هل يوقف الكونغرس الاتفاق الايراني؟ جويس كرم/الحياة/22 نيسان/15
عض الرئيس الأميركي باراك أوباما على الجرح ووافق على إعطاء الكونغرس حق التصويت على أي اتفاق مرجح مع إيران في 30 حزيران (يونيو) المقبل، مراهنا بهذه الموافقة على شراء الوقت لإتمام الاتفاق أولا، ولضمان عدم رفضه من ثلثي أعضاء الكونغرس لاحقا، وبالتالي تمريره بفيتو رئاسي. قبول البيت الأبيض بدور الكونغرس في مراجعة الاتفاق والتصويت عليه ليس اعترافا من أوباما بفصل السلطات وتحصين موقع المشرعين دستوريا، بل هو رضوخ للأمر الواقع وكون مشروع التصويت نال غالبية ساحقة في لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ (19-1) وبات من المستحيل حسابيا على الادارة وقفه (أكثر من الثلثين). فحتى بعد 130 اتصالا من وزير الخارجية جون كيري بالنواب وأكثر من 180 اجتماعا منذ الاتفاق المرحلي في 2013، ولضمان عدم تحرك الكونغرس، إفترق النواب الجمهوريين والديموقراطيون عن الادارة وصوتوا لتحويل الاتفاق الى الكونغرس قبل رفع أي عقوبات وإلزام الولايات المتحدة بنصه. العبرة هي بالخواتيم بالنسبة الى البيت الأبيض، ومنح النواب التفويض اليوم هو لشراء الوقت وقطع الطريق أمام أي عقوبات جديدة ضد إيران قبل 30 حزيران (يونيو) وهو التنازل الذي منحه الجمهوريون. وبذلك تتحول المعركة في واشنطن الى معركة حسابية في الأيام التالية للاتفاق لضمان تمرير البيت الأبيض للاتفاق من جهة ولو بفيتو رئاسي، وسعي الجمهوريين لحصد أكثر من ثلثي الأصوات لرفض الاتفاق وتقويض سلطات أوباما.
السؤال في واشنطن لم يعد حول فرص الإتفاق الشامل خلال شهرين، والذي بحسب تصريحات كبيرة المفاوضين الأميركيين ويندي شيرمان سيتم، فيما تعكس جميع خطوات أوباما، من القمة مع قيادات مجلس التعاون الخليجي الشهر المقبل الى الاتصالات الاقليمية، ترقبه. وقالت شيرمان للصحافيين الاسرائيليين في زيارة لتهدئة مخاوف تل أبيب قبل أيام: “نعتقد أننا نتجه نحو اتفاق جيد، هل هو مثالي؟ لا. فليس هناك ما يسمى باتفاق مثالي”. وبالتالي فإن الحسابات الأميركية انتقلت الى مرحلة ما بعد الاتفاق، بين اليمين الرافض للتنازلات المعطاة لإيران وبين أوباما الذي يرى فرصة “تاريخية” في الاتفاق، وفي معركة شد حبال في الكونغرس على بضعة أصوات ستقرر مصيره. وسيعود الى 34 سيناتورا ديموقراطيا تقرير طريق الاتفاق أميركيا بعد توقيعه في لوزان. ففي حال وقوف هؤلاء مع الجمهوريين كما اصطفوا في إعطاء الكونغرس التفويض قبل أيام، سيعني ذلك ضمان الاصوات الـ 67 المعطلة لأي فيتو رئاسي قد يستخدمه أوباما. أما في حال التزامهم الخط الحزبي وتأييدهم اتفاقا شاملا، فسيعطي ذلك البيت الأبيض الكلمة الأخيرة في أي مواجهة تشريعية واستخدام أوباما الفيتو لتعطيل رفض الجمهوريين بغالبية تقل عن الثلثين. صيف حار ينتظر أوباما والكونغرس في الملف الإيراني، ومواجهة ساخنة تتشابك فيها خيوط اللوبي الاسرائيلي المعارض للاتفاق ولوبي “وول ستريت” المؤيد له، في مقابل تفرج المرشد الأعلى الايراني علي خامنئي من بعيد على المسرح السياسي الأميركي “الشيطاني”، على حد وصفه، وبحوزته مفاتيح إنجاح أو إفشال أي اتفاق.