حزب الله لاسرائيل: حكّيلي تحكلّك خالد موسى/موقع 14 آذار/14
٩ تشرين الاول ٢٠١٤
بعد تكبده خسائر فادحة نتيجة معركة جرود بريتال الأخيرة مع الجماعات المسلحة في القلمون والتي خسر فيها نحو 10 مقاتلين بحسب اعترافاته، حاول “حزب الله” صرف نظر اللبنانيين، خصوصا جمهوره عن عما جرى بتبنيه في بيان متفجرة مزارع شبعا التي استهدفت دورية مؤللة للعدو الإسرائيلي وأدت الى تعطيل دبابة ميركافا وجرح طاقمها.وتأتي عملية المزارع الأخيرة بعد توجس الحزب من إمكانية تقديم إسرائيل تسهيلات الى المقاتلين من “جبهة النصرة” و”داعش” بعدما أصبحوا يسيطرون على مناطق عدة في القنيطرة والجولان وتهديد مجموعاتها للاراضي اللبنانية وخصوصا اذا خطر في بال الاخيرة الاقتراب من شبعا والعرقوب والوصول الى مناطق نفوذ “حزب الله” في هذه البلدات التي تقع على مقربة من الحدود وخط المواجهة مع اسرائيل. وفيما ينهمك “حزب الله” بوحول الأزمتين السورية والعراقية، رأت قيادة الحزب على لسان نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أن هذه المتفجرة للرد على الخروق الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي اللبنانية وما كان آخرها في منطقة السندانة قبل أيام والتي أدت أيضاً الى إصابة عنصر في الجيش اللبناني برصاص إسرائيلي. كما أن التفجير ياتي رداً على مقتل الخبير العسكري في “حزب الله” علي حسن حيدر الذي سقط خلال تفكيكه لجهاز تنصت إسرائيلي في عدلون. هذا ووصفت قوات اليونيفل ما حصل في شبعا بأنه “يشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي 1701”. وقالت في بيان ان “هذه الأعمال مخالفة لأهدافنا وللجهود المبذولة للحد من التوترات وإيجاد بيئة مستقرة وآمنة في جنوب لبنان”.
عراجي : متفجرة شبعا هي إستخفاف بالدولة
عضو كتلة “المستقبل” النائب عاصم عراجي، رأى في حديث خاص لموقع “14 آذار”، أن “متفجرة شبعا هي لرفع معنويات حزب الله أمام جمهوره خصوصاً بعد الخسائر الأخيرة التي مني بها في جرود بريتال، كما هي محاولة لزج وفتح جبهة جديدة في الجنوب في محاولة لإعادة شد عصب جمهوره والمحيطين به والمناصرين له وإرجاع صورة الإلتفاف الشعبي الذي كان حوله في عام 2006″، لافتاً الى أن “هذه المحاولات وغيرها تضر البلد ولا تفيده بأي شيء، لأن هذا الأمر ذقنا مرارته في عام 2006”. وأمل عراجي “ألا يتكرر ما حدث في عام 2006 على قاعدة: “لو كنت أعلم” لما فعلت ذلك التي أتحفنا بها الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله”، معتبراً أن “هذا الأمر هو إستخفاف بالدولة اللبنانية وعدم إستشارة الحكومة اللبنانية، والحزب يتصرف على أن قرار السلم والحرب بيده، وهذا ما يعني أنه لا يوجد هناك مؤسسات فعلية في الدولة اللبنانية بل ركائز مؤسسات وكأنه لا يوجد آخرين في البلد غيرهم”.
قاطيشا: قرار التفجير في شبعا هو للتغطية عما حصل في بريتال
عسكرياً، يرى الخبير في الشؤون العسكرية ومستشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، في حديث خاص لموقعنا، أن “قرار التفجير في شبعا هو للتغطية عما حصل من كارثة في بريتال، من أجل أن يقول ان المقاومة بالمرصاد وما زالت بندقيتنا ساهرة على هذه الحدود وفي مواجهة العدو الإسرائيلي”، لافتاً الى أن “هذا الأمر لا يغطي الكوارث التي لحقت الحزب في بريتال، وهي بمثابة حك لإسرائيل على قاعدة: “حكيلي تحكلك”، فهذه تعتبر عملية صغيرة على شاكلة الخروق التي يقوم بها العدو الإسرائيلي ومن أجل لفت الأنظار عن أن الحزب ما زال يواجه العدو الإسرائيلي”. واعتبر أن “هذه العملية هي لصرف النظر عن الأخطاء والتجاوزات التي ارتكبها الحزب في سوريا والعراق، ولكن اللبنانيون ما زالوا يعون هذه القضية ولن يصدقوا هذه الفبركات”، موضحاً أن “هذه العمليات تعيدنا نحو أربعين سنة الى الوراء، عندما كانت الفصائل الفلسطنية تقوم بعمليات شبيهة ضد العدو الإسرائيلي”.
كوارث جديدة
وشدد قاطيشا على أنه “في حال بقي الوضع في الجنوب هكذا، فمن شأن ذلك أن يؤدي الى كوارث، وهذه الحادثة الصغيرة لا تؤدي الى حرب، لكن في حال تكررت يكون قد فتح الجنوب أمام إعتداءات إسرائيلية جديدة”، مشيراً الى أن “مثل هذه العمليات هي خرق للقرار 1701 المتعلق بالوضع في الجنوب، وفي الأساس حزب الله لا يحق له أن يكون هناك وفي كامل جهوزيته، ولكن الحزب يخترق هذا القرار منذ أن أقر”.