علي الحسيني/حزب الله النصرة والنظام… شكوك حذر وصفقات

304

حزب الله النصرة والنظام… شكوك حذر وصفقات
12 تشرين الثاني ٢٠١٤/علي الحسيني/موقع 14 آذار

بحذر وترقب انتظر “حزب الله” نتائج مجريات اللقاء الذي جمع بين الرئيس السوري بشار الاسد والمبعوث الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا بشأن “تجميد الصراع” في حلب بين قوات النظام والمعارضة السورية وفي طليعتها “جبهة النصرة” الفصيل الاقوى والابرز بين فصائل المعارضة. يبدو ان الازمات وغياب الثقة بين “حزب الله” والنظام السوري هي في تفاقم مستمر والتسريبات عن الجفاء الحاصل بين القيادتين تؤكده الوقائع الميدانية وسير المعارك في حمص ودمشق والقلمون حيث باتت كل جهة منهما تعمل بحسب ما تقتضيه الحاجة بعدما غاب التنسيق العسكري والامني بينهما منذ لا يقل عن ستة او سبعة اشهر حتى وصلت الامور الى حد التشكيك كل طرف بالاخر بأنه يجري من تحت الطاولة مفاوضات في بعض المواقع مع المعارضة بما يتناسب مع مصالحه الخاصة على الارض بغض النظر عن مصلحة الحليف الاخر. وفي ما خص اللقاء بين الاسد ودي ميستورا يُدرك “حزب الله” ان الاول لن يتمكن من تنفيذ اي وعد او اتفاق ما لم تكن توجد موافقة ايرانية مسبقة. ومن هنا يضع الحزب اعلان الاسد لضيفه بأن مبادرته حول “تجميد الصراع” في حلب جديرة بالدراسة اما في خانة المناورة والوعود الكاذبة التي يجيد الاسد لعبتها او ضمن خانة البدء بالتفرد بالقرار بعد شعوره بانه اصبح في منأى من السقوط نتيجة توحد الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، وفي هذه النقطة تحديدا يعتبر “حزب الله” ان الاسد لا يمكنه البقاء في قصره من دونه فكيف اذا تعلق الامر بمصير بلد بأكمله. اجواء عدم الثقة والحذر بين الحزب والنظام هي غير محصورة بين القيادتين العسكريتين انما تنسحب ايضا على العناصر والكوادر في الميدان. مقاتلون من “حزب الله” يُحدثون بإستمرار عن الخلافات التي تقع بينهم وبين عناصر من قوات النظام واحيانا تكون لأتفه الاسباب مثلما ما حصل مع العنصر الحزبي اسعد ترحيني داخل احدى النقاط العسكرية في القلمون والذي فوجئ أثناء عودته من احدى المهمات الملكف بها مع مجموعة من “اخوانه” بباب الغرفة المخلوع وليكتشف بعدها انهم تعرضوا للسرقة من قبل جنود قوات النظام المتواجدون معهم في المبنى ذاته. بعدها تطورت الامور بين الجهتين فأدت الى سقوط جريحين من الحزب من بينهم اسعد الذي خضع لجراحة في مستشفى الهرمل الحكومي.

كل ما يجري على الارض السورية يوضح تماما ان كل جهة تعمل وفق ما تقتضيه مصلحتها. “حزب الله” منهمك بالعمل العسكري على جبهات القلمون الواقعة على حدود مناطقه وعلى جبهة دمشق من دون اغفال المساعدات العسكرية الاخرى التي يقدمها والتي تتطلب وجوده على بعض الجبهات الاخرى التي لا يستطيع النظام الصمود فيها. كل من فريقين ان في الحزب او النظام يخشى من اتفاقيات جانبية يُقيمها احدهما مع المعارضة. عدد من عناصر الحزب باتوا يفضلون “جبهة النصرة” على تنظيم “داعش” وهؤلاء العناصر يؤكدون حصول مفاوضات في السابق مع النصرة أدت الى الافراج عن رهائن وجثث للطرفين لكنها بقيت طي الكتمان. وتخبر العناصر الحزبية ذاتها أن المسيطر الفعلي على سوريا هي “جبهة النصرة” التي باتت تمتلك شعبية واسعة بين السوريين في ظل الغياب او الانكفاء الواضح للجيش السوري الحر عن معظم المناطق. المفاوضات بين “حزب الله” و”النصرة” بالنسبة الى كوادر الحزب وعناصره تبقى ضمن “الممكن” خصوصا وأنه لا افق واضح لإنتهاء الحرب الدائرة بينهما. الحزب يُفضل ابقاء القلمون تحت سيطرته وهو سينتظر الاشهر المقبلة ليختبر مدى قوّة “النصرة” وغيرها من قوى المعارضة على الصمود في الجرود خلال فصل الشتاء. فإن تمكن من الحاق الهزيمة بهم من دون ان يتجرّع الكأس المرة والدخول في مفاوضات على حساب عدد من القرى فسيعتبر انجاز له، وإلا سيجد نفسه مضطرا للدخول في مفاوضات علنية تسمح للمعارضة السورية بالعودة الى مناطق في القلمون وقد تكون يبرود احداها.