سقوط قاعدة الطبقة في سوريا لا ينفي بعثية داعش
زيد الجلوي/السياسة
04 ايلول/14
كيف أقول أن “داعش” بعثي, وها هو يدك معاقلهم في قاعدة الطبقة؟ إن كلامي غير منطقي في نظر من خالفوني الرأي, لأن حطب الصراعات هؤلاء لا يصدقون حقيقة الحروب القذرة, وهذا ليس شأن صناع هذه القذارة, فالقذارة حقيقة مؤلمة لكنها واقع, تعشعش في فراغات التجاذبات الدائرة بين القيم الإنسانية, والمصالح الستراتيجية للأمم. إن سقوط قاعدة الطبقة العسكرية الجوية السورية في يد الـ”دواعش”, لا تنقيهم مما أحاط بهم من شبهات مخابراتية, فليس ظهور البغدادي إلا كظهور رأس ملة, وماسقوط الطبقة إلا قيحاً, وصديدا كسقوط قاعدة “سبايكر” بيدهم, ومقتل المئات من دراويش الشيعة والسنة فيها, وسعير الفتن أو حطب الصراعات هؤلاء ذاتهم, في البعثين العراقي والسوري وغيرهما, ممن تستهويهم “فخفخينا” العبارات, ورداء “البنجابي” والرشاشات, لأن عقولهم لم تتغذ على تعدد القراءات.
لقد كانت عقول هؤلاء المراهقين أسيرة التطهرية, والخلاصية التي لا يزيغ عنها, إلا هالك وهي منهجية “قال السيد أو حدثنا العلامة الفهامة”, أن لا يقرأوا لغيرهم, فتتفرق بهم السبل.
إن هؤلاء المقاتلين (250 مقاتلا) الذين أسرهم وقتلهم “داعش” في مطار الطبقة, أمر طبيعي في عالم المخابرات, أن يتم التخلي عنهم, في سبيل إيهام العالم, أن نظام دمشق يقاتل إرهابيين يهددون السلم والأمن العالميين, ليخندق المجتمع الدولي خلفه في مواجهة الخطر السني المتطرف, وحتى تتورط الدول الدائنة له في جرائمه ضد الإنسانية, أو تغض الطرف عن أساليبه اللا إنسانية في تصفية معارضيه. ونأخذ من كتاب الضابط الجزائري حبيب سويدية “الحرب القذرة”, واقعة تظهر قذارة أساليب الصراعات, كتب سويدية في الصفحة 97″ … في أذار(مارس) 1993 بينما كنت أقوم بدورية في نواحي دويرة قرب بليدة, سمعت نحو الساعة 23 نداء استغاثة من زملاء لنا … وقعنا في كمين… فهمت أن فصيلا من مجموعة التدخل الأمنية يلاقي المصاعب. كنت على بعد نحو ثماني كيلومترات, وكان بوسعي الوصول إلى المكان مع رجالي في بضع دقائق. لذا طلبت من رؤسائي إذنا بالذهاب لتقديم المساعدة للزملاء”. لكن, والحديث لسويدية الجنرال العماري, أمرهم بقوله “آمر جميع الفصائل أن تلزم أماكنها. أكرر تمنع مغادرة المكان, على جميع فصائل الدورية البقاء في أماكنهم. انتظروا التعليمات”, ” كان الأمر واضحا – حسب سويدية- القائد الأكبر يأمرنا بترك زملائنا يقتلون”. ويستطرد قائلا في الصفحة ذاتها” قرابة منتصف الليل تلقيت أخيرا الإذن بالتوجه إلى موقع الكمين. كان ينتظرنا منظر رهيب: ثمانية قتلى. كان الإرهابيون قد ابتعدوا”.
فالـ”دواعش” وإن وجد بين جناحيهم إسلاميون, فهؤلاء غالبا ما يكونون من خريجي سجون المخابرات, أمثال الجولاني والبغدادي والزوابري في الجزائر, الذين خرجوا مقبلين غير مدبرين على تكفير كل راغب محب للحياة.
ويذكر الحاكم المدني الاميركي للعراق, السفير بول بريمر في كتابه “عام قضيته في العراق” ص331 و 332, ” …وشعر معظم المحللين بأنه لو كان هناك أي مركز للتمرد, فإنه يعمل بتوجيه نائب رئيس النظام السابق عزت إبراهيم الدوري, المجرم البعثي المتعصب ذو الشعر الأحمر. لقد كشفت وثيقة المخابرات السرية التي اطلعت عليها في تموز( يوليو) الفائت أن صداماً وضع بعض الخطط للتمرد, ويوجد لدى التمرد قوات مصدرها عدة آلاف من البعثيين المتشددين في فرقتي الحرس الجمهوري الشماليتين – وحدتا قواهما مع الجهاديين الأجانب”.
وهؤلاء البعثيون العراقيون منهم هؤلاء الإسلاميون, هم نواة وقوة “داعش”, التي يديرها عزت الدوري بالتوافق مع نظام دمشق.