التصريح الواضح الذي اطلقه القيادي الكردي العراقي المخضرم محمود عثمان حول كون جنرال فيلق القدس الايراني للحرس الثوري قاسم سليماني يصول ويجول في العراق كأنه رئيس للبلاد, ليس مجرد نكتة سمجة ولا حديث من احاديث الخرافة بل انه للاسف الواقع الميداني المعاش بكل تفاصيله. لقد هلل الكثيرون وطبلوا لرحيل نوري المالكي عن صدارة رئاسة الحكومة بعد الانقلاب البريطاني الاميركي الذي ابعده, ليأتي خليفته من نفس نوعه وحزبه ولكن بفرعه البريطاني وليس الطهراني وهو الباشمهندس حيدر العبادي الذي تكلم كثيرا واطلق وعودا اكثر وحاول تغيير الصورة النمطية المعروفة عن رئيس الحكومة واوحى للبعض بانه مختلف وسيدير امور السلطة بطريقة مختلفة وانه سيركز على سيادة وعدالة الدولة العراقية وسيحاول ابعاد شبح الميليشيات الطائفية عن اثارة الفوضى في الشارع العراقي, الا ان ممارساته وتحركاته وتشكيلته الحكومية التي اكتملت بتسليم الملف الامني العراقي الحساس بابعاده الطائفية لاحد اخطر التنظيمات الارهابية الطائفية الايرانية الولاء وهي عصابة بدر التي يقودها الحرسي القديم والمعروف هادي العامري وحيث تم تسليم احد اتباعه وزارة الداخلية. في خطوة مثيرة للسخرية لا تحمل من معاني المناورات السياسية شيئا سوى الاعتراف بان تبعية حيدر العبادي للسياسة الايرانية لا تختلف منهجيا وسلوكيا وصميميا عن سياسة سلفه الطالح نوري المالكي لا بل ان القيادي الكردي قد اكد ايضا على كون العبادي اشد واكثر تبعية لنظام ملالي ايران من المالكي وقد عبرت تلك الحقيقة عن نفسها من خلال تصريحاته المعادية لدول الجوار العربية (السعودية والامارات وكذلك تركيا) وارتمائه في احضان السياسة الايرانية بدعوته لالغاء التاشيرات بين البلدين وبالسماح الواضح بتدفق المقاتلين الايرانيين للعراق من صنوف الحرس الثوري وبقية العصابات الطائفية العراقية التابعة لها, كالعصائب والبدريين وكتائب حزب الله وغيرها من العناوين والرموز الطائفية الرثة, وصمت العبادي المطبق كذلك عن التصريحات الرسمية الايرانية التي تتباهى بدورها في حماية بغداد واربيل وتحرير امرلي وغيرها من البطولات والعنتريات التي الغت كرامة الجيش والشعب العراقي ليتم التفاخر ببطولات غلمان ولي الملالي الفقيه على عينك يا تاجر! ثم لتاتي فضيحة الارهاب الاسود وعمليات الاختطاف والابتزاز التي تمارسها عصابات العصائب دون رد من الدولة رغم ان الشرطة العراقية باتت تشتبك مع تلك الجماعات وتحاول حماية المواطن العراقي الا ان رئيس الحكومة حيدر العبادي في واد اخر ومختلف تماما بعد ان تحول للاسف لناطور في خدمة قوات الاحتلال الايرانية التي تعلن رسميا حمايتها للعتبات المقدسة وكأن تلك العتبات من املاك النظام الايراني وليس من مسؤولية الشعب العراقي الذي احتضنها لمئات السنين. اي صلف ذلك الذي يتفاخر به نظام طهران? واي تبعية مخجلة ومواقف مزرية تصدر من رئاسة الحكومة التي يبدو انها تعيش في عالمها الخاص بعد الزيادة المضطردة والكبيرة والخطيرة في عمليات التفخيخ والارهاب والقتل الطائفي وفي قصف المدن وادارة الفوضى, وعدم التمكن من حماية الناس ومصالحهم وحياتهم وارزاقهم, نعم الحقائق الميدانية الصارخة تقول ان العراق في عهد الدعوي البريطاني يعيش تحت سنابك الاحتلال الايراني بطريقة مباشرة من خلال امساك عملاء ايران التاريخيين وجواسيسهم من العراقيين بتلابيب الملفات الامنية والوزارات السيادية والعسكرية, او غير مباشرة من خلال حرية تجول جنرالات حرس الملالي الثوري في المدن العراقية وهم يتباهون مع اتباعهم من العملاء بصولاتهم وجولاتهم وبالتقاطهم للصور التذكارية المثيرة للسخرية والمنتهكة للسيادة العراقية ان كانت هنالك سيادة من نوع ما في العراق. لم يكذب القيادي الكردي محمود عثمان وليس في حديثه مبالغة سيما وانه معروف بصراحته في مواقف سابقة, ومنها اعترافه بملف العلاقات الكردية الاسرائيلية سابقا الاحتلال الايراني للعراق ثمرة حقيقية لسياسة احزاب التخادم الطائفية التي نشأت اصلا في المختبرات الحرسية الايرانية لتحقق الحلم الايراني الكبير بالشرق الاوسط الايراني. فهل سينتفض العراقيون ليمحوا عار وذل احتلال نظام ملالي التخلف لبلادهم? ام انهم كالعادة ينتظرون الفرج من (الاستكبار العالمي) لاسيما انهم حاليا في حالة انشغال بموسم اللطم والتطبير الساخن? ولا حول ولا قوة الا بالله.