النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ل”المسيرة”: العودة إلى المؤسّسات لا إلى المرشد. ـ خطاب نصرالله الأخير خارج المنطق وأساء إليه وجعله يخسر مصداقيته أمام الرأي العام. ـ “حزب الله” يستعمل عون كأداة لتأجيل الإنتخابات الرئاسية. ـ موقفي السياسي هو موقف السيد موسى الصدر وهم الذين انقلبوا عليه لأنهم باتوا مع خامنئي. ـ إيران تاجرت بالقضية الفلسطينية من دون أن تكون عدواً حقيقياً لإسرائيل. ـ الحرب اليمنية تركّز على إدانة الميليشيات والإنقلابات ودعم الشرعية.
فادي عيد/المسيرة/07 نيسان/15
رأى النائب والوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون، أن القوة السياسية العربية الكبيرة المتضامنة والمتحالفة التي تشكّلت حوّلت إيران إلى دولة معزولة ومسؤولة عن تقسيم المنطقة والتأسيس لصراعات مذهبية. مشيراً إلى أن الغرور الإيراني والحديث عن الإمبراطورية الفارسية، أكد للجميع أن إيران تعمل على استقرار المنطقة وتخريبها. مشيراً إلى أن إيران تاجرت بالقضية الفلسطينية من دون أن تكون عدواً حقيقياً لإسرائيل التي لا تخشى من الدور الإيراني في سوريا أو حتى من قنبلتها النووية. لافتاً إلى أن إيران و”حزب الله” يعطلان الإنتخابات الرئاسية، لأنهما لا يريدان الشرعية في لبنان، لأن قيام الشرعية سيجعل من الحزب ميليشيا وهما يريدان استمرار دور الميليشيات لوضع اليد على الدولة والشرعية.
وفي حين اعتبر بيضون أن الورقة اللبنانية هي الأقوى في يد طهران خلال المفاوضة في الملف السوري، أشار إلى أنها لن تتنازل عنها إلا بعد أن تنهي مفاوضاتها حول مصير النظام السوري. مطالباً البطريرك الماروني بشارة الراعي وكل الكنائس إلى مقاطعة النواب المسيحيين الذي لا يشاركون في الإنتخابات الرئاسية. مشدّداً على أن حكم إيران للدول العربية من خلال الميليشيات لم يؤدِ إلى أية فوائد للشيعة. “المسيرة” التقت النائب والوزير السابق بيضون، وكان الحديث الآتي:
*الحدث اليمني تطوّر بشكل سريع، ما هي قراءتك لهذا الحدث؟
ـ كان من المتوقّع أن تقوم دول الخليج بالردّ على تمدّد النفوذ الإيراني، ولكن لم يكن متوقّعاً أن يكون الردّ سريعاً، لكن دول الخليج أعلنت منذ مدة أن النفوذ الإيراني يهدّد الأمن القومي الخليجي والعربي. ومع انتقال الحكم في السعودية، يبدو أن الفريق الجديد في السلطة حاسم في قراراته، ويريد التأكيد على وجود قيادة خليجية لأنه خلال السنوات العشر الماضية، أي منذ العام 2001، ومع دخول الجانب الأميركي إلى العراق، بات واضحاً أن مسؤولية الأمن في الخليج باتت في يد واشنطن وانسحب الخليجيون من المشهد. في المقابل، استفادت إيران من هذا الواقع، وبدأت تتمدّد في المنطقة وتضع يدها على بعض الدول. وبالنسبة لموضوع اليمن، فإن إيران سعت من خلاله إلى استكمال حصارها لدول الخليج، وهذا ما رفضته هذه الدول، معتبرة أن التفوذ الإيراني يسعى إلى تجاوز الخط الأحمر، مما استدعى الحسم السريع والردّ القوي من قبلها.
*ألا ترى أن الموقف الأميركي متناقض، بحيث نراه يدعم التمدّد والإنفلاش الإيراني في المنطقة من جهة، ويوم بدأت عملية “عاصفة الحزم” أيّده فوراً؟
ـ الموقف الأميركي منذ العام 2007 يتّجه نحو الإنسحاب التدريجي من الشرق الأوسط، وهنا استفادت إيران لتعزيز وضعها وميليشياتها. وقد زادت لا مبالاة الرئيس باراك أوباما من التراجع الأميركي مقابل توظيف تعاظم وتنامي الدور الإيراني خصوصاً في سوريا، وهذا الواقع دفع الدول العربية إلى التحرّك، وإلى إعادة حضور القيادة العربية المتمثّلة بالقيادة الخليجية التي تلقى دعماً واضحاً من تركيا وباكستان ومصر والأردن. وبالإضافة إلى النواة الخليجية تكوّنت قوة سياسية كبيرة متضامنة ومتحالفة معها، مما جعل من إيران دولة ذات نفوذ قوي، إلى دولة معزولة ومسؤولة عن تقسيم المنطقة والتأسيس لصراعات مذهبية.
*هناك من يقول أن إيران نجحت في جمع مليار مسلم سنّي ضدها؟
ـ إن الغرور الإيراني والحديث عن إمبراطورية فارسية، أكد للجميع أن إيران لم تعد دولة صديقة، بل هي تعمل على تهديد استقرار المنطقة وتخريبها، ولذلك كان قرار المواجهة العربية، والقمة العربية الأخيرة كانت قمة المواجهة لإيران.
*هل برأيك فوجئت إيران بالردّ السعودي، بحيث كانت تراهن على عدم قدرة الخليجيين على القتال والمواجهة؟
ـ راهنت إيران على اكتساب اعتراف دولي بأنها اللاعب الإقليمي الوحيد، ولكنها فوجئت بردّة الفعل العربية. وكانت تعتمد في رهانها على صبر الخليج وعلى انشغال مصر بوضعها الداخلي، إضافة إلى المتاجرة بالقضية الفلسطينية من دون أن تكون إيران عدواً حقيقياً لإسرائيل. لذلك بقيت إسرائيل بعيدة عن الساحة السورية، وإن كان الصراع فيها يطال الأمن الإسرائيلي، وعمدت إلى ترك المجال مفتوحاً أمام إيران للتحرّك بحرية، مما يشير إلى عدم خشيتها من الدور الإيراني، أو حتى من القنبلة النووية الإيرانية. في المقابل، اعتمدت إيران على وجود قبول ضمني من إسرائيل بدورها في الصراع السوري.
*هل ستردّ إيران برأيك؟ وفي أي ساحة سيأتي هذا الردّ؟
ـ من المبكر الحديث عن ردّ إيراني، لأن ما تقوم به السعودية ودول الخليج، يركّز على إعادة الحوثيين إلى حجمهم الطبيعي في اليمن، وإطلاق حوار وطني ضمن المبادرة الخليجية التي تنص على الحلّ السياسي. فدول الخليج لا تريد إقصاء الحوثيين أو إبعادهم، كما أن إيران منقسمة داخلياً حول أزمة اليمن في ظل وجود فريقين: الأول فريق الحرس الثوري الذي يريد التصعيد والمواجهة في اليمن، والفريق الثاني هو الرئيس حسن روحاني، الذي يريد المحافظة على علاقات جيدة مع الجوار. ولكن بالتأكيد، فإن المرشد والحرس الثوري يشعران اليوم بمرارة، وقد عبّر السيد حسن نصرالله عن ذلك في خطابه الأخير.
*هل تشعر إيران برأيك بأنها أصيبت بنكسة في اليمن؟
ـ إنها تشعر بالطبع بالصدمة والخسارة، ولكنها لا تستطيع الدخول في حرب شاملة وتهديد أمن السعودية، لأن تهديد الأمن السعودي يعني تدويل المنطقة، وعندها ستخسر إيران دورها الإقليمي، إذ هي تسعى لتصبح اللاعب الإقليمي الوحيد، وإذا حصل التدويل فستسقط إيران من المعادلة وتصبح معزولة وعاجزة عن التوا صل مع أي دولة في المنطقة.
*كيف تقرأ تداعيات الحرب اليمنية على لبنان؟
ـ بالطبع سنشهد تداعيات، لأن الحرب اليمنية تركّز على إدانة الميليشيات وإدانة الإنقلابات ودعم الشرعية، ولكن على الشرعية في لبنان أن تقف على رجليها، وهذا الأمر لن يتم إلا عبر انتخابات رئاسة الجمهورية. وبالطبع، فإن إيران و”حزب الله” يعطّلان هذه الإنتخابات لأنهما لا يريدان الشرعية في لبنان. فقيام الشرعية سيجعل من الحزب ميليشيا خارج هذه الشرعية، ويحوّلها إلى لاعب سياسي، وهما يعارضان ذلك لأنهما يريدان استمرار دور الميليشيات إلى مرحلة وضع اليد على الدولة والشرعية.
*هل ستدرك إيران أن هناك واقعاً جديداً وستقبل بالتعامل معه؟
ـ أمام إيران ملفان كبيران تريد أن تحصد منهما المكاسب، الأول هو الملف النووي، لأن الرئيس الأميركي قدّم لها تنازلات عن الموقف الدولي لم تكن تحلم بها طهران، ولذلك، فإن إيران تدرك أنها إذا لم تبرم اتفاقاً مع أوباما، فهي ستعجز عن الإتفاق مع أي طرف دولي آخر. أما الملف الثاني فهو سوريا، لأن إيران تدرك أنه لا يمكن المحافظة على نظام بشّار الأسد لأنه انتهى رغم كل المنشّطات والدعم الإيراني، ولكنها تدعم الأسد لإنجاز الإتفاق النووي، على أن تبدأ بعده المساومة حول الأزمة السورية والحصول على مكاسب.
ولذلك، تعطّل إيران الإستحقاق الرئاسي في لبنان، وتمنع أية خربطة في الساحة اللبنانية، لأن ورقة الرئاسة اللبنانية هي الورقة الأقوى بيد طهران خلال المفاوضة في الملف السوري. فإيران لن تتنازل عن ورقة الرئاسة اللبنانية إلا بعد أن تنهي مفاوضاتها حول مصير النظام السوري.
*هل ستتّعظ إيران وتغيّر أداءها المستقبلي؟
ـ لقد تلقّت إيران ضربة موجعة على هذا المستوى، وهي تعلم أن الخسارة كبيرة، وستتبعها خسائر أخرى، وقد ظهر ذلك على المستوى العراقي، وبالتالي، فإن حكم إيران للدول العربية من خلال الميليشيات لم يؤدٍ إلى أية فوائد للشيعة، بحيث أن شيعة العراق لم يستفيدوا في فترة حكم نوري المالكي للعراق، واليوم يطالب الشيعة العراقيون إيران بالخروج من العراق، وكذلك الشعب السوري الذي يعتبرها قوة احتلال. وفي لبنان ترفض القوى السياسية الدخول في حرب مذهبية، وهذا قرار حكيم من قبل تيار “المستقبل”، ولكن الكل يرفض تحكّم الميليشيات بالدولة لأن لبنان ينهار سياسياً وإقتصادياً، وقد شبع اللبنانيون من المرحلة الميليشياوية، إضافة إلى وجود مناخ دولي لتحويل الحرب على الإرهاب إلى حرب على الميليشيات، لأن كل الميليشيات سواء كانت سنّية أو شيعية، هي منظّمات إرهابية وتعمل على إضعاف الشرعية في كل الدولة للسيطرةعليها، وهذا ما يجعل الحياة تنهار ويدفع بالمواطنين إلى الإنقلاب على هذه الميليشيات. وعلى سبيل المثال، فإن حكم “داعش” في الرقّة دفع بالحياة اليومية للمواطنين إلى الإنهيار، وهذا ما يقوم به حكم “حزب الله” في لبنان، حيث تدنى النمو الإقتصادي إلى أقلّ من واحد بالمئة.
*ماذا حقّقت قمة شرم الشيخ عربياً؟
ـ حقّقت هدفاً أساسياً هو إنهاء عصر الغياب العربي عن القضايا الإقليمية وإقامة قيادة عربية موحّدة، مما يعني عدم اتخاذ أي قرارات في المنطقة في غياب هذه القيادة.
*كيف قرأت خطاب السيد حسن نصرالله الأخير؟
ـ لم ألحظ أي مضمون سياسي فيه، بل كل ما قرأته هو التحريض على المملكة العربية السعودية، وهي ردّة فعل غاضبة أساءت له أولاً وإلى مصداقيته ثانياً، لأنه قدّم اتهامات ضد السعودية غير مبنية على وقائع صحيحة، وهي مناقضة للمنطق. فهو دافع عن الحوثيين لأنه شريك لهم وتدرّب معهم، وإذا كان يتهم السعودية بالإعتداء على الشعب اليمني، فإن “حزب الله” يعتدي على الشعب السوري، مع العلم أن السعودية تعمل على تحرير الشعب اليمني من حكم مفروض عليه. فالحوثيون يمثّلون 4% من الشعب اليمني، وقد وصلوا إلى السلطة من خلال الإنقلاب، والسيد نصرالله يدافع عنهم في الوقت الذي يقوم هو بمحاربة 95% من السوريين. إن الخطاب كان خارج المنطق، وأساء إليه وجعله يخسر مصداقيته أمام الرأي العام.
*هل ترى أن الإستحقاق الرئاسي في لبنان هو الضحية الأولى لحرب اليمن؟
ـ لا أعتقد ذلك، لأن إيران ربطت هذا الإستحقاق بالمفاوضات حول مصير الأسد في سوريا، لذلك قال “حزب الله” أن هذا الموضوع سيطول لسنوات. فالحزب يستخدم العماد ميشال عون كأداة لتأجيل الإنتخابات. اما بالنسبة لليمن، وعندما تبدأ إيران بالتراجع هناك، فهذا يعني أن موضوع الرئاسة اللبنانية سيطرح على طاولة البحث. وهنا نطالب البطريرك الماروني بشارة الراعي بدور فاعل على هذا الصعيد، والقيام بخطوات كبيرة وفاعلة لتعزيز الوجود المسيحي الذي يتعرّض لهجمة. نطالب كل الكنائس المسيحية بمقاطعة النواب المسيحيين الذين لا يشاركون في الإنتخابات الرئاسية. وبرأيي، فإننا قادرون على انتزاع ورقة الرئاسة من إيران إذا استعملنا أوراق الضغط اللبنانية، ومنها ضغط الكنيسة إضافة إلى أساليب أخرى. ولكن مع الأسف، فإن الكل خائف اليوم من المبادرة.
*هل تتخوّف على النظام اللبناني؟
ـ في الأساس نحن لا نعيش في أي نظام، أو حتى في ظل اتفاق الطائف، بل نحن نعيش تحت النظام الإيراني. كان في لبنان رئيس جمهورية، ولكن كان لدينا أيضاً مرشد، وعندما اصطدم الرئيس ميشال سليمان مع المرشد حسن نصرالله كانت الأزمة السياسية. وهذه هي الصيغة التي يريد “حزب الله” فرضها في لبنان: رئيس جمهورية ومرشد، والمرشّح لديهم الذي يوافق على هذه الصيغة هو مرشّحهم الوحيد للرئاسة ويرفضون غيره. فنحن نعيش صيغة إيرانية فرضها علينا “حزب الله”. والمفروض أن نجد وسيلة تعيدنا إلى حكم المؤسّسات وليس إلى حكم المرشد.
*هل تعتقد أن كل الأنظمة المستضعفة من قبل إيران ستجد متنفّساً نحو الديمقراطية؟
ـ هناك قرار عربي بدعم الشرعية في كل بلد عربي، وعدم السماح بتغيير الحدود. والشرعية اللبنانية مدعومة من السعودية التي قدّمت 4 مليارات دولار لدعم الجيش والدولة في لبنان. ولكن العودة إلى الشرعية تفترض الإصلاح ومحاربة الفساد والتركيز على استنهاض مؤسّسات الدولة. وهنا أعتقد أنه على نواب قوى 14 آذار العمل لإقرار البرامج الإصلاحية.
*إلى أين سيصل الحوار الحاصل بين “حزب الله” وتيار “المستقبل”؟
ـ لا أعتقد أنه سيؤدي إلى أي نتيجة، بل هو مجرّد تقطيع للوقت. وبرأيي، فإن “حزب الله” يخاف من فتح جبهة في لبنان، في الوقت الذي يقاتل فيه في سوريا. كذلك، من مصلحة كل الأطراف ومن مصلحة الرئيس سعد الحريري مواصلة هذا الحوار.
*هل ستصل المحكمة الدولية إلى الحقيقة؟
ـ إن القرار الإتهامي مدروس، والمدعي العام يعمل من خلال الإفادات السياسية إلى تحديد الإطار السياسي للجريمة. وأعتقد أنه خلال عامين ستصدر الأحكام.
*ألا تشكّل قرارات المحكمة أزمة مذهبية في لبنان بين السنّة والشيعة؟
ـ على الإطلاق، فالموضوع ليس مذهبياً بين السنّة والشيعة، لأن من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ارتكب هذه الجريمة بدوافع سياسية وإرهابية محضة. فالرئيس الحريري له فضل كبير على الشيعة وقدّم منحاً دراسية للعديد من الشباب الشيعة في لبنان.
*أين هو محمد عبد الحميد بيضون اليوم، وهل تتواصل مع قوى سياسية داخلية للقيام بحراك سياسي ما؟
ـ المشكلة في لبنان أن كل الإستقطابات تتّخذ طابعاً مذهبياً، ولا أملك أي رغبة في الدخول بهذه الإستقطابات. أنا أريد أن أنضم إلى من يريدون أن يعملوا من أجل لبنان، وليس من أجل الطائفة أو المذهب. تجربة 14 آذار هي وطنية وأتمنى لها النجاح، ولكن أشعر أن هناك من يسعى لإفشالها. واليوم تؤسّس 14 آذار لإقامة المجلس الوطني ويجب تشجيعه لأنه سيشكّل عنصر تغيير نحو الأفضل.
*لماذا لا تتعاون الشخصيات الشيعية المعتدلة لإنتاج حالة شيعية لها حضورها؟
ـ لا إمكانية لحراك معتدل على الساحة الشيعية، لأن السلاح هو الذي يتحكّم بالجميع ويملك القرار، وقد عمدوا إلى تسليح كل الأطراف لمنع الآخرين من التحرّك. وفي وجود هذا السلاح بات من الصعب على حزب أو طرف تأمين الحماية للتحرّر من حكم هذا السلاح، وبإمكان الدولة فقط أن تقوم بهذه المهمة.
*هل لديك هواجس أمنية؟
ـ الحمد لله ليست لدي أية مخاوف أمنية، والكل يدرك أن موقفي السياسي هو موقف الإمام موسى الصدر، وهم الذين انقلبوا على الصدر لأنهم باتوا مع خامنئي.