خامنئي ونصرالله و«بدعة» .. الحرص على المنطقة
فتفت لـ «المستقبل»: واجب السعودية حماية الشرعية العربية بوجه إيران
علي رباح/المستقبل/10 نيسان/15
توفّر تصريحات السيد علي خامنئي الكثير على السيد حسن نصرالله. لم يعد الرجل مضطراً، أقله في الايام القليلة المقبلة، الى تقديم حديث خاص الى قناة ممانعة، او الاطلالة على شاشة عملاقة، لتوجيه رسائل ايرانية الى العالم.
فقد أطلّ «الولي الفقيه»، صاحب الشأن، بنفسه ليتحدث عن رؤية «الفرس» الى الاحداث في المنطقة. وفي الأمر ايجابيتان. الاولى أن اللبنانيين والعرب سيأخذون اجازة من الاصبع المرفوع بوجههم. والثانية أنهم لن يستمعوا الى خطاب، يعتبر فيه «بَيْ المظلومين»، و»الجندي» في جيش ولاية الفقيه، وأحد الساعين الى تحرير الشعوب من جلاديها، أن «النعمة الالهية متجلية بوجود الاسد حاكماً في سوريا«!
ربما لا يتذكّر «أشرف الناس» مجازر «رجال الله»، الموثّقة بمئات الفيديوهات، في القصير وحمص وجوبر والغوطتين وبانياس وتكريت وامرلي، حيث تحدّثت «هيومن رايتس ووتش» عن تفجير البيوت «بيتاً بيتاً»، وتهجير وقتل كل من فيها. ففي زمن يخرج فيه «ولي أمر المسلمين» علي خامنئي، ليُشبّه ما يحدث في اليمن «بما قام به الكيان الصهيوني في غزة»، تصبح جرائم حزب الله والحشد الشعبي وجيش قاسم سليماني في سوريا والعراق، تفصيلاً بنكهة «البقلاوة».
قرر خامنئي، في اطار مهاجمته لـ«عاصفة الحزم»، أن يختار مصطلحات فقهية. لما لا وهو في نظر «امبراطوريته« الموعودة «وكيل الله وظلّه على الارض»! «أخطأت السعودية باعتدائها على اليمن وأسّست لـ»بدعة سيّئة» في المنطقة»، يقول خامنئي! والبدعة في اللغة هي الافعال المخالفة لاصول الكتاب وسنة الرسول وعمل الخلفاء الراشدين. ربما يقصد «الولي الفقيه» أن قتل نصف مليون سوري وتهجير الملايين واعتقال مئات الآلاف، وتهديم قرى العشائر العراقية واعدام أبنائها، انما تأتي من «منطلقات شرعية واخلاقية ووطنية».
«نسي خامنئي كل الجرائم التي ارتكبها مباشرة في سوريا والعراق، وآخرها المجازر في تكريت، والتي اعترفت بها الحكومة العراقية»، يقول عضو كتلة «المستقبل« النائب أحمد فتفت، متعجّباً من « الكلام الايراني عن اليمن، والذي يبدو وكأنه كلام عن ولاية ايرانية وليس عن دولة عربية». وعن وصف خامنئي الادارة السعودية بـ»مجموعة من الشباب الذين لا يملكون الخبرة، فيغلبون التوحّش في سياساتهم على الاتزان»، يوضح فتفت لـ»المستقبل»، أن «ايران تعبّر عن انزعاجها من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والادارة السعودية الجديدة، لتوقّعها بأن تخضع المملكة وتخنع للسياسة الايرانية. لكن السعودية فاجأت الايرانيين بقرار المواجهة دفاعاً عن المصالح العربية، وبخاصة عن مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي يهم الخليج ومصر والسودان.
وفي ردّ على تصريحات خامنئي وروحاني والمسؤولين الايرانيين، وباعتبارهم التدخل السعودي في اليمن والمنطقة انما يزيد الازمات، يقول فتفت « إن السعودية لم تتدخل في المنطقة. فهي دولة عربية، وواجبها يحتّم عليها حماية الشرعية العربية ومصالح العرب الاستراتيجية، بوجه ايران التي صدّرت مشروع الفتن الى المنطقة خدمة لامبراطوريتها الفارسية».
وعن وصف كل من يناهض ايران في المنطقة بـ»عملاء اسرائيل»، يرى فتفت، ان «خامنئي وأذرعه في المنطقة يتجاهلون تقاطع مصالحهم مع اسرائيل، وبخاصة في سوريا، حيث يصر الطرفان على بقاء الاسد في السلطة. كما يتجاهل هؤلاء أن الاتفاق الاولي بين الايرانيين والشيطان الاكبر جاء خدمة لاسرائيل. فنزع النووي الايراني بعد الكيماوي السوري يُفرغ المنطقة من اي سلاح استراتيجي بوجه اسرائيل»، مؤكداً أن «الاسرائيليين والايرانيين يحملان اليوم هماً واحداً وهو القضاء على العرب».