حسن نصرالله السعيد
حسن صبرا/الشراع
29 آب/14
اذا كان حسن نصرالله غير مدرك بأن أفعاله تساهم جذرياً في تفتيت بلاد العرب والمسلمين، اكثر مما هم مفتتون.. فتلك مصيبة، اما اذا كان نصرالله مدركاً – وهو كذلك – فالمصيبة أعظم..
لا ندافع عن نصرالله اذا قلنا انه عبد المأمور.. وآمره هو قاسم سليماني، العبد المأمور لكبيرهم الذي يلزمهم الأمر علي خامئني.
نصرالله اختار طريقه.. مبايعة ولي الفقيه في ايران، وهذه المبايعة ضمنت له البقاء أميناً عاماً لحزبه عقدين وأكثر من الزمان.. وهو ساع الى ذلك بطموحه.. وما عاد بقادر على التراجع.. الى ان يقضي الله أمراً كان مكتوباً. نصرالله ككثيرين قبله.. وبعده في اي مكان.. وكل زمان، سعيد بحالته السياسية، أياً يكن الثمن الذي يدفعه انسانياً، وهو في عالم آخر لا يبصر داخله الا الجدران، لا يرى شمساً، والنور الوحيد الذي يسمح له بالنظر او القراءة هو نور المولدات الهادرة او الصامتة، ومع انه في أوج قوته الآن فإنه ربما قرأ كيف عاش هتلر في أذل أيامه في قبو في مكان معزول مجهول قبل ان ينتحر..
وهو ربما سمع من ميشال عون كيف عاش في قبو او غرفة معزولة في منـزل سفير فرنسا في لبنان رينيه ألا قبل ان يصدر قرار نفيه الى فرنسا..
علم النفس يؤكد ان حالة حسن الله، او من كان في وضعه، النفسية تنعكس في تصريحاته.. وفي أفعاله.. عصبية وانفعالاً ومواقف قد لا يقدم عليها من كان في حالة نفسية طبيعية.
على كل، قد يكتشف حسن نصرالله لاحقاً.. وقد لا يكتشف مدى الاذى الذي يلحقه ببلاده، وبأهلها، عرباً ومسلمين نتيجة العدوان على شعب سورية.
ونحن نقول قد لا يكتشف، نتيجة ثقافته وحالته النفسية، ووضعه أسيراً للمحبسين: حبس العيش تحت الارض، وحبس ولائه لقاسم سليماني ومعلمه، مقدار هذا الاذى الذي يسببه..
فمعمر القذافي الذي وقع أسيراً في أيدي المقاتلين الثائرين على ظلمه وجبروته.. استغرب كثيراً – وهو منسجم مع نفسه – كيف يريد هؤلاء أسره.. لماذا لاحقوه.. لماذا يصوبون لوجهه اللكمات.. لماذا يشدونه من شعره، ويرمونه كبقرة قبل سلخها في مؤخرة شاحنة قادته الى مصيره المعلوم.
تشاوشيسكو نفسه راح يصرخ في وجه محاكميه وزوجه قبل ان يصدروا حكماً بإعدامهما رمياً بالرصاص، مندهشاً كيف لا يقدرون إنجازاته لهم.
حسن نصرالله سعيد بإنجازاته؟ هادن اسرائيل؟ قتل آلاف الشباب والنساء والاطفال في سورية؟ ما زال قادراً على التهديد ورفع الاصبع؟ يحكم حزباً يفيض قوة ليرسل عناصره لتعتدي على أهل العراق.. واليمن.. وللتآمر والتجسس والتخريب في دول الخليج العربـي، ولتبييض الاموال والاتجار بالمخدرات في دول اميركا اللاتينية؟ تصنيع الكبتاغون المخدر، وتهريبه عبر مرفأ بيروت الواقع تحت سيطرته، والمطار الرسمي الى دول العالم؟ في اغتيال كل من يعارض سياسة ايران؟لا شك في ان حسن نصرالله سعيد بإنجازاته هذه كلها.. غير اننا نضيف ان الاكثر سعادة من كل هذه الانجازات هي اسرائيل.. اما اميركا فقد وجدت بعد آل الاسد.. من تثق به في اي تعهد يقدمه لها.