«عاصفة الحزم» حققت أبرز أهدافها
ربى كبّارة
المستقبل/16 نيسان/15
حققت «عاصفة الحزم»، فور انطلاقتها، ابرز اهدافها. فقد كرّست الوجود الخليجي-العربي، وخصوصاً السعودي، على طاولة بحث تقاسم النفوذ في الشرق الاوسط. وكان تفرّد ايران بالطاولة شبه محسوم اثر انجاز «اتفاق اطار» ملفها النووي مع الغرب بغض النظر عن حجم الغموض في بنوده، والتي لا توحي بتفاؤل في انجاز الاتفاق النهائي في آخر حزيران انما بتمديد اضافي.
كما ادت المبادرة المفاجئة، بعد سنوات من التلكؤ، الى فرض بداية توازن عسكري سيحول، وفق سياسي سيادي مخضرم، دون تحول «انصار الله» في اليمن الى واقع يشبه واقع «حزب الله» في لبنان.
وقد اضفى قرار مجلس الامن رقم 2216 غطاءً دولياً على شرعية «عاصفة الحزم» وشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي. اذ دعا القرار، الذي اقر تحت الفصل السابع بإجماع 14 عضواً من اصل 15 وامتناع روسيا منفردة عن التصويت، الحوثيين الى الانسحاب من مناطق تمددهم والالتزام بمبادرة مجلس التعاون الخليجي للحل، فيما لم يطلب تعليق عمليات التحالف مكتفياً بالدعوة الى حماية المدنيين. وفي تعليق على اكتفاء روسيا بالامتناع لا الرفض، امل المصدر في أن يكون ذلك مؤشراً الى بداية تعاطٍ جديد مع ازمات الشرق الاوسط خصوصا وانه أتى بعد قرار القمة العربية الاخيرة في شرم الشيخ تشكيل قوة ردع لحماية الامن العربي.
ومع تراكم انجازات «عاصفة الحزم» ظهرت تسريبات صحافية عن ترتيب ما سعودي-تركي-قطري لقيام «عاصفة حزم« في سوريا بعد الانتهاء من اليمن، على ان يتم التنسيق بشأنها مع ايران اذا وافقت على التخلي عن بشار الاسد الذي غطت المستجدات المتلاحقة حجم اجرامه وحجم المأساة الانسانية غير المسبوقة التي ينتجها.
ويلفت المصدر الى ان الرئيس الاميركي باراك اوباما هو الذي فتح الباب امام احتمالات من هذا النوع عندما تساءل في حديثه الاخير، وبعد اعلان دعمه «عاصفة الحزم»، عما فعله العرب من اجل حل الازمة السورية، لكأنه يقول لهم بدأتم باليمن فلماذا لا تتابعوا في سوريا؟
اما في لبنان، ومع تسارع الاحداث وتبدّل الامور بسرعة فائقة، فقد انغمس المواطنون في متابعة الاحداث الاقليمية الكبرى على حساب شؤونهم المحلية. فالأحداث تتوالى من خارطة طريق الملف النووي خصوصاً مع تقييد الكونغرس حرية اوباما في ابرام الاتفاق النهائي وسط تشدد ايراني في رفع فوري للعقوبات ورفض اميركي لذلك، الى إعلان قرب اجراء مناورات مصرية – سعودية على ارض المملكة، الى الكلام عن «عاصفة حزم« مقبلة في سوريا، الى الكلام الروسي عن صفقة صواريخ الى ايران. ويترافق ذلك مع تراجع قضية الفراغ الرئاسي مثلاً من صدارة المشهد المحلي بما يعني اعترافاً عملياً بأن مقاربتها باتت اقليمية حصراً وان التصور الوحيد للحل هو عبر تسوية اقليمية.
ومع تراجع الهموم المحلية، يواصل «حزب الله» استفزازه للعرب ولجزء كبير من اللبنانيين عبر خيار الاندماج العضوي في جسم المصلحة الايرانية. فإلى جانب تورطه العسكري في سوريا والعراق، اعتلى منصة الازمة اليمنية واتخذها منبراً لشخصياته في هجومها اللفظي على السعودية ودول الخليج، معرّضاً مصالح مئات آلاف اللبنانيين للخطر. ويتساءل المصدر الى متى ستقبل السعودية مثلاً بالموقف الرسمي اللبناني خصوصاً ان «حزب الله» مشارك في الحكومة، والى متى ستبقى الارادة الدولية والاقليمية بالحفاظ على الاستقرار المحلي منتجة؟
ومن المنتظر ان يصعّد «حزب الله» هجماته على السعودية في مهرجان الغد الجمعة لدعم الحوثيين، والذي يعقب دفن مرشدهم الروحي اليمني عبد الملك الشامي في ضاحية بيروت الجنوبية الى جانب عماد مغنية بذريعة الاستجابة لوصيته. فهل يكون ذلك للقول إن مغنية قديس وليس ارهابياً وان الضاحية تندرج في خارطة «المزارات الشيعية«؟.