية، لافتة إلى أن التراجع أتى بسبب خوف من ردة فعل في الشارع المسيحي، ومع فقدان تغطية الكتائب للتسوية، يعني ان تكون بحكم الساقطة لأنها لا تحظى بأي غطاء مسيحي، وبالتالي فإن البحث عن غطاء مستمرّ لكن غير مضمون النتائج.

التسوية متعثّرة..لانها تستدعي زيارتين الى الرياض ودمشق!
المدن – سياسة | الجمعة 27/11/2015/لدى حزب الله حسابات عديدة للتعاطي مع “تسوية فرنجية”، يسجّل الحزب ملاحظات، حول تحرك الرئيس سعد الحريري الجديد، ولا يفصله عن التطورات الإقليمية، فيطرح أسئلة كثيرة لمحاولة استكشاف خلفية ما جرى، خصوصاً ان المحور الذي ينتمي إليه الحريري يطالب بإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، فيكف له أن يقبل بأقرب المقربين منه رئيساً للبنان؟ يضع الحزب إحتمال المناورة المستقبلية في الحسبان، مع إمكانية تكرار سيناريو النائب ميشال عون، يطالب بإعلان صريح وواضح من الحريري حول تبني فرنجية للبناء على الشيء مقتضاه.
لا يخفى من خلال تحرك الحريري أنه رمى الكرة في ملعب قوى الثامن من آذار، وأحدث إرباكاً في صفوفها، ومن هنا فإن حزب الله يعتبر أنه بحال كانت التسوية المطروحة جدّية، فلا شك أن أمامها عقبات كثيرة، لا يخفي أحد مسؤولي الحزب البارزين لـ”المدن” صعوبة الأمر وصعوبة إنضاج التسوية، لا سيما أنه يريد التمسك بعون وفرنجية معاً. في بداية إطلاق المبادرة المبكرة، فقد تأكد لـ”المدن” أن من طرح إسم فرنجية للتسوية، هما طرفان، روسيا والولايات المتحدة الأميركية، ولا بد من الإشارة إلى اللقاءات العديدة التي حصلت بين فرنجية والسفير الأميركي ديفيد هيل، وقد يكون ذلك من ضمن تسوية شاملة في الإقليم ولها ارتباطها بالوضع السوري وإن تأخر، وقد أريد لإطلاق عجلة التسوية اللبنانية أن تشكّل مدخلاً أو نافذة للدخول إلى تسوية سورية. ووفق ما تشير مصادر “المدن” فإن هناك مساعي جرى العمل عليها لقيام فرنجية بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، لكن هناك من طلب منه التريث لأن ليس وقتها الآن، وليس مضطراً لاتخاذ هكذا خطوة، لا سيما أن أي خطوة من هذا النوع تستوجب زيارة من فرنجية الى سوريا، والخطوتان من شأنهما فرط أي تسوية. يعتبر مسؤول حزب الله، أن الجو لا يزال مؤقتاً وضبابيا،ً بمعنى أن لا شيء واضحاً بعد والأمور تسير نقطة بنقطة ولحظة بلحظة، في المقابل تفيد مصادر أخرى لـ”المدن” إلى أن إحدى القنوات التلفزيونية طلبت لقاء من الحريري لتقديم موقف حول التسوية، فكان الجواب أن الأمور ليست واضحة بعد وبالتالي لا يمكن إصدار أي موقف في الوقت الحالي، إلى حين جلاء الصورة. وعليه فلا يسقط الحزب فرضية المناورة، خصوصاً أنه يربطها بالتصنيف السعودي الصادر عن وزارة الداخلية السعودية ويشمل إدراج مؤسسات وشركات وأشخاص تابعين للحزب على لائحة الإرهاب، هذا الأمر يعتبره الحزب رسالة سعودية سلبية إلى لبنان، قطعت الطريق على التسوية، وهذا الأمر لا تنفيه مصادر المستقبل لـ”المدن”. كما تشير المصادر إلى أن كل المستقبليين تبلغوا بالأمس أن أي قرار لن يتخذ قبل مجيء الحريري إلى لبنان والإجتماع بكل الكوادر والحلفاء والأصدقاء، ما يعني أن الأمور لا تزال بعيدة. إلا أن مصادر أخرى تعتبر أن التسوية لا تزال ممكنة، وتربط ذلك اللقاء الذي عقده فرنجية مع السفير الأميركي ريتشارد جونز في بنشعي اليوم، وتشير المصادر إلى أن التسوية قد تنفذ خلال خمسة عشر يوماً، وتستند على تأكيدها هذا بأن لبنان قد يذهب إلى الانهيار، وبالتالي لا بد من محاولة لجم الإنهيار عبر الذهاب إلى تسوية مريرة، وتشير مصادر قوى الثامن من آذار لـ”المدن” الى أنه بحال عدم حصول شيء من الآن الى عيد الميلاد يعني أن التسوية “فرطت”.