بين الشبّان المسيحيين والسنّة والدروز في البقاع، ينشط “حزب الله” بحثاً عن عناصر يجنّدهم، مستميلاً إياهم باغراءات المال وخطاب تضخيم المخاطر والتخويف من الآتي.
ويبدو أن “حزب الله” لم يكتف من التسبب بالمآسي لأبناء الطائفة الشيعية، بل هو يعمل على توسيع الضرر ليطال الجميع: من جهة، كان تورطه في النزاع السوري العامل الأكبر في رمي لبنان برمّته في أتون الحرب والإرهاب، ومن جهة ثانية لا يتردد اليوم في الزجّ بشبّان الطوائف الأخرى، بعد الشبّان الشيعة، في لعبة الموت المجاني.
يبدو حزب الله كمن يريد تعميم عدوى الفوضى ليحمي وجوده.
هو يُغرق البلد بالسلاح لكي يعوّم نفسه، ويحاول تحت عنوان “سرايا المقاومة” توفير غطاء متعدد الطوائف لخياراته التي كشفت لبنان أمام كل المخاطر.
في الماضي، كان “التحرير” مبرر وجود حزب الله، أما اليوم فإن حزب الله يحاول التبرير ليتحرر من عبء تحمّله وحده كلفة تورطه في سوريا.
بالتعبئة العامة يرمي حزب الله هذا العبء على غيره، ويجعل السلاح قاعدة في البلد، بدلاً من أن يبقى سلاحه الإستثناء.
مرة جديدة، يعبث حزب الله بالإستقرار والأمن، ويجعل البلد كلّه أمام تبعات خطيرة محتملة، ويقضي كلياً على أي أمل بقيام دولة حقيقية يوماً ما.
وهذا، على كل حال، المشهد المثالي لحزب الله. به وحده يبقى ويستمر.