الياس أبو عاصي في ذكرى استشهاد داني شمعون وعائلته: هناك فئة تعمل على تعميم الفراغ وفرض مؤتمر تأسيسي لضرب المناصفة
السبت 24 تشرين الأول 2015 /وطنية – أحيا حزب “الوطنيين الأحرار” الذكرى 25 لاستشهاد داني شمعون وزوجته انغريد وولديه طارق وجوليان، بقداس احتفالي في كنيسة مار أنطونيوس الكبير في السوديكو، ترأسه الأب شربل شاهين، وشارك فيه الأب يوسف مونس، وخدمته جوقة كفرشيما، في حضور الأمين العام للحزب الدكتور الياس أبو عاصي ممثلا رئيس الحزب النائب دوري شمعون، السيدة جويس أمين الجميل، عضو المجلس الأعلى في حزب “الأحرار” كميل دوري شمعون، أعضاء المجلس الأعلى والمجلس السياسي في حزب “الأحرار” وشخصيات وفاعليات وأفراد عائلة شمعون ومحازبين.
بعد الانجيل المقدس، ألقى الأب شاهين عظة قال فيها: “عشية عيد المسيح الملك الصالح والأمين، نحاول أن نقرأ في ذكرى المرحوم داني شمعون وعائلته امتدادا واقعيا لتلك القيم الانسانية والأخلاقية والوطنية، التي رسخت في ذاكرة الأهل والمحبين والمناصرين عن معاني الصلاح والأمانة، التي جسدها داني وعائلته، بأبهى صورة. وقد سقطوا شهداء على مذبح العائلة والوطن والكنيسة”. أضاف “أمام عبثية ما نشهده على أرض الوطن والمحيط والمنطقة، قد يصل بنا أن ننعي آسفين الصلاح والأمانة، فأين تجد اليوم الصلاح؟ وأين تعاش الأمانة؟ والوطن ممزق بين أطماع سياسيين همهم كما يقول الكتاب: مجدهم الخاص. وإلههم بطنهم”. وتابع “نريد أن تكون هذه المناسبة أكثر من إحياء ذكرى سنوية، نريدها عبرة، نريدها عودة الى قيم الصلاح والأمانة. الأمانة التي نستخلصها من إسم لازم مشروع الرئيس الراحل كميل نمر شمعون، في التفتيش عن معنى المواطنة الحقيقية عبر ربطها بعمقها الوجودي في كل إنسان، دون تمييز بين انتماء ودين وطائفة، لتصبح المواطنة رديفا للحرية فكان العنوان العريض لتلك القيم الوطنيون الأحرار”.
أبو عاصي
وألقى أبو عاصي كلمة النائب شمعون، الذي غاب عن القداس، إثر تعرضه لوعكة صحية، فقال: “نلتقي في القداس السنوي لراحة أنفس داني وانغريد وطارق وجوليان، كفعل إيمان بقدسية شهادتم، ولتجديد التزامنا بالمبادئ والثوابت، التي استشهدوا من أجلها، ومعهم نتذكر كل الشهداء، الذين قدموا حياتهم على مذبح الوطن، ليبقى سيدا حرا مستقلا، وتصان فيه العدالة والمساواة وحقوق الانسان، نقيض التعصب والتزمت والتكفير”. ورأى أن “وطنا قدم هذا العدد الكبير من الشهداء، يستحق الحياة بعيدا عن الأخطار التي تهدد كيانه ومؤسساته، إلا أننا اليوم عكس ذلك على كل المستويات، والسبب أن فئة من أبنائه ضربت بمقومات الوحدة الوطنية عرض الحائط، فارتبطت بتحالفات ومحاور خارجية، وانخرطت بحروب إقليمية غير آبهة بارتدادتها على الوطن، ولم تكتف بما ارتكبته من معاص، فراحت تعطل انتخاب رئيس الجمهورية، مستغلة هوس السلطة عند حليفها الطامح الى احتلال هذا المنصب، الذي ينكر على الآخرين هذا الحق لذرائع واهية، وأخشى ما نخشاه عملها لتعميم الفراغ، وصولا الى فرض المؤتمر التأسيسي، الذي تسعى إليه لضرب النظام والمناصفة وإعادة توزيع السلطة لمصلحتها، إلا أننا نعلمها باستحالة تحقيق مخططها، لأن ليس من قوة تستطيع أن تنال من عزيمة المدافعين عن لبنان، الذي ورد توصيفه في مقدمة الدستور”. واعتبر أن “الخلاف العامودي الذي يتكلمون عنه، قائم بين المصرين على إعادة بناء الدولة، وبين العاملين على هدمها خدمة للدويلة”، وقال: “نحن من جهتنا نراهن على الدولة، دولة مدنية قوية وعادلة، وعلى تطبيق الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية، كضمانة لاستمرار الوطن بوحدة أرضه وأبنائه ومؤسساته، ولحفظ كيانه وخصوصيته”، مؤكدا أن “هذه المسلمات تجمعنا ضمن فريق 14 آذار، ومن أجل تحقيقها نتوحد متكافلين متضامنين، فالوطن وطننا ومن أجله استشهد الشهداء، وعليه نجدد الثقة بقوى 14 آذار، للدفاع عن الثوابت في وقت بلغت سلبية الفريق الآخر حد تعطيل كل المؤسسات، وصولا الى شل قدرة الحكومة على حل مشكلة النفايات، التي باتت تهدد صحة المواطنين، وتنعكس سلبا على البيئة”. وناشد الحلفاء “رص الصفوف وشحذ الهمم، لتفشيل مخطط السيطرة على الوطن، وإلحاقه بالمحور الاقليمي، مما يقضي على دعامة الوطن، التي يؤمنها النأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية، وقد كرسه إعلان بعبدا الذي تنكر له الساعون الى زج لبنان في أتونها”.