الرسالة الإسرائيلية: الجولان خط أحمر الضربة القوية حققت أهدافها ووضعت “حزب الله” على المحك
الرسالة الإسرائيلية: الجولان خط أحمر
تل أبيب لم تستطع هضم التصريحات النارية الأخيرة لنصرالله وتهديده بمعاقبتها
بيروت – “السياسة: 20/01/15
“إنه اللعب بالنار على مستوى غير مسبوق في الصراع بين حزب الله وما يمثله إقليمياً وبين إسرائيل على الجبهة المثلثة في لبنان وسورية والأراضي المحتلة”, هذا ما رآه مصدر سياسي واسع الاطلاع في الضربة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قافلة لمقاتلي “حزب الله” و”الحرس الثوري” الإيراني في القنيطرة السورية. واعتبر المصدر وهو خبير ستراتيجي أن إسرائيل حققت من هذه الضربة مجموعة أهداف أهمها, رسم خط أحمر لـ”حزب الله” ولإيران يمنع توغلهما أكثر في منطقة الحدود المثلثة, أي فلسطين المحتلة وسورية ولبنان, حتى لا يتحقق هدف طهران المعلن, بجعل الجولان السوري المحتل أحد مواقع نفوذها وتماسها المباشر مع إسرائيل. واعتبر أن اسرائيل سكتت طويلاً عن تدخل إيران في سورية وعن التورط الواسع لـ”حزب الله” في الحرب السورية, وتفرجت على المشهد الدموي في أنحاء مختلفة من سورية, ولم تتدخل طالما أن أمنها ومعادلاتها الستراتيجية لم تمس, أما وقد وصلت السكين إلى رقبتها, أو تكاد, فقد تدخلت بقوة. واضاف لم تستطع القيادة الإسرائيلية هضم التصريحات النارية الأخيرة للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله التي كشف فيها عن امتلاك ترسانة جديدة من الأسلحة الستراتيجية, وهدد بمعاقبة إسرائيل على كل ضرباتها السابقة, ضده وضد النظام السوري, باعتبار أن ساحة المواجهة واحدة, من الناقورة جنوب لبنان, إلى الجولان جنوب سورية. كما لم تهضم تكرار نصر الله التهديد باقتحام الجليل الأعلى في شمال إسرائيل, في أي حرب مقبلة. فجاء الرد صاعقاً بضربة تحمل أولاً رسالة سياسية واضحة وحازمة, وثانياً تتضمن الكثير من الدلالات الرمزية, ومنها قتل ابن عماد مغنية, بالإضافة إلى قيمتها العسكرية, إذ قتل فيها أحد كبار القادة الميدانيين لـ”حزب الله”, مسؤول جبهة القنيطرة محمد عيسى, ومسؤول “الحرس الثوري” الإيراني في تلك المنطقة. ورأى المصدر أن خطورة الضربة تتمثل بأنها وضعت “حزب الله” على المحك, فهو لا يستطيع السكوت وسيكون له بالتأكيد رد على خسارته الكبيرة, ولكن في الوقت نفسه لا يستطيع المغامرة وتغيير قواعد اللعبة والمخاطرة بتفجير حرب إقليمية. فعلى الرغم من تطمينات نصر الله المتكررة من أن قتال حزبه في سورية لم يؤثر على قدراته العسكرية في مواجهة إسرائيل, فإن الخبراء العسكريين يجزمون بأن الحزب لن يكون قادراً على القتال في جبهتين, فإذا كان بالفعل قادراً على إمساك جبهة الجنوب اللبناني ببضعة آلاف من المقاتلين, لصغر المنطقة جغرافياً ونسبياً, إلا أنه اضطر إلى إرسال عشرات الآلاف إلى سورية, نظراً لاتساع رقعة القتال في أنحاء مختلفة منها. ولفت إلى أن أوساط “حزب الله” ووسائل إعلامه ألمحت إلى أن الرد لن يكون فورياً وإنما سيطبخ على نار هادئة, بحيث لا يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة, وهذا ما يرجح أن يعلنه نصر الله, إذا قرر إلقاء كلمة في تأبين القتلى.
رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله
خاصّ جنوبية/الإثنين، 19 يناير 2015
نشرت حملة (نامه شام) رسالة مفتوحة إلى السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، تحثه فيها على سحب قواته من سوريا لوقف الفتنة الطائفية وإنقاذ شيعة لبنان من كارثة. كما دعت المجموعة، في رسالة نشرتها على يوتيوب، جميع اللبنانيين والإيرانيين والسوريين إلى إرسال رسائلهم الخاصة، مكتوبة أو مصورة، إلى السيد نصر الله، ليطلبوا منه – بأدب واحترام – إنهاء تدخل حزب الله اللبناني في سوريا. ويقول مدير حملات (نامه شام) فؤاد حمدان في الرسالة المصورة إن مقاتلي حزب الله “متورطون” في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وفي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، مضيفاً إن “قيادة الحزب وقادته العسكريين يواجهون اليوم إمكانية محاكمتهم لتورطهم في هذه الجرائم”. “مثل إيران، حزب الله اليوم يُستنزف في سوريا،” يقول حمدان، مخاطباً نصر الله. “سبق أن قلتم إن حزب الله اضطر للتدخل في سوريا لمنع الجهاديين السنّة من مهاجمة المناطق الشيعية داخل لبنان. لكن الواقع هو أن تدخلكم العسكري المباشر في سوريا، خاصة بعد معركة القصير عام 2013، أدّى إلى تهافت المزيد والمزيد من الجهاديين الذين يخططون ويقومون بهجمات داخل لبنان من باب الانتقام. كما أدى إلى حرب استنزاف على طول الحدود السورية – اللبنانية. يعيش شيعة لبنان اليوم في حالة مستمرة من الخوف وانعدام الأمان”. وتضيف الرسالة أن حزب الله بات يُنظر إليه اليوم “كقوة احتلال في سوريا وكميليشيا طائفية يستخدمها النظام الإيراني في مغامراته العسكرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن”. “الأخطر من ذلك أن مقاتلي حزب الله يقتلون في الغالب مقاتلين ومدنيين سنّة في سوريا، الأمر الذي خلق ويخلق فتنة طائفية متنامية لن تؤدي سوى إلى زعزعة استقرار المنطقة كلها، بما فيها لبنان، لسنوات طويلة”.
وتختم الرسالة بنداء شخصي إلى السيد نصر الله تدعوه فيها إلى “المساعدة في وقف هذه الفتنة قبل فوات الأوان. يتطلب منكم ذلك سحب جميع مقاتلي حزب الله ومدرّبيه ومستشاريه من سوريا. وبالتوازي مع ذلك، يجب البدء بعملية مصالحة وطنية في لبنان للئم الجراح وفتح صفحة جديدة”. ويقرّ حمدان بالثمن الذي يمكن أن يدفعه حزب الله إذا اتخذ خطوات كهذه: “نعرف أن هذا التحول في سياسة حزب الله اللبناني سيعني قطع العلاقات مع النظام الإيراني ورفض أوامر سباه قدس، الجناح الخارجي لسباه باسداران. لكننا، في (نامه شام)، نعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد لوقف التدخل الانتحاري لحزب الله اللبناني في سوريا ولإنقاذ شيعة لبنان من كارثة”.