تسعة قتلى و37 جريحاً في تفجير انتحاري مزدوج في جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان

285

تسعة قتلى و37 جريحاً في تفجير انتحاري مزدوج في جبل محسن بمدينة طرابلس شمال لبنان
إجماع على ضرورة توحيد الصف لمواجهة التطرف وحماية السلم الأهلي في لبنان
بيروت – من عمر البردان: السياسة/ 12 كانون الثاني/15

أطل شبح الفتنة مجدداً في طرابلس شمال لبنان حيث استهدف الإرهاب منطقة جبل محسن العلوية, من خلال تفجير انتحاري مزدوج ليل اول من امس تبنته “جبهة النصرة” ونفذه لبنانيان من منطقة المنكوبين المجاورة هما طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان.

وتزامن حصول الجريمة مع إصدار القضاء اللبناني مذكرة توقيف غيابية في جريمة تفجير المسجدين في مدينة طرابلس, فيما حذرت أوساط شمالية من أن يكون ما جرى في جبل محسن محاولة لاشعال فتيل الحرب المذهبية بين السنة والعلويين في الشمال, وتصوير عملية التفجيرين الانتحاريين في جبل محسن بأنها رد على تفجير مسجدي التقوى والسلام في العام ,2013 بعدما حمل القضاء نتيجة التحقيقات “الحزب العربي الديمقراطي” برئاسة علي عيد مسؤولية التفجيرين.

ووقع التفجيران في مقهى علوان (يعرف شعبياً باسم مقهى أبو عمران) في جبل محسن الذي كان يعج برواده من كل الأعمار, ما أدى الى استشهاد تسعة أشخاص وجرح 37 آخرين إصابات بعضهم خطرة, ووقوع أضرار مادية جسيمة في المحال والأبنية المجاورة.

وأكدت قيادة الجيش في بيان ان العملية الإرهابية نفذها انتحاريان هما طه سمير الخيال وبلال محمد المرعيان, فيما قدرت زنة الحزامين الناسفين اللذين كانا بحوزتهما بأربعة كيلوغرامات من مادة “تي ان اتي” شديدة التفجير.

والشابان من منطقة المنكوبين ذات الغالبية السنية الواقعة في المدينة نفسها وتبعد نحو خمسمئة متر عن جبل محسن.

وأفاد مصدر أمني أن أحد الانتحاريين وصل حوالي الساعة السابقة والنصف مساء أول من امس إلى المقهى الواقع في حي مأهول بجبل محسن وفجر نفسه بواسطة حزام ناسف. وبعد نحو سبع دقائق, وفيما كان الذعر سائداً في المكان, وصل الانتحاري الثاني وفجر نفسه, ما تسبب بمقتل تسعة مدنيين واصابة 37 آخرين.

وسارعت “جبهة النصرة” (فرع تنظيم “القاعدة” في سورية” إلى تبني التفجيرين على حسابها الرسمي على موقع “تويتر”, مشيرة الى انهما يستهدفان :الحزب العربي الديمقراطي”, أبرز حزب ممثل للعلويين في لبنان, ومقر قيادته في جبل محسن.

وذكر مصدر امني في الشمال أن طه الخيال “في العشرين من عمره, ومطلوب بمذكرات توقيف بتهمة المشاركة في معارك” بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية وجبل محسن اللتين شهدتا على مدى السنوات الماضية عشرين جولة قتال.

واضاف ان الخيال “متوار عن الانظار منذ ثلاثة اسابيع”, مشيرا الى معلومات عن وجوده لفترة في منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود اللبنانية من جهة الشرق حيث تدرب مع تنظيمات متطرفة.

وأكد ان الخيال “معروف بارتباطه بتنظيمات متطرفة, وهو كان قريباً من منذر الحسن” الذي فجر نفسه العام الماضي خلال مداهمة للجيش مبنى كانت تختبئ فيه مجموعة مسلحة في طرابلس.

أما بلال المرعيان, فهو في السادسة والعشرين من عمره, متزوج وله ولد, ولا سوابق له.

وبعد استدعاء والد أحد الانتحاريين سمير الخيال للتحقيق معه, أوقف الجيش امس ثلاثة أشخاص على ذمة التحقيق وتبين أن لهم علاقة صداقة تربطهم بالانتحاريين, تزامناً مع فرضه إجراءات أمنية مشددة في طرابلس حيث استقدم تعزيزات وسيّر دوريات مؤللة بشكل مكثف في المدينة والشوارع الداخلية منعا لحصول ردات فعل.

ولاقت الجريمة استنكاراً واسعاً في الاوساط السياسية والشمالية, حيث كان إجماع على ضرورة توحيد الصف ونبذ الارهاب والتطرف لحماية السلم الاهلي في لبنان ومنع أعداء البلد من تحقيق اهدافهم من خلال اثارة الفتنة بين اللبنانيين.

وأكد وزير العدل اشرف ريفي انه سيطلب خلال جلسة الحكومة المقررة اليوم الاثنين احالة جريمة تفجيري جبل محسن على المجلس العدلي.

من جهته, دان رئيس الحكومة تمام سلام التفجيرين الارهابيين, معتبرا انهما محاولة جديدة لزرع بذور الفتنة في طرابلس. ورأى ان هذه الجريمة تشكل تحديا للدولة وقواها الامنية التي نجحت في وضع حد لمعاناة طرابلس.

كذلك, لفت رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري إلى ان التفجير يندرج في اطار اثارة البلبلة وتأجيج الفتنة وزعزعة الامن في عاصمة الشمال, داعياً الجميع الى الوقوف بقوة وراء الجيش اللبناني والقوى الأمنية.

بدوره, استنكر رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة الجريمة, معتبراً ان المطلوب مكافحة الارهاب والتصدي له بوحدة اللبنانيين خلف الدولة واجهزتها الوطنية الامنية والسياسية.

كما دان مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان الانفجارين, مشددا على ان الاعتداء الآثم الذي استهدف الامنيين هو فعل اجرامي يستهدف الامن والاستقرار والعيش الواحد في طرابلس ولبنان. وحذر من استغلال هذا التفجير لاشعال نار الفتنة بين اللبنانيين مؤكدا ان التصدي للفتنة واجب ديني ووطني.

من جهته, لفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الى ان محاولات اقامة امارة اسلامية في طرابلس لا تزال مستمرة, مشددا على ان لا بيئة حاضنة للارهاب والتكفير