بالصوت والنص/الياس بجاني: قراءة في نموذج نبيل نقولا النيابي، وفي أوهام عون الرئاسية وعبثية التحاور معه، وفي ثقافة العنف ورفض الآخر/مع تعليق للإعلامي انطوان مراد من لبنان الحر
تعليق على مقالة كتبها إيلي الحاج اليوم في جريدة النهار/اضغط هنا لقراءة المقالة من يجرب المجرب يكون عقله مخرب
الياس بجاني/23 شباط/15
كل التجارب الماضية وكل مكونات ومركبات شخصية وفكر وثقافة الجنرال عون تقول بما لا يقبل اي شك أن الحوار معه عبثي إن لم يكن متوافقاً 100% مع أوهامه ورزم أحلام اليقظة التي هو محصن بها وجميعها لا يتخطى حدود أسوار قصر بعبدا والكرسي الرئاسي فيه. من هنا لا نعتقد أن أي عاقل يستعمل وزناته من المنطق والواقع والوقائع والتاريخ توقع أو قد يتوقع ولو واحد بالألف مليون أن يصل حوار القوات مع عون إلى نتيجة غير التشاطر والتذكي اللفظي إن لم نستعمل مفردات شوارعية هي بالتأكيد أكثر تعبيراً عن واقع لا يجهله أحد.
في الخلاصة لا لياقة وأدبيات الإعلامي الرياشي ولا باطنية ودهلسة النائب كنعان هي عناصر قادرة على اختراق أسوار القصور والكراسي في عقل الجنرال، ونقطة ع السطر. يعني فالج لا تعالج ويلي بيجرب المجرب بيكون عقله مخرب.
مقابلة النائب نبيل نقولا ع الجديد الياس بجاني/23 شباط/15
من يريد أن يعرف أي نوعية من النواب هم مع عون الشارد عن كل ما هو لبنان ولبناني، ومن يريد أن يعرف أي نوعية من البشر التعتير الذين يزورون تمثيل الموارنة في مجلس النواب. ومن يريد أن يعرف مصيبة المتن الشمالي النيابية الحقيقية. ومن يهمه معرفة درك ثقافة بعض نواب مجلسنا الجالس على جثثنا، ومن يريد أن يعرف سبب تعاسة لبنان، كل من يريد أن يعرف كل هذه المصائب واسبابها ما عليه إلا أن يشاهد مقابلة النائب نبيل نقولا اليوم ع تلفزيون الجديد. إنه فعلا زمن محل وبؤس وغباء وأغبياء وعهر وجهل وداعشية فكرية ووطنية.
ثلاثية الغرائز والعنف والثقافة الياس بجاني/23 شباط/15
العنف هو موروث غريزي بمعنى أنه مولود مع الإنسان كباقي الغرائز وهنا إما أن يتربى هذا الإنسان على ثقافة تلجم هذه الغرائز وتهذبها أو على عكس ذلك. من هنا نرى أن في المجتمعات التي تحترم كرامة الإنسان وشرع الحقوق من مساواة وعدل وتكافئ وفرص وحريات وديموقراطية ونظام وتعليم وغيرها (الدول الغربية) نرى أن غرائز العنف لدى مواطنيها ملجومة ومردوعة ليس بالعنف وعن طريق المشانق ولكن عن طريق الأنظمة والقوانين (القضاء) والتثقيف في المناهج المدرسية.
للأسف في المجتمعات العربية تحديداً تسود ثقافة الغاب والعنصرية والمذهبية والطبقية ولا نخجل بإضافة العبودية، وهنا لا فرق بين دولة وأخرى وأن كان العنف فيها متلون بألوان مختلفة عن غيرها من الدول.
المجتمعات هذه تتربى على مناهج التفرقة وعلى حق القوي انتهاك حقوق الضعيف.
والضعيف هو المختلف عن القوي أكان الاختلاف دينياُ أو مذهبياً أو جنسياً أو عرقياً لا فرق في النتيجة. ولو أخذنا وضع كل دولة عربية منفردة نرى بوضوح كوارث هذه الثقافة التي تعود إلى القرون ما قبل الحجرية. ففي دول المغرب العربي السكان الأصليين، الأمازيغ، وهم سنة ولأنهم أقلية فهم معرضون للاضطهاد والعنف من السنة العرب.
في مصر الأقباط وهم الأقلية يلازمهم عنف الأكثرية السنية.
في السعودية الشيعة الأقلية هم الضحية. في السودان يتنوع الاضطهاد منه ضمن المجتمعات المسلمة نفسها ومنه يستهدف المسيحيين. في غزة والضفة الغربية الأقلية المسيحية تُستهدف. في العراق السني العربي يستهدف السني الكردي منذ سنوات واليوم ضاع الحابل بالنابل. في لبنان نماذج من كل هذه العينات العنفية وكلها مردها الثقافة. وفي إسرائيل الأمر ذاته.
في باكستان الأكثرية السنية تعنف الأقلية الشيعية وفي الهند وإيران والعديد من الدول الإفريقية وعشرات الدول النماذج تتكرر.
في الخلاصة المشكلة تكمن في الثقافة والتربية والأنظمة ومن المؤكد علمياً أنالثقافة هي التي تنظم العلاقة بين الذكر والأنثى في كل المجتمعات.
وفي لبنان إن مكامن ومسببات مشكلتنا مع العنف على أنواعه وبمختلف صوره هي نفسها والتي هي الثقافة ومن ثم الثقافة.