الراعي يبارك ويشارك شخصياً بالمؤتمر المسيحي الإيراني الذي سيعقد في بلاد العم سام

326

بعد كردستان الراعي الى واشنطن والسبب؟
وكالة الأنباء المركزية/السبت 23 آب 2014

وسط زحمة المواقف الداخلية والعربية والدولية المنددة بممارسات تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” الاجرامية والتحركات، على شحها، لمواجهة موجات التطرف التي استباحت العراق وسوريا، مهددة الكيانات العربية، اتخذ الحراك الكنسي البطريركي في اتجاه محاولة مساعدة مسيحيي الشرق عموما لتثبيتهم في ارضهم بعدما طردتهم “داعش” منها ما اضطرهم الى اللجوء الى مناطق اخرى اكثر امانا، بعدا مهما لجهة امكان التأثير لدى دوائر القرار الدولي من اجل تأمين مقومات بقائهم في اوطانهم من النواحي كافة امنيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا. وبعد الزيارة البطريركية الرباعية لأربيل تتجه الانظار الى الفاتيكان المرتقب ان يزورها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في 27 و28 الجاري لوضع المسؤولين في الدوائر الفاتيكانية في حصيلة مشاهداته ومعاينته الميدانية للمسيحيين المهجرين الى اقليم كردستان بعدما اعد تقريرا مفصلا. اما الوجهة البطريركية التالية فواشنطن التي تستضيف مؤتمرا تنظمه مجموعة من المسيحيين الاميركيين والعرب واللبنانيين ما بين 9 و11 ايلول المقبل ويحضره البطريرك الراعي، بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان وبطريرك السريان الارثوذكس اغناطيوس افرام الثاني كريم، وقد وجهت الدعوات الى مسؤولين في الادارة الاميركية لم يبت حتى الساعة قرار تلبيتها او عدمه على غرار ما يجري على المستوى اللبناني حيث برزت تحفظات من بعض الاطراف لا سيما المسيحية منها في ضفة قوى 14 اذار حول ما يتصل بتمويل المؤتمر الذي رصدت له وفق مصادر في هذه القوى مبالغ خيالية لتغطية النفقات لجميع المشاركين الذين خصصت لهم اقامات في اهم فنادق واشنطن مع كل مستلزمات الترفيه، بما رسم شكوكا بحسب المصادر حول ما اذا كان هدف المؤتمر يتمثل حقيقة في دعم المسيحيين المشرقيين في اوطانهم وانشاء مؤسسة تبحث في سبل الحفاظ عليهم وتشكيل رأي عام اميركي ضاغط لحث الادارة الاميركية على التحرك في شكل فاعل ازاء مسيحيي المنطقة ام ان له اهدافا سياسية أبعد من الوضع المسيحي في حد ذاته واستخدام عنوان التصويب في اتجاه الحركات والمنظمات الاصولية لاعطاء صك براءة ولئن بطريقة غير مباشرة للنظام السوري الممثل بالرئيس بشار الاسد خصوصا ان المعلومات المسربة استنادا الى مصادر قوى 14 اذار تشير الى ان المؤتمرين لن يأتوا على ذكر ما قام ويقوم به الاسد مع شعبه.

واعربت المصادر عن اعتقادها ان فريق 14 اذار في الولايات المتحدة لن يلبي الدعوة الى المؤتمر، وان موقفا قد يصدر عن هذا الفريق في لبنان للتحذير من مغبة حرف المؤتمر عن هدفه الحقيقي وتصويب اي خلل قد يحصل، وان اجتماعات قد تعقد بين ممثلي هذه القوى في الولايات المتحدة ولبنان الاسبوع المقبل في بيروت لتوضيح الصورة في شكلها النهائي.

لكن اوساطا قريبة من المنظمين اكدت ان هدف المؤتمر يركز على الاضاءة على القضية المسيحية في الشرق بعد الاستماع الى وجهة نظر بطاركة الشرق او من يمثلهم والذين يشكل وجودهم في حد ذاته دلالة مهمة الى ابعاد المؤتمر مشيرة الى ان المؤتمرين قد يعلنون عن انشاء مؤسسة جديدة تبحث في سبل دعم المسيحيين سياسيا وماديا ومعنويا وتوظيف طاقات وقدرات المسيحيين العرب في الولايات المتحدة من اجل ارساء حلول واقعية تضع حد لمعاناة مسيحيي الشرق علما ان وفد البطاركة سيعقد لقاءات مع مسؤولين في الادارة الاميركية عارضا تقريره عن اوضاع هؤلاء في العراق بعد زيارته لاربيل.