فتوش يُهدّد وأوباما يعتذر ميشيل تويني/النهار/22 تشرين الأول 2014
نائب اقتراح قانون التمديد، نائب الـ 300 مليون دولار تعويضاً لوقف كساراته، نائب مغارة علي بابا يصبح نائب التهديد والوعيد، لأنّ موظفة في قصر العدل لم تستقبله كما يليق بمقام معاليه، ولم تعرفه، ولم تقدّم له الطاعة! كدنا نظن انّ نائب التمديد اختبر معاناة الناس عندما ينتظرون، وهذا لم يعجب خاطره! لا نرغب في التطرق الى تفاصيل الحادثة، لكنّ اللافت فيها ان بعض هؤلاء النواب والوزراء، الذين لا يفعلون شيئاً، اصبحوا يعتبرون موظّفي الدولة أجراء عندهم، وعدم تلبيتهم سريعاً يعدّ خطيئة مميتة تستحق ردة الفعل الانفعالية التي لا تليق برجل مسؤول يزعم لنفسه أنّه ممثل الامة، حتى ولو بالتمديد المعيب! وعلى سبيل التذكير، لعلّ الذكرى تنفع، فإنّ باراك اوباما، رئيس القوة العظمى في العالم، الذي لم يستطع انتظار دوره في احد المطاعم لأنه كان على موعد داهم يضطرّه الى العودة سريعاً من زيارته ولايَتي تكساس وكولورادو الى واشنطن لترؤس اجتماعات، اعتذر بكل تهذيب الى عائلة تجاوزها، فأقدم على دعوة افرادها الى الغداء على حسابه الخاص تعويضاً. وقد يكون النائب الزحليّ نقولا فتوش مستعجلاً، هو الآخر، لئلا يتأخّر عن طبخة التمديد لنفسه ولسواه، او لكي يتفقّد الثلاثمئة مليون دولار التي نالها تعويضاً لحقّه المقدس بالكسارات التي نهشت قمم جبالنا وأكلت أخضرها وحجرها. وللتذكير تكرارا، فإنّ الرئيس اوباما عندما دخل أحد اقلام الاقتراع لم يقف اجلالاً له ورهبة منه اي من العاملين فيه، لكنه لم يصفع احداً، بل اشاد بعملهم وهنأهم على خدمتهم مجتمعهم. اما عن آلية التنفيذ لوقف النزوح التي انجزتها الحكومة، فهي ضرورية، وكانت لازمة قبل اشهر، والمطلوب ان تكون جدية وليست مجرد ورقة تطير مع اول هبة ريح تأتي من هذا الاتجاه او ذاك. ليس المطلوب ان تكون قد أعدّت على عجل، ورفعاً للعتب او الجرح، لحملها الى مؤتمر برلين، وبعده كفى الله المؤمنين شر النازحين! حتى ان تطبيق هذه الورقة بصرامة لا يكفي وحده، بل يجب ان تكون هناك خطة صارمة وعملية لضبط الحدود، ليس فقط للحد من تسلل السوريين، بل ايضا لوقف النزف في اقتصادنا وأمننا، لأنّ الانفلات يعلّم الناس الحرام، ويغريهم بالسرقة والخطف ما دامت طرق الفرار مفتوحة امامهم. واذا لم تنجح الحكومة في معالجة هذا الملف، فلن يكون في امكانها النجاح في اي ملف آخر. فهل تعي الحكومة ان ادارتها هذا الملف ونجاحها فيه سيكونان إنجازاً تشكر عليه في ظل شغور رئاسي وغياب مجلس نيابي منتخب جديد؟ وقد يغفر جزءاً يسيراً من خطيئة التمديد التي لا تغتفر!
نقولا فتوش: اعتذر! داني حداد/21/10/14
يذكّرني نقولا فتوش بقول أردّده دوماً من دون أن أعرف هويّة قائله: إن لم تخجل، فافعل ما شئت. شعرت للمرة الأولى، أثناء متابعة خبر اعتداء النائب نقولا فتوش على موظفة في قصر العدل، بأنّ قيام شباب من الحراك المدني ضدّ التمديد للمجلس النيابي برمي البندورة على صور النواب كانت خطوة صائبة. بعض النواب لا يستحقّ أفضل من ذلك. ليس غريباً أن يمدّ نقولا فتوش يده على امرأة. سبق أن مدّ يدَيه وجرّافات العائلة على جبال نهشها وشوّهها. وسبق أن مدّ يده على الدستور للتمديد للمجلس النيابي. يشكّل نقولا فتوش نموذجاً عن النائب الذي يمارس السياسة كوسيلة وليس كغاية. ولا ضير، ما دامت الغاية تبرّر الوسيلة، في أن يضرب موظفة أو يقضم جبالاً أو يحتل كرسيّه في المجلس النيابي ويطلب التمديد لسنوات بتبريرات يفوح منها غبار المصالح الشخصيّة الذي يفوق الغبار الذي تخلّفه كسّاراته. ليس مؤكداً حتى الآن إذا كانت الموظفة التي تعرّضت للتعنيف سترفع دعوى على فتوش. لعلّ منال ضو تشبه نساءً كثيرات يسكتن عن ضرب أزواجهن. زد على ذلك أنّ الضارب، في حالة فتوش، يملك حصانةً ممدّداً لها وتغطيةً سياسيّة في زمن يحتاج فيه بعض الأقطاب والمرشحين الى الرئاسة الى صوت انتخابي، في السباق الى بعبدا، ولعلّ ذلك ما يفسّر إغفال بعض الإعلام الحزبي عن الحادثة، تجنّباً لإغضاب سعادته الذي يبدو أنّه سريع الغضب ولا يتأخر عن الضرب… و”الضرب” في الانتخابات مؤذٍ. ما نتمنّاه، خصوصاً من وزير العدل، ألا تمرّ حادثة الاعتداء وكأنّها لم تكن، وينتصر نائب التمديد على الموظفة، ومن تمثّل في موقعها الوظيفي وكإمرأة. أما نقولا فتوش فعليه الاعتذار من الموظفة، ومن اللبنانيّين ومن البيئة… كتب صديق على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقاً على الحادثة، أنّ سَلطة الفتوش، متى بقيت لفترة طويلة في الصحن، تصبح مضرّة ولا ينفع أكلها، بل يجدر رميها. واللبيب من هذا الكلام يفهم…
مراجل نقولا فتوش عمـاد مـوسـى/لبنان الآن/21/10/14
“في أواخر شهر آذار من العام 1862 هرب عدد من المسيحيين من جبل لبنان من المذابح التي تعرضوا لها. وتوجهوا إلى مدينة زحلة عند دارة آل السكاف وآل فتوش وكانوا من الإقطاعيين.(كانوا؟) استُقبلوا في دارة آل فتوش بمائدة عامرة بأنواع الأطعمة من لحوم وطيور وأطباق عديدة. بيد أن أهل الجبل كانوا نذروا الصوم قبل وصولهم إلى بر الأمان، لذلك لم يتمكنوا من تناول اللحوم (الزفر) واكتفوا بما وجدوا من خضار وأكلات نباتية (قاطع بدون زفر). فالزمن هو زمن الصوم الكبير الذي يسبق عيد الفصح (وكان عيد الفصح في ذلك العام بتاريخ الأحد 20 نيسان 1862). وبالإضافة إلى ما تقدم من أطباق، وضع المضيفون أطباقاً من السلطات كالتبولة والمتبل والبامية وطبقاً من سلطة الخضار. أخذ بعض المدعوين يأكل من أطباق السلطات مغمّساً بالخبز، وعندما بدأ يأكل سلطة الخضار بالخبز صار أحد الحاضرين من آل سكاف يضحك ويقول لصاحب البيت:”فتوش، شوف ضيوفك عمياكلوا السلطة بالخبز. هيدي أكلة جديدة”. حينئذٍ قال البطريرك غريغوريوس يوسف: “خلص منسميها فتوش ومناكلها بأيام الصوم الكبير”. صادف ذلك التاريخ أواخر شهر رمضان من العام 1278 هجري، فأخذ جيران زحلة من أبناء القرى الإسلامية فكرة طبق الفتوش وجعلوه مرتبطاً بصومهم في شهر رمضان المبارك. وقد استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا. هذه صفحة من تاريخ العائلة الكريمة التي أعطت للبقاع وللبنان إبنها نقولا المولود مع الاستقلال. درس الحقوق وحصل على دكتوراه في القانون من أعرق جامعات فرنسا العام 1971، وله في المحاماة والتدريس الجامعي صولات وجولات ومحطات مضيئة. وإلى كفاءاته العالية فهو على صلة بالأدب. قلنا الأدب. ولم يقدم سعادة النائب وراعي انتخابات الجمال والمهرجانات بصفته وزيراً للسياحة في ثلاث حكومات، على الزواج، مفضلاً تكريس جهده ووقته في آخر عقدين لمهنته ولحماية البيئة التي تتعرض للتشويه، إلى نشاطه التشريعي البارز وانخراطه في أكثر المناظرات الأدبية تشويقاً مع زميله إيلي ماروني. خاض فتوش معارك سياسية مشرّفة ونظيفة أوصلته إلى البرلمان في العام 1992 و”لسّاتو قاعد” والياس بك “يتسمسم”، ويتحين الفرص للانتقام الفظيع. “ستظل يا ولدي الياس” وحيداً كالأصداف وتظل حزيناً كالصفصاف” كما كتب المرحوم نزار قباني، إلاّ إذا اتصل اللواء رستم بك بنقولا، فعندها سيتغير كل الموضوع كما تغير قبل أعوام. تذكرون يوم أنجز الدكتور فتوش مطالعة ضد التمديد الرئاسي. ضيعان الشغل. بعد أيام رفع يده مثل الشاطر والأول بالصف السوري. على كلٍّ من المبكر الحديث عن تحالفات بين القطبين الكاثوليكيين في قضاء زحلة، أرض الرجولة والعنفوان. وإن كان بعض الخبثاء قد ألمح إلى تحالف متين بين الأخوين بيار و”شيخ الشباب” الدكتور نقولا. فعلاً شيخ شباب و”زكرْت” وإيدو “فاروطية” رغم تخطيه سن “الهوى والشباب”. وهذه الفضائل تُفتقد في عهد “إستيذ” نبيه. فخالد الضاهر لم يرفع يده على عاصم قانصو احتراماً لسنّه. رفع صوته فقط. وعلي عمار لم يفترس أحمد فتفت من باب اللياقة والزمالة. الدكتور نقولا فعلها خارج البرلمان. صفع موظفة في أحد قصور العدل (منال ضو) كونها لم تعره ما يستحقه من اهتمام. تحية لك سعادة النائب. ويقال إن منال اعتذرت منه. ألا يستأهل “أبو المراجل” صحن فتوش وبعده قالب Forêt-Noire؟ بلى. على سحنته.
منال خائفة: “أنا أم لثلاثة أولاد ولن أدعي على فتوش” السفير/21.10.14/منال خائفة. صفعها النائب نقولا فتوش على وجهها، أمس، لكنها اليوم خائفة من الادعاء عليه، مذعورة من فكرة الاعتراف بالصفعة، ومضطرة إلى التنازل عن إهانة: «أنا أم لثلاثة أولاد، لذلك أنا مجبورة على التفكير ألف مرة قبل الادعاء على نائب»، تقول لـ«السفير». كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر أمس، حين دخل فتّوش المكتب المخصص لتقديم شكاوى المحامين في قصر العدل في بعبدا. لحظة دخوله مع مرافقه، كانت منال مشغولة بترتيب أحد الملفات أمامها، فظنّ فتوش، قبل مرور ربع دقيقة على دخوله المكتب، أنها تريد إنجاز ملف «غيره» قبل استلام ملفه. «حلو.. مبيّن إنك ما شايفة مين واقف قدّامك؟»، سألها النائب، فأجابته: «عفواً؟ مين حضرتك؟». تقول منال لـ«السفير»: «لم أعرفه، وحتى لو كنت أعرفه، ماذا يجب أن أفعل؟». لكن النائب اعتبر سؤالها إهانة، إذ تقدمّ منها قائلاً: «اتطلعي فيي منيح، مين أنا؟»، فأجابته: «ما بعرف». وما إن خفضت رأسها لإزاحة الملف واستلام معاملة النائب، حتى رفع يده وشدّها نحوه ثم صفعها على وجهها أول صفعة، وبينما كان يتحضّر لتسديد الصفعة الثانية، دخل زملاء منال وأبعدوه عنها. بكت منال، وخافت حين عرفت أن فتوش نائب في البرلمان. فكرت بالادعــاء عليه أمام القضاء، لكن «المقرّبين» منها نصحوها: «شو بدك بوجع البال، عندك عيلة وأولاد». أخذت الأم النصيحة ونفــذتها. «لا أريد أن أدّعي عليه»، قالت منال للقاضي الذي استدعاها، وكادت أن تعتذر من النائب لأنه صفعها. الصفعة تحوّلت، بالنسبة لمنال، إلى عادة: «معوّدين بهيدا البلد ع كل شي»، تقول بنبرة «غير اعتيادية». الصفعة التي تلقتها الأم على وجهها في صرح عام، تم «محوها» من القضاء، لأن منال خائفة من نائب: «كلّفت القاضي كلود كرم باتخاذ الإجراءات اللازمة، علماً أن الموظفة لم تقل في إفادتها إن النائب فتوش صفعها، بل قالت إن ما حدث بينهما تلاسنٌ»، يقول وزير العدل أشرف ريفي لـ«السفير». منال خائفة على أولادها، وخائفة أن تخسر وظيفتها. لن تعترف منال أمام القضاء أن النائب صفعها، وربما تعتذر من «سعادته» لأنها لم تعرفه، ولأنها تسببت لنفسها بصفعة على وجهها، على وجوهنا.