لا تجاوب إيرانياً مع فرنسا في الرئاسة زعماء يستبعدون حلحلة للاستحقاق
خليل فليحان/النهار
21 تشرين الثاني 2014
لم تفلح فرنسا في إقناع ايران باداء دور في تسهيل انتخاب رئيس جديد للبنان نظراً الى نفوذها في المعادلة السياسية الداخلية. وأبلغت الموفد الفرنسي مدير قسم الشرق الأوسط وشمال افريقيا جان فرنسوا جيرو ان الانتخابات الرئاسية في لبنان شأن لبناني بحت، وهي غير مستعدة للتدخل مع “حزب الله” لتغيير موقفه من دعم مرشحه رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون.
جاء ذلك في تقرير ديبلوماسي ورد الى بيروت، تضمن أيضاً أن باريس اوقفت مساعيها مع طهران حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني، وتبين لها أن الطريق مسدود مع ايران. يدرس قصر الأليزيه في الوقت الحاضر احتمالات أخرى قد تحدث خرقاً في جدار انسداد أفق انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان باتصالات يجريها مع دول أخرى مؤثرة في هذا الاستحقاق، ومع قوى سياسية لبنانية، في ظل انتظار انتهاء المفاوضات حول الملف النووي بين مجموعة الدول 5 + 1 من جهة، وايران من جهة أخرى، على الرغم من أن التوقعات الواردة الى بيروت غير مضمونة النتائج. واذا كان هناك من احتمال للتوصل الى اتفاق اطار، فقد لا يرضي الأمر القيادة الايرانية، وقد يزعج السعودية ويبقى أي تغيير في الموقف الايراني من ملف انتخاب رئيس للجمهورية على حاله. ولعل ما يعزز هذا الاحتمال هو الكلام الرائج في أوساط رؤساء الكتل النيابية التي تعتبر مفاتيح لا يمكن التقليل من أهميتها في عملية اختيار الرئيس الذي يمكن ان يتولى المهمات الرئاسية ويتمتع بالصفات التي تؤهله لهذا الدور على مدى السنوات الست المقبلة، ويسمي رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ذلك “الشرعية المسيحية”. وأفادت مصادر نيابية تتمتع بالثقة المحلية والدولية ان المعلومات المتوافرة لديها تؤكد أن ليس هناك انتخاب للرئيس قبل الربيع المقبل، علماً أنها لا تقلل من أهمية التحرك الذي يقوم به الرئيس نبيه بري، البعيد عن الضجيج الاعلامي “لانجاز هذا الاستحقاق الذي بات من المعجزات ان يتم بشكل طبيعي وفقاً لتعبير أحد سفراء الدول الكبرى”.
ورأت ان مساعي التقريب التي يهدف اليها رئيس المجلس بين “تيار المستقبل و”حزب الله” لم تشجع حتى الآن، بدليل أن اي حوار بينهما على مستوى ممثلين لكلا الطرفين لم يظهر بعد، وانه اذا كان أيضاً يراهن على ان أنجاز مشروع قانون جديد للانتخاب النيابية يمكن إتمامه خلال شهر، فهذا تفاؤل غير مضمون النتائج. ولنفترض ان ذلك تحقق، في رأي بري أن الأمر سيشكل قوّة دفع نحو إتمام الاستحقاق الدستوري، على ان يلي ذلك اطلاع الرئيس الجديد على هذا المشروع، ثم تقصير مدّة ولاية المجلس الحالي والبدء بالانتخابات.
ولفتت الى أن المطلوب من بري البحث عن سيناريو مشابه للتمديد، أي التخلي عن دعم عون من أجل ان تنطلق الأمور ويُنجز الاستحقاق، مع الإشارة الى أن رئيس المجلس يؤيد إعطاء عون دوراً وازناً في اختيار أي رئيس تسوية. اما فرنجيه فيشكك في إمكان اجراء الانتخاب في المستقبل القريب. ودعت الى وقف الاتهامات والحملات الاعلامية التي تتناول معرقلي الانتخاب، واستبدال الأجواء المتشنجة الناجمة عن تلك الحملات الاعلامية باتصالات هادئة ومسؤولة، ووضع مصلحة الاستقرار السياسي والامني في البلاد فوق كل اعتبار أو طموح شخصي.