كتلة المستقبل: للتمسك بالحوار مع حزب الله رغم أنه لم يحقق أي تقدم جدي/ابراهيم كنعان بعد اجتماع مرتزقة عون النواب والوزراء: استعرضنا القمع أمام السراي والمطلوب الاستفادة من الظروف لتفعيل مبادراتنا وانتخاب رئيس لا تعيينه
كتلة المستقبل: للتمسك بالحوار مع حزب الله رغم أنه لم يحقق أي تقدم جدي الثلاثاء 14 تموز 2015 /وطنية – هنأت كتلة “المستقبل” النيابية في بيان بعد اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة “اللبنانيين عموما والمسلمين على وجه الخصوص بحلول عيد الفطر المبارك، على امل ان تحمل معها الايام والمناسبات المقبلة عودة دائمة للاستقرار والأمن والنمو، والتطلع بثقة نحو المستقبل، واستعادة لدور الدولة العادلة والقادرة، وذلك مع التوافق المرتجى على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ينهي أزمة الشغور الرئاسي الراهنة والتي يصادف يوم غد موعد الجلسة 26 لانتخابه في مجلس النواب”.
وكررت الكتلة في هذه المناسبة دعوتها “جميع الزملاء النواب الى تلبية الدعوة غدا لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد من أجل إقفال هذا الملف المقلق الذي يسهم عدم انجازه في تعطيل باقي المؤسسات الدستورية. هذا فضلا عن كونه يستنزف مقدرات البلاد والوطن وأعصاب وموارد اللبنانيين. هذا في الوقت الذي تتعرض فيه البلاد إلى مخاطر داخلية وخارجية كبيرة على أكثر من صعيد وطني وسياسي وأمني واقتصادي، بما يفاقم السلبيات التي تتعرض لها مؤسسات الدولة والمؤسسات التابعة للقطاع الخاص وتبعا لتراجع منسوب الثقة في البلاد واقتصادها وهو ما يهدد بنتائج وانعكاسات سلبية اقتصاديا وماليا وامنيا بشكل كبير”. واعتبرت أنه “مع استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية وبالتوازي مع تفشي ظاهرة انتشار السلاح وتراجع الأمن في البلاد، واستمرار تدخل وتوسع حزب الله في الحرب الدائرة في سوريا، كل ذلك يفاقم حالة المراوحة الحالية ويؤدي الى زيادة حدة التشنج والتطرف والعنف في البلاد ومن واجب كل القوى السياسية الرئيسية البحث عن صيغ للتلاقي والحوار لإعادة تثبيت وتحريك عمل المؤسسات والادارة العامة اللبنانية ويكون ذلك بالبدء بانتخاب الرئيس التوافقي الذي يستطيع بكفاءاته القيادية ومناقبيته واحترامه للدستور أن يكون عنوان إجماع اللبنانيين وليس عنوانا لتفرقهم وتباعدهم”. ورأت أن “المواقف التي أعلنها الرئيس سعد الحريري في الافطار الذي اقامه تيار المستقبل في كل المناطق اللبنانية تأتي دليلا على مواقفه الواثقة والثابتة على خط الاعتدال والوسطية، والالتزام بفكرة الدولة المدنية والحفاظ على السلم الاهلي وصيغة العيش المشترك”.
ودعت “جميع القوى السياسية الاخرى وعلى وجه الخصوص حزب الله والتيار الوطني الحر لإعادة النظر والتفكر بالتجربة التي عاشها اللبنانيون في الاسبوع الماضي في الوسط التجاري التي كادت أن تعود بالبلاد الى اجواء واحداث مقلقة وعلى وجه الخصوص في بداية موسم الصيف الذي يفترض ويعولُ عليه اللبنانيون أن يكون مناسبة لحركة اقتصادية نشطة تعيد إليهم الأمل في المستقبل”.
واستغربت الكتلة “كلام الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي أعلن فيه أن طريق القدس يمر في دمشق والقلمون ودرعا والسويداء وغيرها من المدن في سوريا، متناسيا أن البعض كان قد سبقه إلى اختيار جونية طريقا إلى القدس وقد غاصت بندقيته آنذاك بوحول الانقسام واصبحت أكثر بعدا عن القدس ولم يتمكن بنتيجة ذلك التورط من أن يحقق أي غاية”. وأسفت “كما قطاعات واسعة من الشعب اللبناني، ان تصبح قضية سلاح المقاومة التي منحها الشعب اللبناني شرعية وثقة واحتراما حتى العام 2000 لمقاومة المحتل الاسرائيلي، قد باتت اليوم مسخرة للدفاع عن نظام بائد مجرم يدمر بلده ويقتل شعبه. كما تأسف الكتلة لأن دور هذا السلاح بات يتركز على تثبيت سيطرة الحزب وسراياه في القرى اللبنانية والاحياء السكنية في المدن من اجل فرض النفوذ ونشر الفساد والمفسدين وافواج الشبيحة وسوق الشباب اللبناني للموت افواجا متتالية بنتيجة الانخراط في الحرب الدائرة في سوريا، بدل ان يصار إلى توجيههم نحو اكتساب العلم والثقافة والمعرفة لإقدارهم على التعامل مع عالم متغير ومع ما يحتاجه لبنان ويتطلبه من معارف ومهارات مختلفة”.
وشددت على “اهمية العودة إلى المنطلقات والمبادئ التي حازت الاجماع بين اللبنانيين ومنها اعلان بعبدا بعدما نال موافقة جميع المشاركين على طاولة الحوار الوطني لاسيما وأن لبنان واللبنانيين يسترجعون في هذه الآونة الذكرى التاسعة لعدوان إسرائيل في تموز من العام 2006”. ولفتت الى “الاقتراح الذي كان قد تقدم به الرئيس ميشال سليمان حول أهمية دعوة عناصر الاحتياط في الجيش اللبناني “لكي تتولى بقيادة الجيش اللبناني أمن بعض المناطق التي قد تكون معرضة للمخاطر، أو قد تكون بحاجة لصيغ امنية مرحلية لتأمين بعض الحمايات والحراسات للتخفيف عن كاهل الجيش والقوى الامنية التي تقوم بمهام كبيرة في اللحظة الراهنة بدلا من ترك الأمور لمبادرات فردية وخاصة دون أي قيادة رسمية يتولاها الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية”.
وأكدت “ضرورة إيجاد الحلول الصحيحة من الحكومة لرفع ومعالجة النفايات وتلافي الوقوع في مشكلة كبيرة في الايام القليلة المقبلة. وإن هذا الأمر الحياتي قد أصبح يتطلب من جهة اولى مبادرات رسمية صحيحة وتفهما من جميع المواطنين في جميع المناطق اللبنانية من جهة ثانية بان الحل الدائم يتطلب تعاونا جديا وعلى وجه الخصوص التعاون في إيجاد المطامر الصحية المناسبة إلى أن يتم إنجاز الحلول الدائمة لهذه المشكلة المستعصية بدلا من الغرق في فخ المكبات العشوائية المنتشرة في طول البلاد وعرضها والذي بلغ عددها أكثر من 750 مكبا عشوائيا”.
وتوقفت عند “المأساة والمعاناة اليومية التي يتكبدها الشعب اللبناني في ظل تراجع التغذية بالتيار الكهربائي مع بدء موسم الاصطياف، حيث تبخرت كل الوعود والخطط والانجازات الوهمية والاعلامية التي كان قد وعد بها اللبنانيون، بسبب سياسة الشخصنة والاستفراد والتسرع التي اعتمدها وزراء التيار الوطني الحر الذين تولوا هذا الملف في كل الحكومات منذ العام 2008 وبشكل متواصل وتسببوا بمشكلة كبيرة وفي تفاقم متزايد. هذه السياسة التي كانت تصر وماتزال على عدم اللجوء إلى الاستعانة بالقطاع الخاص لتوليد الطاقة الكهربائية وكذلك في عدم بت مسألة الاستعانة بمعمل لتغويز الغاز السائل وكذلك على عدم اللجوء إلى مصادر التمويل الميسرة، وهي المصادر التي تقدمها الصناديق العربية والدولية”. وقالت: “يبدو ان كل ذلك من أجل الهروب من قواعد الشفافية والتنافسية التي تؤكد عليها تلك الصناديق في عمليات الشراء والتلزيم”. ودعت “الشعب اللبناني والقوى السياسية إلى التبصر والتمعن بعمق وروية واستخلاص العبر والدروس من الاتفاق الذي جرى التوصل إليه البارحة بين اليونان والاتحاد الاوروبي. وبمعنى آخر التفكر بالحالة اليونانية والأسباب التي أدت إليها وما يمكن أن ينتج منها. ولذلك تعتبر الكتلة أن هذه التجربة حرية باستخلاص الدروس والعبر منها إذ ان استمرار التصرف باستسهال الانفاق في بعض الأوجه من دون قواعد وضوابط وفي ظل تراجع النمو وانحلال مؤسسات الدولة وتراجع هيبتها وسلطتها وغياب المؤسسات الدستورية، من شأن ذلك كله إيقاع لبنان في لجة مخاطر لا قعر لها ولا من معينٍ للخروج منها”. وتقدمت بالتعزية “الحارة للمسؤولين السعوديين والشعب السعودي بغياب المغفور له بإذن الله تعالى وزير الخارجية السابق الامير سعود الفيصل الذي مثل وعلى مدى عدة عقود، تجربة دبلوماسية عربية واسلامية مشرفة لها مكانتها الكبيرة في التاريخ السياسي والدبلوماسي في المنطقة العربية والعالم”. وتابعت الكتلة “باهتمام الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إيران ومجموعة 5 + 1 في ما يختص بالملف النووي”، وتمنت أن “يشكل محطة هامة على صعيد الاعتراف بحق كل دول المنطقة من دون استثناء بالاستفادة من الطاقة النووية في الاغراض السلمية وعلى طريق أن تصبح منطقة الشرق الأوسط بكاملها خالية من أسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك العدو الاسرائيلي الذي مازال يحتفظ بترسانته النووية ويمارس عدوانه المستمر دون رادع أو وازع”.
وأملت “أن يكون هذا الاتفاق نقيضا لاستمرار الخلاف بكل اشكاله واحتمالاته، وأن تنعم المنطقة بمنافع هذا الاتفاق على مختلف المستويات وعلى وجه الخصوص في أن يشكل ذلك حافزا لإيران لفتح صفحة جديدة مع العالم العربي قائمة على روابط التاريخ والجغرافيا والمصالح المشتركة والمستقرة المعتمدة على سياسة حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بدلا من أن تستمر بسياسة الاستقواء والتدخل والعمل على فرض الهيمنة والنفوذ”. وشددت على “التمسك بالحوار نهجا وأسلوبا وعلى وجه الخصوص الحوار الجاري في عين التينة مع حزب الله. مع العلم انه لم يتحقق تقدم جدي في المواضيع الخلافية الرئيسية من انتشار السلاح غير الشرعي الى القتال في سوريا وصولا الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية”. واذ نوهت الكتلة ب”جهود شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي لجهة تحرير الطفل ريكاردو جعارة والقاء القبض على الخاطفين واسترجاع الفدية”، دعت “الاجهزة المعنية الى تكثيف الجهود للكشف عن تفاصيل حادثة الخطف الأخيرة في غزة في البقاع”.
كنعان بعد اجتماع التكتل: استعرضنا القمع أمام السراي والمطلوب الاستفادة من الظروف لتفعيل مبادراتنا وانتخاب رئيس لا تعيينه الثلاثاء 14 تموز 2015 /وطنية – عقد تكتل “التغيير والإصلاح” اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في الرابية، وجرى خلاله عرض التطورات. وعقب الاجتماع، تحدث أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان فقال: “استعرض التكتل ما حصل الخميس الماضي أمام السراي الحكومي، وكان هناك نقاش لمجريات ذلك اليوم، وقد خرج التكتل بالخلاصات والاسئلة التالية: هل كان التعبير الديموقراطي من قبل طلاب وافراد عزل يستدعي كل هذه الإجراءات وإعطاء تعليمات سياسية وعسكرية بقمع هذا التجمع في الشكل الذي حصل؟ وما الخطر الذي كان يشكله التجمع ليستدعي ادخال فوجي تدخل في عملية اعتراض الطلاب؟ وأين هي قوى الامن الداخلي المولجة بحماية السراي، والتي هي كافية لتأمين الامن؟”. أضاف: “لم نسمع حتى اللحظة بأي تحقيق أو تدبير أو إجراء اتخذ، علما أن الطلاب الذين اعتصموا سلميا قاموا بذلك للمطالبة بإيقاف المسار الانحداري بالتعدي على الشراكة التي تحمي التعددية والتنوع. فما الجريمة التي ارتكبوها؟ ألم ترى الحكومة ورئيسها وكل المعنيين أن هناك حاجة للسؤال لماذا حصل ما حصل؟ ولماذا قمع المعتصمون؟ ونستغرب الا نسمع في هذا السياق إلا بيان الاستنكار الصادر عن نقابة المهندسين الذي نثمنه، ولم نسمع أي استنكار من مجلس النواب للاعتداء على نواب الأمة، علما أننا نعتبر ان الاعتداء على المواطنين والطلاب اهم منا كنواب”. وتابع: “يرى التكتل أن ما حصل من اعتداء يشكل سابقة لا يمكن تكريسها. وصرختنا هذه ليست باسم نواب التيار أو جرحاه، بل من اجل كل نائب وطالب وحزب وتيار يفكر بالقيام بعمل ديموقراطي اعتراضي، حتى لا يكون مصيره القمع. فليس هكذا تحترم الدولة والمؤسسات والمواطن”.
وأردف: “إن التكتل توقف عند القمع الذي يواجه به مكون أساسي في الحكومة، وهو يلجأ الى حقه في التعبير عن رأيه في الدعوة الى احترام ما تم الاتفاق عليه في ظل الشغور الرئاسي، وهو واجب الجميع، وعلى رئيس الحكومة وسائر مكوناتها الحرص على الالتزام بذلك. ويرى التكتل أن استهداف أي مكون يجب الا يستدعي السرور من المكونات الأخرى، لان ما حصل معنا يمكن أن يحدث مع سوانا، وغياب المعايير يؤدي الى فلتان الملق وتصبح المسألة استنسابية بدل ان تكون خاضعة لما ينص عليه الدستور وتفترضه الشراكة والميثاق”.
وقال: “إن التكتل يؤكد ضرورة عدم تكرار القمع الذي حصل في مواجهته إن على الأرض ام في الحكومة. وقد شهد التيار الوطني الحر للحق والدستور وللشراكة الوطنية الحقيقية وحرية التعبير وحسن سير المؤسسات، وهي أمور ليست بقليلة. وسيستمر بالأسلوب عينه، وسيمد اليد لكل من يريد احترام الأصول. وفتح الدورة الاستثنائية لا يتم الا بحسب ما يقرره مجلس الوزراء مجتمعا، والتكتل على هذا الصعيد شريك أساس، بمن يمثل وما يمثل، في وضع جدول الاعمال. لذلك، ندعو الى احترام آلية اتخاذ القرارات لبت ما يجب بته من مسائل عالقة لها علاقة بانتظام عمل الدولة وبالتعيينات وسواها من البنود”.
أضاف: “وعلى الصعيد التشريعي، يطالب التكتل مجددا بإدراج قانون انتخاب وقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني، والذي ينتظر منذ 20 عاما، والبنود المالية الأخرى من موازنة وسواها على جدول اعمال الجلسة التشريعية لبتها خلال الدورة الاستثنائية، وهذا الامر برسم الحكومة والكتل النيابية”.
وتابع كنعان: “يؤكد التكتل أن مطالبته باحترام حقوق المسيحيين لا تنبع من توجه طائفي. فكل من يطالب بالالتزام بالعمل وفقا للميثاق والدستور يريد أن يحمي النسيج اللبناني والشراكة الوطنية التي لا تحمى بالخلل والقهر والظلم. وعلى كل من يعتبر ان وضع المسيحيين بألف خير ان يعيد حساباته، فنحن نقول إن الوضع ليس بألف خير، والمطلوب ان يكون بخير على الأقل، وهو أمر لا يتم إلا بالاعتراف ببعضنا البعض، وبتكريس الشراكة الفعلية التي تحمي الدولة”.
ونقل “معايدة التكتل للبنانيين عموما، والمسلمين خصوصا بعيد الفطر السعيد”، متمنيا “أن يحمل معه بوادر عودة الجميع إلى المعايير الوطنية والأخلاقية، وأن تكون هناك صفحة قائمة على الدستور واحترام الآخر وعلى الاستقرار الذي ننشده جميعا، ويجب الا يبقى قائما على تسويات ظرفية أو أن يكون هشا”.
وردا على سؤال عن الاتفاق النووي الإيراني، قال كنعان: “بالنسبة إلينا، يجب ان تكون المبادرة اللبنانية هي الأساس. ولذلك، كانت للعماد ميشال عون مبادرات عدة في الفترة الماضية، من انتخاب الرئيس من الشعب، مرورا بالاستفتاء، وصولا الى الاستطلاع، ولكن يبدو ان هناك من يرفض العودة الى الشعب والديموقراطية، كما رأينا ايضا بالأمس من خلال القمع الذي حصل. ولا شك في أن المناخ الذي يمكن ان يضفيه الاتفاق يمكن ان يمهد لحوار بين اللبنانيين، في ضوء انعكاس التشنجات الخارجية على الواقع اللبناني. ومن كان يراهن على ان الاتفاق لن يحصل فقد حصل، ومن كان يراهن على عدم جلوس ايران وواشنطن معا، فقد كان على خطأ. وعندما كنا ندعو الى لقاء اللبنانيين قبل التسويات لم يستمع الينا البعض، واليوم المطلوب من الجميع الاستفادة من الظروف الراهنة لتفعيل مبادراتنا الداخلية ومؤسساتنا على أسس سليمة، وانتخاب رئيس لا تعيينه”.