مقابلة مميزة مع سياسي مميز
الياس بجاني/10 كانون الأول/10
بصراحته المعهودة البعيدة عن التقية والذمية، وبسعة اطلاعه السياسية والوطنية، وبشجاعة وتجرد تناول الوزير بيضون كل القضايلالتي تشغل اللبنانيين في الوقت الراهن وفي مقدمها ملف كارثة العسكريين المحتجزين لدى النصرة وداعش ودور حزب الله المعطل لحل هذه المأساة، مشيراً إلى أن لا حكومة في لبنان لأن حزب الله يبتزها ويهيمن عليها بالكامل.
وبالتفصيل عرى بيضون دور وثقافة وانانية وانتهازية وتلون الغارق في كل تجارب إبليس ميشال عون الذي وخلال مشاركته في الحكم همش دور المسيحيين أكثر وفشل فشلاً ذريعا على كافة المستويات وفي كل الوزارات التي تولاها المحسوبين عليه وأثبت عملياً أنه مجرد تابع وغطاء لمشروع إيران في لبنان وهو ينفذ ولا يقرر مثله مثل بري. وأشار إلى أن جنبلاط وبري لا يريدان عون رئيساً ويضعان عليه فيتو كامل. ولفت إلى أن كتلة عون النيابية المنتفخة تكونت بفضل أصوات حزب الله الشيعية في جزين وكسروان وبعبدا وجبيل والمتن وأنه أي عون تخلى لحزب الله عن كل شيء وطني ومصيري مقابل منافع ذاتية وسلطوية، مشيراً إلى أن حزب الله يريد من خلال رئاسة عون في حال نجح في ايصاله إلى بعبدا إلى تطبيق النموذج الإيراني أي مرشد يحكم ورئيس ينفذ. وأكد بيضون أن عقل عون انقلابي ولا رؤية مستقيلية لديه وهو يسعر المذهبية وشريك كامل الأوصاف في أكبر عمليات فساد عرفها لبنان خلال العشرة سنوات الماضية وخصوصأص من خلال حكومة الميقاتي حيث كان لديه 10 وزراء. وأوضح بيضون أن السلاح الشيعي يعطي عون والمسيحيين منافع في الدولة ولكن لا يعطيهم دستوراً ودولة ونظام وحقوق ووصول عون لموقع الرئاسة هي معدومة. وكشف بيضون أن حزب الله أوقع الرئيس سعد الحريري في فخه وأن الحوار الجاري الحديث عنه بين المستقبل وحزب الله لن يؤدي إلى أية نتائج إيجابية وهو فقط سيعطي الحزب مزيداً من الوقت لأن الحزب لن يقدم للحريري أية تنازلات. وعن ملف عرسال لفت بيضون إلى أن حزب الله لا يريد رفع الحصار عنها وهو يسعى جاهداً لتوريط الجيش اللبناني في معركة محاربة المسلحين من النصرة وداعش وغيرهما من التكفيريين والإرهابيين والثوار المتواجدين في القلمون السورية وفي جرود عرسال لأنه متورط في الحرب السورية ومنفلش وليس بمقدوره خوض هذه المعركة وهو بنفس الوقت يريد ان يورط الجيش اللبناني في التعاون عسكرياً مع مليشيات الأسد وهذا أمر لا يقدر عليه الجيش اللبناني ومرفوض دولياً. ووصف بيضون دوري بري وجنبلاط بدور أبو ملحم لا أكثر ولا أقل. وعن دور إيران في المنطقة أشار بيضون إلى انه تدميري للحدود وتوسعي وهو دمر كيان الدولة والحدود في العراق وسوريا ولبنان وغزة. وأكد بيضون إلى أن احياء نظام الأسد لن يتم وأن الرئيس الروسي بوتين أدرك هذه الحقيقة وكذلك نظام الملالي. ولفت بيضون إلى أن فاعلية بري السياسية معدومة بعد أن دمر حركة أمل وأصبح لاجئاً عند حزب الله وأن دوره في الحوار بين حزب الله والمستقبل يؤكد هذا الأمر عملياً.
ملخص المقابلة من المؤسسة اللبنانية للارسال الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون : “حزب الله” لا يريد حلّ قضية العسكريين
التاريخ: ١٠ كانون الاول ٢٠١٤
المؤسسة اللبنانية للارسال
اكد الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون ان “حزب الله” يدفع الجيش اللبناني الى المهوار، “ومن يتابع المفاوضات في موضوع العسكريين المخطوفين يعرف ان الخاطفين لديهم امرا آخر يمس العلاقة الملتبسة بين الحزب وبين الجيش”. بيضون وفي حديث الى “المؤسسة اللبنانية للارسال” اليوم (الاربعاء)، قال: “إن “حزب الله” لا يريد حلا لقضية العسكريين المخطوفين وذلك لسببين: اولا ابقاء عرسال تحت الحصار وهذا له معطيات بمعركة القلمون، وثانيا رغبته بادخال الجيش اللبناني المعركة مع هؤلاء المسلحين”. اضاف: “المفاوضات بدأت مع هيئة العلماء المسلمين وكانت لدينا امل بالنجاح، فقال رئيس مجلس النواب نبيه بري باسم “حزب الله” إنه علينا الذهاب الى قطر وتركيا وتسليم المفاوضات للواء عباس ابراهيم، والخاطفون اكدوا اثر من مرة انهم ليسوا بحاجة لاموال قطر بل هم يريدون امورا اخر”. وردا على سؤال، قال بيضون: “النائب ميشال عون لديه مشكلة المصداقية، ومنذ نحو العشر سنوات لم نلحظ اي برنامج واضح قدمه للشعب اللبناني وكلما كان يقدم برنامجا للرئاسة يعود وينقلب عليه فهو لا يملك رؤية للمستقبل. بعكس رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الذي قدم برنامجا واضحا”. ورأى ان “الطائفة المسيحية، وخلال العشر سنوات الماضية وبوجود كتلة مسيحية وازنة تابعة له (عون) تم تهميشها باعترافه هو شخصيا بدل ان ينتشلهم من الوضع الذين هم فيه الان”. وأوضح انه “عون في ما يتعلق بموضوع قانون الانتخاب لم يطرح اي قانون من عنده بل تبنى القانون الارثوذكسي ولم يطرحه كقانون للانتخاب، واكثر من ذلك فقد ركب على الموجة وهي موجة تسعير المذهبية”. وقال: “رددتها اكثر من مرة بان عون اصبح مذهبيا اكثر من نبيه بري”. ولاحظ ان “عون يعرف جيدا ان عليه فيتو من بري والنائب وليد جنبلاط بموضوع انتخابه رئيسا للجمهورية، خصوصا ان بري وجنبلاط لديهما مرشحين يسوقونهم داخليا وخارجيا وهذا امر معروف، وبمعنى اوضح عون يعرف ان ليس مرشح بري وجنبلاط للرئاسة”.