في حوار شامل مع الكاتب “توماس فريدمان”، تحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباماعن التطورات الإقليمية والدَولية كافة. وكشف أوباما من خلاله مساندته لتحرك عربي ضد الرئيس السوري بشار الأسد متعهداً بالحماية.
دافع الرئيس الأمريكي باراك اوباما بشدة عن اتفاق الإطار النووي الذي توصلت إليه الدول الكبرى وإيران الأسبوع الماضي في مدينة لوزان السويسرية.
ووصف اوباما الاتفاق في حديث مع توماس فريدمان نشرته صحيفة ” نيويورك تايمز” بانه “فرصة العُمر” التي تسمح بمنع ايران من امتلاك سلاح نووي وتحقيق استقرار طويل المدى في منطقة الشرق الأوسط.
وتابع أن المفاوضات الناجحة التي جرت مع ايران تمثل اكثر الوسائل فاعلية لمنع ايران من تصنيع سلاح نووي، غير انه اكد في الوقت نفسه أن كافة الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة في حال انتهاك طهران بنود الاتفاق. وأضاف الرئيس الأمريكى انه كان واضحا بانه لن يسمح لايران بامتلاك سلاح نووي على مرأى منه.
وفيما يخص العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة أكد الرئيس الامريكي أن أي إضعاف لإسرائيل خلال عهده او بسببه سيشكل “فشلا جذريا لرئاسته”. وجدد تضامن الولايات المتحدة مع اسرائيل على الرغم من الخلافات بين الحليفين حول الاتفاق المرحلي بشأن البرنامج النووي الايراني، قائلاً: “سأعتبره فشلا من جانبي، فشلا جذريا لرئاستي، إذا اصبحت اسرائيل أضعف خلال عهدي او نتيجة لعمل قمت به”.
وأضاف الرئيس الأمريكي في المقابلة المسجلة ومدتها 45 دقيقة ان هذا “لن يشكل فشلا استراتيجيًا فحسب، بل اعتقد انه سيكون فشلا اخلاقيا”. وقال: “حتى خلال الخلافات التي حصلت بيني وبين رئيس الوزراء نتنياهو حول ايران وحول المسألة الفلسطينية في آن معا، فانا كنت دوما ثابتا في التأكيد على ان دفاعنا عن اسرائيل لا يتزعزع”.
وفي سياق متصل، قابله إدانة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا الاتفاق المرحلي بين الدول الكبرى وايران حول برنامجها النووي، واصفا اياه ب”السيء جدا لانه يبقي بنية تحتية نووية كبيرة لطهران التي تريد القضاء على اسرائيل وغزو الشرق الاوسط”.
ورأى أوباما أن “أكبر التهديدات التي يواجهها حلفاء واشنطن من العرب السنة قد لا تكون قادمة من جهة إيران المهاجمة، وإنما من الاستياء داخل بلدانهم.” ومضى إلى القول إنه سيجري “حواراً صعباً” مع حلفاء الولايات المتحدة العرب في الخليج وسيعدهم خلاله بتقديم دعم أميركي قوي ضد الأعداء الخارجيين.
كما دعا الرياض وطهران إلى التقليل من التوتر في ما بينها والتفكير أكثر بكيفية مواجهة التنظيمات المتطرفة، كتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” – “داعش.”
وحول سوريا، أعتقد عندما تنظر إلى ما يحدث في سوريا، على سبيل المثال، كانت هناك رغبة كبيرة للولايات المتحدة للدخول هناك وفعل شيء، ولكن السؤال هو: لماذا لا يمكننا أن نرى عربا يحاربون ضد الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبت ضد حقوق الانسان أو يقاتلون ضد ما يفعله الرئيس السوري، بشار الأسد؟”.
وأضاف في إشارة لحماية العرب إذا قاموا بتحرك عسكري ضد بشار الأسد: “أستطيع أن أرسل رسالة لهم حول التزامات الولايات المتحدة للعمل معهم، والتأكيد أنهم لن يتعرضوا لغزو من الخارج، وأظن أن ذلك ربما سيخفف بعض همومهم ويسمح لهم بإجراء محادثات مثمرة مع الإيرانيين”.