مشهد 22 آب معدّلاً يتكرّر قرب “النهار” جرحى بين القوى الأمنية والمتظاهرين
9 تشرين الأول 2015
النهار/عباس الصباغ
تحولت الشوارع المحيطة بمبنى “النهار” وساحة الشهداء الى ساحات للمواجهات العنيفة بين المتظاهرين من “طلعت ريحتكم”، و”بدنا نحاسب” و”جايي التغيير” وغيرها من جهة، والقوى الامنية وعناصر مكافحة الشغب من جهة ثانية، مما أسفر عن اصابة نحو ثلاثين متظاهراً وعنصراً امنياً اضافة الى عدد من الموقوفين. بدأت التظاهرة سلمية بعيد السادسة مساء امس، وسرعان ما تحولت الى صدامات واعمال شغب امتدت لساعات المساء، وسط اصرار المتظاهرين على التقدم الى ساحة النجمة واصرار القوى الامنية على منعهم. الصدامات بدأت بعد محاولات المتظاهرين اختراق الحاجز الامني في شارع ويغان قبالة “النهار” ، ومحاولتهم سحب العوائق الحديد التي وضعتها القوى الامنية خلف المكعبات الاسمنتية لمنعهم من الوصول الى ساحة النجمة، عندها استعملت القوى الامنية خراطيم المياه والهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. ثم نجح المتظاهرون في ازالة الشريط الشائك والسياج الحديد وتجاوزوا المكعبات الاسمنتية وباتوا على تماس مباشر مع القوى الامنية التي رشقوها بعبوات المياه، وحمل بعض الشبان العوائق الحديد ورموا بعضها في اتجاه عناصر فرق مكافحة الشغب، فيما عملت الاخيرة على سحبها ووضعها امام فندق “لو غراي”. واستمرت عمليات الكر والفر بين القوى الامنية والمتظاهرين الذين أصروا على الوصول الى ساحة النجمة باعتبار الأمر “حقاً يكفله الدستور”، كما اشترط متظاهرون اطلاق الموقوفين لمغادرة المكان، لكن كلا الامرين لم يتحقق وسط ارتفاع حدة المواجهات والاستخدام الكثيف للقنابل المسيلة للدموع، في مقابل رشق المتظاهرين القوى الامنية بالحجارة التي لم توفر الصحافيين. واشتدّت حدة المواجهات قرابة الثامنة وسط اصرار كلا الطرفين على موقفهما من دون ان تكسر المعادلة التي تمنع الاقتراب من مجلس النواب.
“ما ترشّونا نحن نضاف”
بعد فترة وجيزة من الهدوء استقدمت القوى الامنية المزيد من التعزيزات وعملت سيارات اطفاء على ضخ المياه في السيارات المخصصة لرش المتظاهرين، بعدما استنفدت مخزونها بسرعة. وعلى وقع “توت توت على المجلس بدنا نفوت” استمرت المواجهات مع استخدام القنابل المسيلة للدموع وقام المتظاهرون بالتقاطها ثم قذفها في اتجاه القوى الامنية. وكان بعض المتظاهرين يرددون على مسمع القوى الامنية “نحن نضاف ولسنا بحاجة الى المياه، انما هناك في السلطة ما يكفي من القذارة”، وردد بعض الشبان هتافات “مش رح نفل من هون”، في اشارة الى تصميمهم على الوصول الى “قصر الشعب”.
وسجلت عشرات حالات الاختناق في صفوف المتظاهرين من جراء القنابل المسيلة للدموع ، وعملت عناصر الصليب الاحمر وهيئة الاسعاف الشعبي على معالجتهم ميدانياً. ووسط هذا المشهد، تميّز احد المتظاهرين الذي ناشد عبر مكبر للصوت القوى الامنية التوقف عن إلقاء القنابل المسيلة للدموع ورش المتظاهرين بالمياه، وكذلك توقف المتظاهرين عن رمي الحجار في اتجاه القوى الأمنية، فيما استخدم المتظاهرون أسلوباً جديداً، اذ عمدوا الى رمي القوى الامنية بالمفرقعات. وعملت عناصر أمنية بلباس مدني على نقل عدد من الموقوفين الى ثكنة الحلو ومخفر زقاق البلاط. كذلك تم استقدام تعزيزات امنية من نزلة مبنى “النهار” في اتجاه أسواق بيروت. وأفاد منظمو التظاهرة ان ما لا يقل عن 35 متظاهراً أصيبوا خلال المواجهات. بدورها اوضحت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي انه “منذ بدء التظاهرة، دأب بعض المشاغبين على استفزاز عناصر مكافحة الشغب ومحاولة إزالة العوائق الحديد والإسمنت وقطع الشريط الشائك، وقاموا برشقهم بالحجار وعبوات المياه والمواد الصلبة، فيما لم يبادروا هم بأي ردّة فعل حيال المشاغبين، وهذا ما شاهده المواطنون مباشرة على شاشات التلفزة”. وذكر البيان ان المتظاهرين حطموا الحاجز الذي رفعته القوى الامنية “للحيلولة دون خرق صفوف عناصر مكافحة الشغب للوصول إلى ساحة النجمة، مما قد يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباها”. وختم البيان: “إن القوى الامنية تتعرض لعملية رشق كثيفة بالحجار وإلقاء مفرقعات، مما ادى الى اصابة عدد من عناصر من مكافحة الشغب في هذه المواجهات، بينهم ملازم اول في حالة خطرة”.