شركاء “داعش” وأولياء الدم!
يقال نت/07 أيلول/14
“داعش” يريد إحداث فتنة في لبنان!
هذه العبارة يرددها الجميع، ولا سيما أولئك الذين يصطفون في ما يسمى قوى 8 آذار.
قد يكون ذلك صحيحا، فـ”داعش” ومثيلاته من التنظيمات لا يمكن أن تظهر وأن تنمو في مجتمع موحد، بل هي تحتاج الى مجتمع مفسّخ وموزع طائفيا.
وبهذا المعنى، فكل من يدعو الى الصراع الأهلي، يكون “داعشيا” بامتياز، سلوكيا وأهدافا.
ما حصل في لبنان، منذ الإعلان عن استشهاد عباس مدلج ، لا يمكن إدراجه إلا في هذا الإطار.
فورا، ثمة من سارع الى محاولة تعبئة الشارع الشيعي ضد لبنانيين آخرين.
وإذا كان الطائفيون الذين ينتمون الى “حزب الله” المذهبي، مفهومة ردات فعلهم، على اعتبارهم ينظرون الى أي حدث من منظار مذهبي- مثلهم مثل “داعش”- فإن اللافت للإنتباه أن “لاجئين” الى “حزب الله” كانوا الأعنف في دعواتهم، على سبيل المثال المخرج المسمى كوميديا شربل خليل الخارج من البيئة العونية التي تصالحت إنتهازيا مع “حزب الله” بعد طول “قدح وذم”، والصحافي غسّان جواد الذي انتقل بين ليلة وضحاها من الضفة المؤيدة بعنف ل14 آذار الى الضفة التي تزايد في تأييد 8 آذار. الإثنان وجها دعوات للإنتقام لعباس مدلج ممن سمياهما “دواعش الداخل”.
فيما سارع بعض المعتمدين في الأحياء الطائفية، وعلى وقع صراخ الدماء، الى طلب الإنتقام من اللاجئين السوريين.
إذن، سرعان ما وجد “داعش” ضالته في هؤلاء، فقدم نفسه حاميا للسوريين في لبنان، ببيان تهديدي صادر عنه، وفي طياته تهديد بذبح جميع الأسرى العسكريين لديه، في وقت يُثابر على تقديم نفسه مدافعا عن أهل السنة.
وبذلك، يكون “داعش” قد وجد، فورا، من يرقص معه في لبنان، فهو لن يجد أفضل من هكذا شركاء لتزخيم لعبة الموت.
ولكن نداء العقل المناهض لداعش صدر من أولياء الدم الحقيقيين، في البيان الذي أصدرته عائلة الشهيد مدلج.وهي عائلة خدمت في الجيش بالوراثة، فالإبن الشهيد دخل الجندية التي خرج منها والده بالتقاعد.
جاء ذلك في بيان أصدرته العائلة هذه الليلة، في ما يأتي نصه: “ان خيارنا لا يزال كما هو، لبنان بلد العيش المشترك بين كل مكوناته. وان الفعل الارهابي الذي أدى إلى استشهاد ابننا عباس هو جريمة بحق كل اللبنانيين، سنة وشيعة ومسيحيين ودروزا، ونحن ندعو إلى درء الفتنة وعدم السماح للتكفيريين بالتغلغل إلى نسيجنا الوطني ومنعهم من تحقيق أهدافهم التقسيمية والفتنوية. ونعلن أن شهيدنا هو شهيد لبنان، ولنا ملء الثقة بالجيش اللبناني الوطني. وندعو إلى التصرف بشكل عاجل من أجل وضع حد لمأساة العسكريين الباقين، كما ندعو جميع أهلنا إلى ضبط النفس والتصرف بشكل يليق بالشهداء الأبطال.“
بنداءأولياء الدم يمكن لشهادة عباس مدلج أن تخلق تيارا جارفا ضد “داعش”، ولكنبأمثال دعاة الإنتقام من الخصوم السياسيين، يقوى “داعش” ويتمدد وتشحذ سكاكينه.
وليس عن عبث أنه حيث سيطرت إيران الإسلامية ترعرعت ” دولة الخلافة