طارق السيد/”حزب الله” المآزوم… عليّ وعلى اعدائي

297

“حزب الله” المآزوم… عليّ وعلى اعدائي؟
طارق السيد/موقع 14 آذار/02 أيار/15

يُجمع قادة “حزب الله” خلال الفترة الحالية على أنه لم يعد هناك من شيء يُمكن ان يخسروه، فالوضع بالنسبة اليهم اصبح اكثر صعوبة وبالتالي تراهم يتسعدون منذ فترة قصيرة لمواجهة الصعوبات التي باتت تُحاصرهم من الجهات الأربع، وقد يصح القول أن هذا الحزب قد يجد نفسه مُضطر في وقت ما تنفيذ عملية إنتحارية إنطلاقا من مبدأ “عليّ وعلى اعدائي”. إتهام بإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الحرب في العراق، المستنقع السوري والتدخل المستجد في حرب اليمن جميعها عناوين تدل على عمق الازمة التي يمر بها “حزب الله” والتي من الصعب الإفلات منها إلّا بخيارات لا يمتلكها هو في الاصل، أي التراجع عن كل هذه الإرتكابات والعودة إلى قواعده في لبنان سالما، وهذا خيار بالطبع بيد الإيراني ولذلك يُدرك السيد حسن نصرالله أن قرار كهذا سوف يكون بمثابة عقد اخير بينه وبين الحياة.

معلومات بدأت تتسرّب منذ ايام من داخل مناطق نفوذ “حزب الله” تتحدث عن تسليح عشوائي لجماعاته وتدريب عدد كبير منهم داخل دور عبادة كالجوامع والحسينيات في الضاحية الجنوبية والبقاع بالإضافة إلى توزيع السلاح على حلفائه من “القوميين السوريين” وبقايا “البعث” بهدف قلب الطاولة على الجميع في حال شعرت قيادة الحزب بدنو مقصلة العدالة الدوليّة من رقبته والتي بالإضافة إلى تورّط عناصر منه باغتيال الرئيس الحريري، ستُحاكمه أيضاً إلى جانب النظام السوري بإرتكاب مجازر حرب في عدد من المناطق السوريّة وإستخدامه اسلحة مُرّكة دوليّاً. مصادر على اطلاع دائم بحركة “حزب الله”، تؤكد أن الأخير أبلغ حلفائه أن حواره مع تيّار “المستقبل” يبقى مُجرّد حوار الهدف من ورائه تقطيع الوقت بأقل الخسائر الممكنة خصوصا وان الحزب يُعاني من عزلة دولية وإقليمية إنعكست سلباً على ادائه السياسي والعسكري في الاونة الاخيرة وهو ما جعله يتراجع عن دعم حلفائه وتحديدا النائب ميشال عون في استحقاقات يعتبرها الاخير مصيرية إما بالنسبة الى تياره او اليه شخصيا وتحديدا ضمن عائلته”. ولذك تجزم المصادر نفسها بـ”أن الحزب يحاول اعادة لم شمل حلفائه إن من دعمه لهم بالسلاح او المال.”

“حزب الله” فقد جزء كبير من معنويّاته خلال “عاصفة الحزم” التي ادارتها المملكة العربيّة السعوديّة بذكاء شديد وقوّة لا يُستهان بها”. هذا ما تشير اليه المصادر، وتقول: هي صدمة فعلية تلقاها الحزب ومن خلفه الإيراني المنشغل حاليا عن الوضع السوري واليمني نوعا ما بملفه النووي وهذا ما ظهر بشكل جلي خلال الاسابيع الماضية حيث خسر النظام السوري اعداد كبيرة من مناطق نفوذه. ولذلك من المعتقد أن تُلزّم ايران “حزب الله” لبنان والمنطقة بحيث يُصبح ذراعها التخريبي من دون ان تتدخل هي بشكل مباشر خشية أن تخسر ما تبقى من مفاوضات مع الدول الست حول برنامجها النووي الذي تعيره اهمية كبرى تفوق كل اعتبارات حلفائها في المنطقة.

يبدو أن “حزب الله” وبعدما لعب دور الشرطي في حماية الحدود مع إسرائيل منذ العام 2000، ها هو يبرع في لعب الدور نفسه لحساب الإيراني في المنطقة. اكثر من الفين قتيل سقط للحزب في سوريا منذ بدء الثورة تلبية لنداءات “الولي الفقيه” ومثلهم اضعاف مضاعفة ينتظرون للتدخل في اي مكان يختاره “الولي” نفسه، ووسط هذا المشروع الإنتحاري الذي تقوده ايران بحق جزء كبير من شيعة لبنان والعالم العربي، وحدها سيدة جنوبيّة من قرية البازورية بلدة السيد حسن نصرالله رفعت صوتها بوجه هذا المشروع بعدما آبت أن تتقبّل التعازي بولدها البلغ من العمر ثمانية عشرة عاما بعدما رفضت استقبال وفد من الحزب جاء يُقدّم واجب العزاء بشاب قتله “الواجب الجهادي”.