لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير الياس بجاني 10 تشرين الأول/14
“لا تَحْسِدِ الظَّالِمَ وَلاَ تَخْتَرْ شَيْئًا مِنْ طُرُقِهِ، لأَنَّ الْمُلْتَوِيَ رَجْسٌ عِنْدَ الرَّبِّ، أَمَّا سِرُّهُ فَعِنْدَ الْمُسْتَقِيمِينَ” (سفر الأمثال 03/31و32)
إنه ورغم صغر الخميرة فهي بتكوينها الفيزيائي المميز والفريد قادرة أن تخمر العجين مهما كان كبر حجمه.وهكذا في لبنان، وطن القداسة والقديسين والشهداء، فإنه ورغم كل ما وقع فيه غالبية الطاقم السياسي والديني والرسمي والحزبي والشعبي الحاليمن عاهات وقاذورات الجحود والكفر والتخلي والغرائزية والنرسيسية والإسخريوتية والملجمية وعبادة تراب الأرض وثقافة الركض صوب الأبواب الواسعة، نعم رغم كل هذه الموبؤات الأخلاقية والوطنية والإيمانية لا تزال الخمائر الفاعلة من مثقفي وناشطي ومواطني وطن الأرز السياديين والأحرار قادرة على تظهير الحقائق والشهادة لها بصوت عال وتسمية الأشياء والأمور بأسمائها دون ذمية وتقية.
هؤلاء الخمائر بسوادهم الأعظم ليسوا من الأحزاب الشركات التجارية والعائلية والنفعية، ولا هم من طواقم المرتزقة، ولا من الأبواق والصنوج الإعلاميين، وبالتأكيد هم ليسوا من غالبية القادة الكبار من رجال الدين الذين جنحوا وشذوا عن كل ما هو دين وتعاليم سماوية وأمسوا كتبة وفريسيين وتجار هيكل وأصوليين لا ذمة ولا ضمير لديهم، وليس في دواخلهم غير ابليسة العهر وغرائز الحقد والأنانية والعبودية وعشق الذات وملذاتها الحيوانية.
من هنا لبناننا الحبيب والغالي بألف خير وهو عائد عاجلاً أم أجلاً إلى أهله من الأتقياء والأتقياء والأحرار والشرفاء، مهما اشتدت الصعاب وقست الظروف، ومهما توهم أوباش ووحوش محور الشر السوري-الإيراني المحليين والإقليميين والدوليين أنهم انتصروا بسلاحهم وغزواتهم واغتيالاتهم وارتكاباتهم الإجرامية وإرهابهم والدموية في تعاطيهم مع الأحرار والسياديين.
التاريخ الذي يعود بنا إلى 7000 آلاف سنة من ماضينا المّشرّف والمجبول بتضحيات ودماء وبطولات وعطاءات وحضارة ورقي وعرق أهلنا يؤكد أن لبنان القداسة دائما وفي النهاية ينتصر على كل من يتوهم بأنه قادر على إخضاعه واستعباد أهله لأن وطناً قدسه وصانه الخالق جل جلاله، وتحميه أمنا السيدة العذراء، وينجب البررة والرعاة الصالحين والشهداء، هو وطن عصي على الأشرار.
إن انتصار الحق على الشر هو أمر حتمي لأن الشواذ ومرتكبيه من شذاذ الأفاق والياجوج والماجوج هم أبالسة ولن يرحمهم الله من عدل حسابه يوم الحساب وهو القائل في كتابه المقدس: “لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل أعطوا مكانا للغضب، لأنه مكتوب: لي النقمة أنا أجازي، يقول الرب فإن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقه، لأنك إن فعلت هذا تجمع جمر نار على رأسه. لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير.”(رومية 12/19حتى21).
إن الحر والسيادي من أهلنا هو من لا يقبل العبودية والخنوع ووضعية “الزلمي والتابع” والسجين في أقفاص وزرائب الأحزاب الشركات.
إن الحر والسيادي من أهلنا هو من لا يؤله ويعبد أي رجل سياسة كائن من كان.
إن الحر والسيادي من أهلنا هو من ضميره حي، وحاسة النقد في داخله غير مخدرة.
إن الحر والسيادي من أهلنا هو من بصره وبصيرته وكرامته وعزته ولسانه وقلمه غير معروضين للبيع في سوق النخاسة.
إن الحر والسيادي من أهلنا هو من لا يماشي أي رجل دين مهما علا شأنه إن كان هذا الرجل اسخريوتي ومن الكتبة والفريسيين ومن عبدة تراب الأرض.
إن الحر والسيادي من أهلنا هو من لا يحابي ويتملق عملاً بقول رسول الأمم، بولس: “لو أردت مسايرة مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح”
في الخلاصة، إن الحر من أهلنا هو من لا يريد أي شيء لنفسه، بل لشعبه ووطنه وربه، وعلى استعداد دائم وتام لتقديم ذاته قرباناً من أجل من يحب وهذا هو أرقى وأنبل أنواع الحب.
ربي انعم علينا بنعمة المحبة المجردة من الأنانية، وابعد عنا التجارب، وأحمينا من شرور وفخاخ قادة ورجال دين يسببون لنا العثرات.