الياس بجاني: رد على أخطاء وخطايا المطران بولس مطر

552

الياس بجاني: رد على أخطاء وخطايا المطران بولس مطر
الياس بجاني
11 كانون الثاني/15

بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ (متى/05/37)

يوم أمس وخلال مقابلة له مع تلفزيون المستقبل اقترف، نعم اقترف، المطران بولس مطر وعن سابق تصور وتصميم جملة من الأخطاء والخطايا طاولت الحق والحقيقة والحريات والإعلام السيادي والكيان اللبناني والدستور والعقد الاجتماعي ومصداقية القيمين على كنيستنا المارونية.

أخطاء وخطايا لا يحق لأي إعلامي يحترم نفسه ومتابع للوضع اللبناني من الموقع السيادي والإيماني أن يمر عليها مرور الكرام ويتركها دون التمني على المطران التقليل من إطلالاته الإعلامية غير الموفقة، واحترام كرامات الغير، والتقيد بالقانون اللبناني، والالتزام بثوابت بكركي التاريخية، والتوقف عن إهانة عقول وذكاء وإيمان اللبنانيين عموماً والموارنة تحديداً.

بما يخص الكيان اللبناني والمؤسسات والقوانين والدستور وثوابت الصرح، اعتبر المطران مطر وبنبرة الواثق أن سلاح حزب الله هو سلاح مقاومة، ورأى أن الحوار الجاري حالياً بين تيار المستقبل وحزب الله هو لمعالجة أمره، علماً أن القاصي والداني في لبنان وخارجه يعرف حق المعرفة، أن الحزب اشترط والمستقبل قبل، أن لا يتم التطرق في حوارهما لأمر المحكمة الدولية وسلاح ودويلات الحزب وسراياه الميليشياوية وحربه في سوريا. فأين مصداقية وجدية كلامه هنا؟

كما يعرف المطران المحترم أن السواد الأعظم من اللبنانيين يعتبرون دستورياً واعتماداً على ثوابت الصرح الماروني الذي أعطي له مجد لبنان، أن هذا السلاح هو إيراني كامل الأوصاف وإرهابي وإجرامي وغزواتي، وان حامليه وأصحابه ومستخدميه يحتلون لبنان لمصلحة حكام إيران ويغتالون قادته ومثقفيه الأحرار ويرهبون أهله ويشرعون حدوده للقاصي والداني ويقتلون الشعب السوري ويمنعون قيام الدولة اللبنانية واستعادة السيادة والحريات والديموقراطية والاستقلال، ويحولون بالقوة والبلطجة دون تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بوطننا الجريح وفي مقدمها القرارين 1559 و 1701، كما يعطلون بواسطة سلاحهم هذا عمل المؤسسات ويعرقلون انتخاب رئيس ماروني للجمهورية، كما إقرار قانون انتخابي عادل.

أما أخطر ما جاء على لسان المطران وطاول القوانين المرعية الشأن ومصداقية القيمين على كنيستنا المارونية فهي إفادته وبصوت عال ودون أي تردد أو تشكيك بأن أحد الصحافيين اخبر البطريرك أن هناك جهات معينة عرضت عليه المال مقابل مهاجمته والكنيسة.

نشير هنا إلى أن هذا الكلام غير السوري كان وسبق للمطران نفسه أن قاله وبنفس الأطر التعموية والإسقاطية والتبريرية قبل ما يقارب الشهر في مقابلة له مع إذاعة الشرق. هذا ونقل المطران انزعاج وعتب البطريرك الراعي من وعلى الإعلاميين والناشطين المنتقدين بعض ممارساته المتعلقة بإدارة أملاك الوقف على أساس أنهم لا يتعاطون مع المراجع الكنسية ذات الشأن ولا يطلبون الحقيقة من مصادرها.

طبعاً هذا ادعاء غير دقيق وليس فيه أي شيء من الحقيقة، وكنا ومعنا عدد لا باس به من الصحافيين والناشطين الأحرار في لبنان وبلاد الإنتشار تطرقنا له عشرات المرات وبالتفاصيل المملة دون أية نتيجة، ولم نحصل إلا على المزيد من الاتهامات الغبية والاستكبار الفاقع والعدائية غير المبررة.

بحزن وخيبة أمل نقول إنه لو أن في لبنان دولة وقانون واحترام للكرامات وللقانون وللإعلام السيادي وللإعلاميين الأحرار لكان كلام المطران عن ذلك الصحافي الذين ادعى أن جهات ما عرضت عليه المال لمهاجمة البطريرك الراعي والكنيسة قد تم اعتبار إخباراً  للنيابة العامة ووجب التعاطي معه على هذا الأساس.

أدبياً وقانونياً وحتى يكون لكلام المطران مصداقية وجدية المطلوب منه ومن بكركي الإعلان فوراً عن أسم الصحافي وكذلك عن الجهات المتآمرة التي عرضت عليه المال، ولأن المطران وبكركي لم ولن يقومان بهذه الأمر، فالقضية هي للأسف غرق في ثقافة المؤامرة بقصد الإسقاط والتعمية، ونقطة على السطر.

في الخلاصة، وبصدق ودون مواربة نرى أن كلام المطران مطر المشار إليه في أعلى هو تعموي واسقاطي وتبريري بامتياز، كما أنه يفتقد إلى الجدية والمصداقية وكل الأصول القانونية ويجافي الحقيقة ويُجهل مرتكبي ممارسات مخالفة لقوانين الكنيسة ومتعارضة مع الدستور اللبناني. هذا وللمرة الألف نُذكِّر القيمين على كنيستنا المارونية أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين وفي زمن قداسة البابا المتواضع والتقي والشفاف فرنسيس وليس في زمن محاكم التفتيش، ومن عنده آذان صاغية فليسمع ويتعظ.

لسماع وقراءة رد سابق لنا على كلام مماثل للمطران بولس مطر في 08/12/14/اضغط هنا

***الكاتب ناشط لبناني اغترابي
رابط موقع الكاتب الالكتروني
http://www.eliasbejjaninews.com
*عنوان الكاتب الألكتروني
[email protected]