نهاية المشروع الإيراني في اليمن حسام الطائي/السياسة/26 نيسان/15
بدأت نهاية المشروع الايراني في اليمن مع عمليتي “عاصفة حزم” و”اعادة الامل” وفرض الحصار الجوي والبحري, والتفتيش الدقيق لكل انواع الشحنات الى اليمن, وفرض العقوبات على عبدالملك الحوثي وميليشياته واصدار قرار مجلس الامن باعادة الشرعية الى الرئيس عبدربه منصور هادي. كل هذه العوامل وجهت المشروع الايراني في اليمن الى طريق النهاية. لقد بدأ المشروع الايراني في اليمن منذ نحو 21 عاماً مع ذهاب بدر الدين الحوثي, مؤسس الجماعة وابنه حسين, الى ايران عام 1994, ورغم الاختلاف المذهبي لكنه كان فرصة لزرع مشروع ايراني في اليمن مشابه لمشروعاها في لبنان المتمثل ب¯ “حزب الله”. عام 2004 وبعد التهيئة الفكرية والدعم المالي انتقل المشروع من التخفي الى الظهور في مسارين الاول “مسار الفكر” المتمثل بافتتاح 63 مركزاً ثقافياً تساهم في نشر افكار الثورة الايرانية برعاية حوثية, اما الثاني “مسار عسكري” متمثل بالتسليح والتدريب بواسطة خبراء من الحرس الثوري الايراني, وقد نتج عن المسارين اندلاع معارك مع القوات الحكومية التي تعد اول نجاح للمشروع الايراني في اليمن.
وبعد انتصار الثورة في صنعاء عام 2011 عززت ايران وجودها بادخال الكثير من عناصر الحرس الثوري الايراني و”حزب الله” لتدريب ميليشيات الحوثي مع تأسيس شبكات تجسس لصالح الحوثي وارسال 40 طناً من الاسلحة والمتفجرات على متن السفينة الايرانية “جيهان1″ وفتح قنوات تلفزيونية وانشاء شبكة اتصالات مستقلة للحوثي مشابهة لشبكة اتصالات “حزب الله” في لبنان. مع بدء “عاصفة حزم واعادة الامل” بتحالف عربي ودعم دولي وقتال شعبي يمني ضد المشروع الايراني, رأت ايران ان مشروعها بعد 21 عاماً من الدعم والرعاية بكل الجوانب “سينتهي” فبدأت باطلاق التصريحات التي تسعى إلى ايقاف العمل العسكري, فقد قال خامنئي إن حل أزمة اليمن مرهون بوقف الهجمات, اما حسن روحاني قال ان قتل الشعب اليمني المظلوم واثارة الفتن لا يجلبان الاقتدار, وهدد قائد القوة البرية في الجيش الإيراني العميد أحمد بوردستان السعودية بضربة عسكرية إن لم تكف عن القتال في اليمن, رئيس لجنة الامن القومي علاء الدين بروجردي قال ان العدوان على اليمن خطأ ستراتيجي ستطال تبعاته من ارتكبه. ممثل ايران بالامم المتحدة قال ان الازمة اليمنية لا يمكن حلها عسكريا.
القيادة الايرانية تشاهد موت مشروعها بقيادة عبدالملك الحوثي الذي تلقى 2415 ضربة جوية والذي يطلب المساعدة الايرانية المتمثلة بالتصريحات “لم تجد نفعا” واستمرار قتال الحوثي ضد تحالف عربي دولي شعبي “لن يجدي نفعا” ما يضع ايران في موقف حرج فاما ان “تتدخل عسكريا” لنجدة عبدالملك الحوثي لتظهر لوكلائها الاخرين ان ايران تهتم لبقائهم, وهو ما لن يحدث لان ايران لن تخاطر بتورطها بحرب دولية عربية من اجل عبدالملك الحوثي. فبقاء ايران بعيدة عن المواجهة المباشرة اهم من مساعدة وكلائها, او تستمر باطلاق التصريحات وتشاهد موت مشروعها في اليمن بعد 21 عاماً من الدعم والرعاية.