أهالي المخطوفين يتأرجحون بين التطمينات والتهديدات

333

أهالي المخطوفين يتأرجحون بين التطمينات والتهديدات

لارا السيد/المستقبل/11 تشرين الأول/14

عند الدخول الى ساحة رياض الصلح حيث يعتصم أهالي المخطوفين العسكريين، تستقبلك صور الجنود الأسرى عند مداخل الخيم في الساحة حيث اختار الأهالي أن يؤكدوا لأبنائهم أنهم لن يخذلوهم وسيواصلون الضغط والتحرك علّ الدخان الأبيض يتصاعد من المفاوضات التي يأملون في أن تسلك طريقها باتجاه اطلاق سراحهم. يتخبط الأهالي في حرب نفسية فرضتها عليهم التهديدات الأخيرة التي أطلقتها الجهات الخاطفة أول من أمس، وأمهلتهم فيها مدة ثلاثة أيام قبل تنفيذ الذبح بحق المخطوفين، ما زاد من هواجس المتواجدين في خيم الاعتصام حيث طغى القلق على وجوه أمهات وآباء عبّروا بدموعهم عن غصة من الوصول الى تلك المرحلة جراء التراخي في التعاطي مع الملف الذي بدأ يتخذ طابعاً جدياً أكبر في ظل تطمينات عن حسن سير المفاوضات. يغرق الأهالي بين تلك التهديدات وبين تطمينات المسؤولين في الدولة، بحسب ما أكده الشيخ عمر حيدر من لجنة أهالي المخطوفين، مشدداً على أن هناك بوادر حلحلة في الملف بانتظار ما ستؤول إليه اللقاءات مع المعنيين. ما يهم زهرا وحمزة وعلي وليلى وكل من يتواجد معهم في خيم الاعتصام هو الحصول على خبر واضح بأن مصير كل العسكريين سيكون آمناً وبأن عودتهم ستكون قريبة، فضبابية التعاطي لا تزال تقلقهم. «لا يهمنا مَن يكون الوسيط، داخلي أم خارجي، ما يهمنا هو أن يعودوا إلينا». موقف يجدده الأهالي ويجمعون عليه من دون أن يخفوا غضبهم من التراخي الذي رافق التعاطي الحكومي مع قضية كانت تستحق بحسب رأيهم أن تكون على رأس أولوية مجلس الوزراء. ترتسم علامات الارهاق على وجوه الأهالي الذين أعلنوا أنهم لن يتراجعوا عن حراكهم قبل تحرير أبنائهم، وهم خلال تبادلهم أطراف الحديث في ما بينهم يؤكدون أن لا مساومة على دماء أولادهم، فالمسؤولية تتحملها الدولة التي عليها أن تبذل قصارى جهدها من أجل انقاذ أولاد المؤسسة التي تقدم أبناءها فداء لوحدة الوطن. يأمل الأهالي في أن تتوصل المفاوضات الى نتيجة تضع حداً لمأساتهم وهذا ما أكده وفد منهم كان قد اجتمع مع المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير والذي استمر قرابة الساعتين. وأوضح أحد أعضاء الوفد الشيخ طلال طالب «اننا أخذنا تطمينات بأن المفاوضات تسير على ما يرام، ووعدنا بعودة أبنائنا ونحن باقون في الخيم»، مشيراً الى أن «لا تصعيد حتى الآن لتحركات الأهالي». وقال حسين يوسف والد المخطوف محمد يوسف: «الهدف من اللقاء هو أخذ التطمينات من الدولة وامكان التعاطي مع هذا الملف للوصول الى مبدأ المقايضة، فتم التعاطي بايجابية وسيعلن ذلك من قبل الدولة».